مؤسس هواوي يرفض الانتقام من أبل

لندن- استبعد مؤسس شركة هواوي ورئيسها التنفيذي رين تشنغفاي أن تستهدف الصين شركة أبل ردا على حظر التعامل معها. وأكد أنه سيعارض أي خطوة من هذا القبيل ضد الشركة الأميركية المنتجة لهواتف الآيفون.
وأقر بأن القيود التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الشركة ستقلص صعودها السريع على مدى عامين، لكنه أكد أن هواوي سوف تكثف إمداداتها من الرقائق أو تجد بدائل للتفوق في مجال الهواتف الذكية والجيل الخامس.
ونسبت وكالة بلومبيرغ إلى رين قوله بشأن دعوات البعض في الصين إلى استهداف أبل بإجراء انتقامي “لن يحدث ذلك أولا وقبل أي شيء. وإذا حدث فسوف أكون أول المعترضين”. وأشار إلى أن “أبل هي الشركة الرائدة في العالم. لولا أبل، لما كان هناك إنترنت محمول… أبل هي معلمتي وهي متقدمة علينا. لماذا يجب أن أعارض معلمتي. لن أفعل ذلك أبدا”.
وسخر من تصريحات ترامب ضد هواوي بالقول “أرى تغريداته وأعتقد أنها مضحكة، لأنها تناقض نفسها”، وأضاف أنه سوف يتجاهل ترامب في خضم الحرب التجارية بين بكين وواشنطن. وسارت مبيعات هواوي عكس تيار تراجع مبيعات الهواتف الذكية عالميا. وارتفعت مبيعاتها بأكثر من 50 بالمئة في الربع الأول من العام بمقارنة سنوية مقابل تراجع حاد في مبيعات منافسيها وخاصة أبل وسامسونغ.
وانتزعت هواوي المرتبة الثانية من أبل العام الماضي وابتعدت كثيرا عنها حين باعت نحو 58 مليون هاتف في الربع الأول مقابل نحو 36 مليونا لشركة أبل. وكان من المرجح أن تزيح سامسونغ التي باعت نحو 72 مليون هاتف، لولا القيود الأميركية التي يمكن أن تؤدي إلى انحسار مبيعاتها.
وردا على سؤال عن سعي هواوي إلى أن تصبح الشركة الأولى عالميا في سوق الهواتف الذكية، أكد مؤسس الشركة أنها لا تسعى إلى ذلك في الظرف الحالي وأنه “أمر جيد بالنسبة لنا أن ننجو بأنفسنا” في اعتراف بقسوة الحظر الأميركي.
وكانت تقارير صادرة عن مؤسسات أبحاث قد رجحت أن يؤدي الحظر الأميركي على هواوي إلى تراجع مبيعاتها بما يصل إلى 25 بالمئة خلال العام الحالي. وتوقعت أن تواجه احتمال اختفاء هواتفها الذكية من بعض الأسواق الدولية.
وجدد رين نفي الاتهامات بسرقة هواوي للتكنولوجيا الأميركية قائلا “من المحتمل أن الولايات المتحدة تسرق التقنية الصينية وليس العكس… لو كنا في المؤخرة لما احتاج ترامب إلى بذل الكثير من الجهود لمهاجمتنا. يهاجمنا لأننا الآن متطورون أكثر منهم”.
وتجد أبل نفسها في قلب المعركة بين واشنطن وبكين بدرجة لا تقل عن محنة هواوي، وقد تراجعت أسهمها بشكل حاد مع اتساع الحديث عن استهدافها من قبل الصين وخضوع منتجاتها في الصين للرسوم الأميركية. ورجح خبراء التكنولوجيا أن تضطر شركة أبل إلى زيادة أسعار هواتف آيفون بشكل كبير، بسبب تصاعد النزاع التجاري الذي يمكن أن يرفع تكلفة آيفون المرتفعة أصلا بنحو 160 دولارا للجهاز الواحد.
وتكمن الخطورة في أن أبل وضعت جميع بيضها في السلة الصينية، حيث تستخدم سلسلة إمداد صينية لتجميع منتجاتها من أجهزة آيفون وآيباد وماك، على عكس منافستها سامسونغ، التي تمتلك مصانع في كوريا الجنوبية وفيتنام والهند والبرازيل وإندونيسيا، إلى جانب الصين.
ويدعو ترامب الشركات الأميركية إلى العمل في الولايات المتحدة، أو على الأقل بعيدا عن الصين، لكن أبل قد تجد صعوبة بالغة في الانتقال بعيدا عن شركة التصنيع العملاقة فوكسكون. ويرى محللون أن تخفيف ارتباط أبل بالصين سيكون مكلفا ويحتاج عدة سنوت لتطبيقه.
وحاول تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل الأسبوع الماضي، التخفيف من حدة التوترات بوصفه العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين بأنها كبيرة ومعقدة، وتتطلب مستوى من التركيز والتحديث والتجديد.