تخفيف القيود على هواوي لتدارك خسائر الشركات الأميركية

واشنطن - يبدو أن الحظر الأميركي على هواوي الصينية كان له أثرا كبيرا على شركات الاتصالات الأميركية، وهو ما يفسر قرار الحكومة الأميركية بتخفيف بعض القيود التجارية للحد من تعطل عمليات الشبكة الحالية وأجهزتها في أنحاء العالم.
وستسمح وزارة التجارة الأميركية لشركة هواوي تكنولوجيز بشراء مواد أميركية الصنع لاستمرار عمل الشبكات القائمة وتحديث البرامج الموجودة على أجهزة هواوي.
فيما لا يزال محظورا على الشركة شراء قطع غيار ومكونات أميركية لتصنيع منتجات جديدة بدون الحصول على موافقات على الترخيص من المرجح رفضها.
في المقابل لجأ مؤسس شركة هواوي رين جينغفي الثلاثاء إلى لهجة التحدي للرد على محاولات الولايات المتحدة الحد من الطموحات العالمية لشركته، وقال إن واشنطن "تسيء تقدير قوة" عملاق الاتصالات الصيني.
وتحدث رين إلى وسائل إعلام صينية رسمية بعد أيام من إصدار الرئيس دونالد ترامب أوامر تهدف إلى عرقلة أعمال هواوي في الولايات المتحدة، وبعد جهود استمرت أشهرا لترامب لمنع الشركة الصينية من أن تصبح الأولى عالمياً في تقنية شبكات اتصالات الجيل الخامس.
وقال رين "الممارسة الحالية للسياسيين الأميركيين تسيء تقدير قوتنا". وأضاف "شبكات هواوي للجيل الخامس لن تتأثر.. في ما يتعلق بتقنية الجيل الخامس لن يتمكن الآخرون من اللحاق بهواوي وقد يستغرقهم هذا عامين أو ثلاثة".
ويشير خبراء كثيرون إلى أن حظر التعامل التجاري الذي فرضته الولايات المتحدة قد يوجّه ضربة قاسية للشركات الأميركية التي تقوم بتزويد الشرائح للشركة الصينية.
ويرى المحلل لدى "اندبوينتس تكنولوجيز أسوسييتس" أن "ذلك قد يكون لديه تأثير مدمّر على هواوي"، وأضاف "إذا لم تكن لديهم صلابة مالية، فذلك قد يفضي بهم في دائرة مميتة.. أما إذا كانت على العكس، جيوبهم ممتلئة، فقد يتمكنون ربما من النجاة".
كما أن القرار الأميركي قد يدفع هواوي إلى تعزيز اكتفائها الذاتي بعد أن أصبحت تنتج معظم المكونات التي تستخدمها ومن ضمنها الرقائق الإلكترونية، التي تنتجها شركة هاي سيليكون التابعة لها.
وهو ما يعزز مخاوف الشركات الأميركية التي من المرجح أن تتأثر بشكل كبير من قرار الحظر الأميركي، وهو ما دفع الحكومة الأميركية إلى تخفيف العقوبات.
وتخشى الكثير من الشركات الأميركية من سرعة تأقلم هواوي وشركات التكنولوجيا الصينية الأخرى مع الحظر الجديد بتطوير قدراتها الذاتية والتحول إلى موردين آخرين، ما يعني خسارة كبيرة للكثير من الشركات الأميركية.
وقالت الحكومة الأميركية إنها فرضت القيود لتورط هواوي في أنشطة تتعارض مع الأمن القومي أو مصالح السياسة الخارجية.
وقال وزير التجارة الأميركي ويلبور روس في بيان إن التفويض الجديد يستهدف منح شركات الاتصالات التي تعتمد على معدات هواوي الوقت لاتخاذ ترتيبات أخرى.
وأضاف "باختصار، سيسمح هذا الترخيص باستمرار العمليات بالنسبة لمستخدمي هواتف هواوي الحاليين وشبكات النطاق العريض في الريف".
ويشير الترخيص، الذي سيظل ساريا حتى 19 أغسطس، إلى أن التغييرات في شبكة إمداد هواوي قد تكون لها عواقب مباشرة وبعيدة المدى وغير مقصودة على عملاء الشركة.

وقال كيفن وولف المحامي في واشنطن وهو أيضا مسؤول سابق في وزارة التجارة "الهدف على ما يبدو هو الحيلولة دون تعطل أنظمة الإنترنت والكمبيوتر والمحمول". وتابع قائلا "هذا ليس استسلام. هذا ترتيب للأوضاع".
وتعرضت الشركة الصينية لضغوط متزايدة من الرئيس الأميركي بسبب مخاوف من استخدام الحكومة الصينية معداتها للتجسس على الشبكات الأميركية، وهو ما تنفيه هواوي بشد، وتحذر واشنطن من استخدام معدات هواوي وتضغط على دول أخرى لوقف التعامل معها.
وقد تمكنت من إقناع دول مثل أستراليا ونيوزيلندا وكندا بعدم استخدام معدات الاتصالات التي تنتجها هواوي، في وقت تنقسم فيه دول الاتحاد الأوروبي بشأن استخدام تلك المعدات.
وتعد هواوي الصينية أكبر شركة في العالم منتجة لمعدات الاتصال.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية إنها ستجري تقييما لما إذا كانت ستمد الإعفاءات بعد انتهاء التسعين يوما.
ويسمح الترخيص المؤقت كذلك بالكشف عن جوانب الضعف الأمنية كما يسمح لهواوي بالمشاركة في تطوير القواعد الخاصة بشبكات الجيل الخامس القادمة.
ولبحث سبل التعامل مع الحظر الأميركي، قال مؤسس هواوي إن الشركة تبحث مع شركة خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الأميركية العملاقة غوغل كيفية التعامل مع القيود التي فرضتها إدارة ترامب على تعاملات الشركات الأميريكية مع الشركة الصينية.
وكانت غوغل ذكرت أمس أنها ستواصل دعم أجهزة هواتف "هواوي" الذكية الحالية والتي تستخدم نظام التشغيل "اندرويد" التي تطوره الشركة.