زيادة النشاط البدني تحسن جودة النوم لدى المراهقين

لندن- أظهر باحثون أن ممارسة التمارين الرياضية، أكثر من المعتاد ليوم واحد، قد تكون كافية لتحسين نوم المراهقين ليلاً. أجرى الدراسة باحثون في جامعة ولاية بنسلفينيا الأميركية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية “ساينتفيك ريبورتس” العلمية.
وأوضح الباحثون أن المراهقين يحتاجون من 8 إلى 10 ساعات من النوم، ليلاً، وتشير التقديرات الحديثة إلى أن ما يصل إلى 73 بالمئة من المراهقين يحصلون على أقل من 8 ساعات من النوم يوميًا.
وأضافوا أن الهدف من الدراسة هو كشف العلاقة بين النشاط البدني خلال ساعات النهار وتحسين جودة نوم المراهقين ليلاً. وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون 417 مشاركًا، متوسط أعمارهم 15 عاما، في 20 مدينة أميركية. وارتدى المشاركون مقاييس تسارع على معاصمهم وأرجلهم لقياس معدلات النوم والنشاط البدني لمدة أسبوع.
ووجد الباحثون أنه حينما يمارس المراهقون نشاطا بدنيا أكثر من المعتاد، نهارًا، ينامون في وقت مبكر وينعمون بنوم هادئ لفترة أطول في الليل. وعلى وجه التحديد، وجد الفريق أنه في كل ساعة إضافية من النشاط البدني المعتدل إلى القوي، كان المراهقون ينامون قبل ميعادهم اليومي بحوالي 18 دقيقة، وينامون لمدة 10 دقائق أطول من المعدل المعتاد خلال الليل.
في المقابل، وجد الباحثون أيضًا أن المراهقين الذين لم يمارسوا نشاطًا رياضيًا خلال ساعات النهار، انخفضت جودة نومهم، وكانوا يعانون من الاستيقاظ المتكرر خلال ساعات الليل.
وقال الدكتورة ليندساي ماستر -قائدة فريق البحث- “المراهقة تعد فترة حرجة للحصول على قسط كاف من النوم، لأن النوم يمكن أن يؤثر على الأداء المعرفي والتحصيل الدراسي ويتسبب في الإجهاد ويؤثر على سلوكيات الأكل”. وأضافت “تشير أبحاثنا إلى أن تشجيع المراهقين على قضاء المزيد من الوقت في ممارسة الرياضة خلال النهار قد يساعد على تحسين جودة نومهم ليلاً”.
وكانت دراسات كشفت أن الحرمان من النوم لمدة ليلة واحدة فقط، تفوق أخطاره الصحية اتباع نظام غذائي عالي الدهون لمدة 6 أشهر، ويضاعف خطر الإصابة بمرض السكري، كما أنه يؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ، ويسهم في تراجع الأداء المعرفي.
وقالت الطبيبة كيلي بارون من جامعة نورثوسترن الأميركية، والباحثة الأساسية في الدراسة التي نشرت في دورية “كلينيكال سليب ميديسين” العلمية، “إذا كنت تعاني من الأرق فلن تتمكن من تحسين نوعية نومك فور بدء ممارستك للرياضة”. وأوضحت أن العلاقة التي تجمع بين الرياضة والنوم طويلة المدى، داعية الأشخاص إلى المواظبة على ممارسة الرياضة وعدم فقدان اهتمامهم بها.
وقامت بارون بتحليل الأثر اليومي للرياضة بعد استماعها إلى تشكيات مرضاها الذين يعانون من الأرق، إذ شكَوا من أن التمارين الرياضية التي أوصتهم الطبيبة بممارستها لم تساعدهم بشكل فوري على النوم، مشيرة إلى ترديدهم أنهم مارسوا التمارين الرياضية لساعات أمس غير أنهم لم يتمكنوا من النوم على الإطلاق. ومع أنه من المعروف أن التمارين الرياضية تحسن نوعية النوم، إلا أن بارون لاحظت أن المسألة لم تكن بهذه البساطة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأرق.
واطلعت بارون على معطيات تعود إلى نساء في سن متقدمة، لأنهن أكثر عرضة للمعاناة من الأرق. وتابعت معطياتهن على مدى 16 أسبوعا، فاستنتجت أن المفتاح هو المواظبة على التمارين الرياضية.