تلوث الهواء يزيد خطر إصابة الأطفال بالاكتئاب

واشنطن- حذّرت دراسة أميركية حديثة من أن تعرض الأطفال لتلوث الهواء يجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب في مرحلة الطفولة.
أجرى الدراسة باحثون في جامعة سينسيناتي والمركز الطبي لمستشفى سينسيناتي الجامعي للأطفال بالولايات المتحدة، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية “انفايرنمانتل ريسورتش” العلمية.
وأوضح الباحثون أن التعرض لتلوث الهواء يعد مشكلة صحية عالمية ترتبط بمضاعفات مثل مرض الربو وأمراض الجهاز التنفسي، فضلا عن أمراض القلب والسكتة الدماغية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد التلوث مسؤولا أيضًا عن الملايين من الوفيات سنويا، كما تشير دلائل جديدة إلى أن تلوث الهواء قد يؤثر أيضا على نمو أعصاب الأطفال.
وللوصول إلى نتائج الدراسة الحديثة، راقب فريق البحث 145 طفلا، متوسط أعمارهم 12 عاما، حيث رصدوا عبر تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي المتخصصة مستويات مستقلب طبيعي يدعى”ميو-إينوسيتول”.
ويوجد “ميو-إينوسيتول” بشكل أساسي في خلايا المخ المتخصصة المعروفة باسم الخلايا الدبقية، والتي تساعد في الحفاظ على حجم الخلية وتوازن السوائل في الدماغ، وتعمل كمنظم للهرمونات والأنسولين في الجسم. وترتبط الزيادات في مستويات الـ”ميو-إينوسيتول” بزيادة عدد الخلايا الدبقية، التي تحدث غالبا في حالات الالتهاب.
نحو 17 مليون رضيع في شتى أنحاء العالم يتنفسون هواء ساما، ما قد يضر بنمو أدمغتهم
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا لمستويات مرتفعة من تلوث الهواء، زادت لديهم مستويات الـ”ميو-إينوسيتول” في المخ بشكل كبير، وترافق ذلك مع زيادة أعراض القلق بنسبة 12 بالمئة، مقارنة مع من لم يتعرضوا للتلوث بنسب كبيرة.
وقال الدكتور كيلي برونست -قائد فريق البحث- “تشير الدلائل الحديثة إلى أن الجهاز العصبي المركزي معرّض بشكل خاص لتلوث الهواء، مما يؤشر على دور التلوث في مسببات الاضطرابات النفسية، مثل القلق أو الاكتئاب”.
وأضاف أن “التعرض المتزايد لتلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى استجابة الدماغ الالتهابية، كما يتضح من الزيادات التي رأيناها في مستويات ‘ميو-إينوسيتول’، وهذا يشير إلى أن بعض الفئات السكانية معرضة للمزيد من اضطرابات القلق”.
ويعتبر تلوث الهواء عامل خطر مساهما في ظهور عدد من الأمراض، بما فيها مرض القلب التاجي وأمراض الرئة والسرطان والسكري. وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) أن نحو 17 مليون رضيع في شتى أنحاء العالم يتنفسون هواء ساما، ما قد يضر بنمو أدمغتهم.