تهديدات بالقتل لصحافي عراقي كشف قضايا فساد

بغداد- دانت منظمة مراسلون بلا حدود محاولات ترهيب يتعرض لها مدير وكالة بغداد اليوم الإخبارية والتهديد بالقتل بعد نشر معلومات تكشف قضية فساد يتورط فيها حزب سياسي.

ودعت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا، في بيان على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، السلطات العراقية إلى ضمان حماية الصحافيين أمام التهديدات التي تطالهم.

وأضافت أن نبيل جاسم مدير وكالة بغداد اليوم الإخبارية أفاد الأحد الماضي أنه تعرض للتهديد بالقتل عبر الهاتف في حال كشف ما وصفها بـ”أكبر قضية فساد” في العراق. وأوضح مقال نُشر على موقع الوكالة الرقم الذي تم منه إجراء المكالمات.

وقال جاسم، وهو صحافي معروف يتابعه نحو 300 ألف شخص على فيسبوك، إنه تلقى تلك المكالمات بعد نشر وثيقة من البنك المركزي العراقي تظهر خيوط قضية فساد تشمل أعضاء في حزب سياسي.

وأكد جاسم أنه مصر على إكمال نشر الوثائق، موضحا أنه خاطب المجلس الأعلى لمكافحة الفساد في العراق ليعلمه أن الملف جاهز بكافة الحقائق والمستندات. وأضاف “وضعنا الأمر في عهدة جهاز المخابرات وجهاز الأمن الوطني العراقيين، ولدينا عدة إجراءات احترازية منها تأمين الحماية من التهديد بالتصفية”.

وكانت هذه الوكالة المتابعة للملف نشرت في وقت سابق تفاصيل مثيرة عن عملية تهريب مالي وغسيل أموال تورط بها مصرف حكومي لحساب مصرف أهلي يمتلكه سياسي عراقي وصلت قيمتها إلى 1.8 مليار دولار.

نبيل جاسم نشر وثيقة تظهر خيوط قضية فساد تشمل أعضاء في حزب سياسي

وأفاد جاسم أن وكالته قد تحدثت عن تحويلات مالية مريبة مصدرها مصرف حكومي لحساب مصرف أهلي معروف بصلته بأحد السياسيين العراقيين.

وفي هذا الصدد، أعربت النقابة الوطنية للصحافيين العراقيين عن “قلقها البالغ على حياة الإعلامي المعروف”، مطالبة “وزارة الداخلية بالتعامل بجدية مع هذه التهديدات”، مع التأكيد على ضرورة حماية جاسم.

وفي المقابل، تلقى رئيس الوزراء ووزارة الداخلية خطابا من أحد أعضاء الحكومة بشأن هذا الموضوع. ومن جهته، علق مكتب الشرق في الأوسط مراسلون بلا حدود “من غير المقبول أن يتلقى الصحافيون مثل هذه التهديدات لمجرد إجراء تحقيقات تصب في المصلحة العامة. يجب على السلطات العراقية ضمان حماية نبيل جاسم والكشف عن الجهات المسؤولة عن هذه التهديدات”.

ولا يزال الصحافيون في العراق يعانون من التضييق والملاحقة القضائية خصوصا عند تناول قضايا فساد أو انتقاد السياسيين أو العشائر، ويحتل العراق المرتبة الـ156 على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.