جاموسة تشعل معارك طائفية على تويتر

مسؤولون عراقيون يؤكدون وجود أبعاد طائفية أثارت أزمة الجاموس، خاصة أن "التشنج يزداد في سامراء".
الجمعة 2019/05/24
الجاموس فضح النوايا

ضجة مفتعلة حول تغريدة لصحافي عراقي بشأن هجرة سكان الاهوار مع مواشيهم تكشف التغيير الديموغرافي في مدينة سامراء العراقية بمساعدة المليشيات الطائفية. ويؤكد معلقون أن الضجة اضاعت الفكرة الحقيقية من تغريدة الصحافي من أجل الدخول في معارك جانبية بنوازع طائفية.

سامراء (العراق)- أشعلت تغريدة على تويتر العراق جدلا واسعا وأعادت تسليط الضوء على التغيير الديموغرافي في سامراء. حيث انفتحت أبواب الهجرة أمام سكان الاهوار الى مدينة سامراء الى درجة غيرت التركيبة الديمغرافية للمدينة.

وكان الإعلامي العراقي عمر الجنابي قد غرد:

omartvsd@

جاموسة قتلت طبيبا في محافظة صلاح الدين! بعد أن فرضت فصائل مسلحة سيطرتها على محافظة صلاح الدين قادمة من جنوب العراق، وسيطر عناصرها على أملاك وأراض وموارد في مناطق المحافظة، بعضهم جلب جواميسه من الأهوار إلى جنوب تكريت، واعترضت إحدى تلك الجواميس سيارة الطبيب وسط الشارع وتسببت في
مقتله.

وتعرض الجنابي إلى حملة سخرية وانتقاد على تويتر، حتى أنه أطلق في شأنه هاشتاغ #عمر_جاموسة. وقالت الناشطة العراقية ذكرى نادر:

thikramohamedn1@

الضجة مفتعلة والهجوم مبالغ فيه.. تبدو محاولة مستميتة لإبعاد جوهر الفكرة عن طريقها، فانشغل الناس بتبرير أو تجريم التغريدة وصاحبها، دون التفات إلى
خطورة ما يحدث في تلك المناطق من تهجير سكان دون وجه حق، واستقدام آخرين ليسكنوا محلهم؛ ما يعني بقاء المشاكل والكراهية والاقتتال.

وأضافت:

وقال مغرد:

8Fu6GhD8BWreozl@

من أتى بعوائل المعيد “مربي الجواميس” هو مدير شرطة #سامراء السابق، جبار المطيرجي، حين هجّر العوائل التي تسكن على ضفاف نهر دجلة خصوصا “العاشق” و”العباسية” و”حاوي البساط”، واستقدم حوالي 14000 جاموسة، وتسببت تربية الجاموس بتلوث نهر دجلة فضلا عن إتلاف المحاصيل الزراعية.

ويربى الجاموس عادة في الأهوار بجنوب العراق، لكن معلقين يقولون إن المواطنين الجدد من سكان الجنوب في سامراء (شمال العراق) جلبوا جواميسهم معهم. وتساءل مغرد:

ali94984630@

كيف عرفتم أن الجاموس آت من الجنوب؟

وأجاب الجنابي:

omartvsd@

ببساطة هذه المناطق لا تربي الجواميس، وهذا الشيء معروف لدى أهل العراق عامة وأهل هذه المناطق على وجه الخصوص.

وروى الجنابي في تغريدة أخرى:

omartvsd@

تم توطين مربي الجواميس “المعدان”، في مناطق ممتدة من جنوب تكريت إلى سامراء من خلال عدم السماح للنازحين بالعودة إلى مناطقهم، وللأسف الجواميس الآن سائبة وتسببت في حوادث وأضرار بالممتلكات الخاصة ولا يستطيع أحد ردع المسؤولين عن ذلك.

وأضاف:

omartvsd@

لا علاقة للأمر بالطائفية ولا المناطقية، ولا أدري لماذا تخلطون الأمور ببعضها البعض!! الكلام واضح؛ هناك متنفذون يسيطرون على هذا الموضوع ولا علاقة للأهالي بالأمر، وكما ذكرت لم تكن هناك جواميس سائبة من قبل ولا أدري سبب هذه الانتفاضة على موضوع يعرفه كل من لديه أي خبرة بسيطة عن بيئة المنطقة!

يذكر أن صحافيين سامرائيين أكدوا تعرضهم لتهديدات بالتصفية بسبب نشرهم تقارير حول “مربي الجواميس”. وحملت النقابة الوطنية للصحافيين القوات الأمنية وقيادة عمليات سامراء مسؤولية سلامة الصحافيين.

من جانبه طالب النائب مثنى عبدالصمد السامرائي رئيس حزب المسار المدني الحكومة بوضع حد للاستهتار بحياة الناس وقال في تغريدة له “رعاة المواشي قدموا إلى محافظة صلاح الدين من خارجها واستقروا قرب سامراء، ويتسبب استهتارهم بحادث أو أكثر كلّ يوم، بينما تواجه الدولة ذلك باللامبالاة إزاء حياة أبناء المحافظة، وعجزت مؤسساتها وأجهزتها الأمنية عن وضع حد لهذه المآسي؛ فإلى هذا الحد أصبحت حياة الناس رخيصة؟! أين الحكومة المحلية من ذلك؟! وأين رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة؟! لماذا هذا السكوت؟! الإهمال الحكومي مرفوض.. الاستهتار بحياة الناس مرفوض.. ولن نسكت!”.

صحافيون من سامراء أكدوا تعرضهم لتهديدات بالتصفية بسبب نشرهم تقارير حول "مربي الجواميس"

ولا ينفي مسؤولون، وجود أبعاد طائفية أثارت أزمة الجاموس، خاصة أن “التشنج يزداد في سامراء”. وكانت شرارة العنف الطائفي قد قدحت في سامراء عام 2006، بتفجير العتبة العسكرية. وتبنى تنظيم القاعدة تفجير العتبة، واندلعت إثرها عمليات قتل طائفي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الضحايا على مدى سنوات، وعام 2016، نشطت حملة بعنوان “سامرائي ما أبيع بيتي” ردا على ابتزاز الميليشيات للأهالي وإجبارهم على بيع منازلهم وعقاراتهم.

وسامراء مدينة ذات غالبية سنية، تضم أحد أهم مزارات الشيعة الاثني عشرية، وفيه غاب الإمام “المنتظر”، وفق الموروث الشيعي. كما تتميز المدينة بموقعها الجغرافي على نهر دجلة، وآثارها العباسية ومن أشهرها مئذنة الملوية.

وفرض الحشد الشعبي السيطرة على المدينة، ووسع من تواجده بعد ذلك، حتى انسحابه وتولي سرايا السلام إلى جانب قيادة عمليات سامراء مسؤولية حماية المدينة، التي لا تزال أطرافها حتى الآن خطيرة وتشهد نشاطا لتنظيم داعش.

19