الأحزاب المؤيدة لبريكست تتقدم في الانتخابات الأوروبية

عاقب الناخبون البريطانيون للمرة الثانية في غضون شهر الأحزاب الرئيسية التي تدير شؤون انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي، حيث مني المحافظون بخسارة قاسية في انتخابات البرلمان الأوروبي، كما تقهقر حزب العمّال المعارض بدوره لصالح الأحزاب المتشككة ببريكست، ما يعزز احتمال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق.
لندن - أقرّت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاثنين بنتيجة “مخيبة جدا” في انتخابات البرلمان الأوروبي بعدما مُني حزبها بهزيمة كبرى أمام حزب بريكست المناهض للاتحاد الأوروبي بزعامة نايجل فاراج.
وكتبت ماي في تغريدة “ليلة مخيبة جدا للمحافظين” مضيفة “لقد خسر نواب أوروبيون ممتازون مقاعدهم، وهُزم مرشحون ممتازون”.
وعاقب الناخبون بشدة حزب المحافظين الذي تراجع إلى المرتبة الخامسة بحصوله على 9.1 بالمئة من الأصوات بحسب نتائج جزئية بعد فرز أكثر من نصف الأصوات، فيما تصدّر “حزب بريكست” الانتخابات الأوروبية إثر حصوله على نحو 31.8 بالمئة.
وأعطى الاقتراع جرعة من الأمل لمؤيدي أوروبا مع حصول الحزب الليبرالي الديمقراطي على 20.4 بالمئة من الأصوات. لكن هذا الحزب لا يملك وسائل التأثير على القرار على المستوى الوطني إذ لا يمثله سوى عدد قليل من النواب.
وخرج الحزب التقليدي الكبير الآخر، حزب العمّال ضعيفا من الانتخابات الأوروبية بحصوله على نحو 13.7 بالمئة من الأصوات، دافعا بذلك ثمن موقفه الغامض إزاء بريكست.
واعترفت النائبة إيميلي ثورنبيري لشبكة الـ“بي.بي.سي” البريطانية بأن حزب العمال “يحتاج لأن يكون أوضح بشأن ما نريده”.
وصوّت 52 بالمئة من البريطانيين خلال استفتاء يونيو 2016 مع بريكست الذي كان يفترض أن ينفذ في 29 مارس. لكن ماي لم تنجح في إقناع حزبها المنقسم حول المسألة ولا النواب بقبول الخطة التي تفاوضت بشأنها مع المفوضية الأوروبية، واضطرت إلى تأجيل الخروج من الاتحاد إلى 31 أكتوبر.
الفوز الجديد يعزز لفاراج موقف الجناح المناهض للاتحاد الأوروبي ضمن حزب المحافظين الذي يؤيد قطيعة واضحة مع الاتحاد الأوروبي
وحزب بريكست الذي تأسس قبل أربعة أشهر ردا على المشاحنات في البرلمان بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، ليس لديه برنامج آخر في هذه الانتخابات سوى هذه القضية. وقد اعتمد على غضب الناخبين من مسلسل بريكست الطويل.
وكان مؤسس هذا الحزب نايجل فاراج (55 عاماً) فاز في 2014 في الانتخابات الأوروبية عندما كان يرأس حزب استقلال بريطانيا (يوكيب) المعادي لأوروبا وللمهاجرين. وهو يؤيد الخروج من الاتحاد الأوروبي بأي ثمن حتى ولو تمّ ذلك بلا اتفاق. وأعلن خلال الحملة الانتخابية “من أجل الالتزام بالتصويت الديمقراطي للشعب وبالوعود التي قُدّمت، الشيء الوحيد الذي بإمكاننا فعله هو الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفق أحكام منظمة التجارة الدولية”.
ويعني ذلك مغادرة الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة واتباع طريق إقامة علاقات تجارية تخضع لمنظمة التجارة.
ويعزز الفوز الجديد لفاراج موقف الجناح المناهض للاتحاد الأوروبي ضمن حزب المحافظين الذي يؤيد قطيعة واضحة مع الاتحاد الأوروبي. وقد طلب أن “يصبح جزءا من فريق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي ليكون هذا البلد مستعدا للرحيل أيا تكن الظروف”.
ويتلاقى المرشح الأوفر حظاً بوريس جونسون الذي لعب دورا محوريا في حملة استفتاء بريكست عام 2016، مع موقف نايجل فاراج ويقول إنّه مستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق.
وقال ستيفن باربر أستاذ العلوم السياسية إنّ كل صوت محافظ ذهب إلى حزب بريكست “سيُفسر من قبل غالبية المرشحين لقيادة الحزب على أنّه رسالة بأنّهم يجب أن يدفعوا نحو انفصال قاس”.
ودعا قيادي بارز بحزب العمال إلى إجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا، وذلك بعد النتائج المخيبة التي حققها حزبه وحزب المحافظين الحاكم في انتخابات الاتحاد الأوروبي.
وكتب جون ماكدونيل، المتحدث باسم الحزب للشؤون المالية، ”نواجه الآن التهديد بخروج من دون اتفاق”.