حرق المحاصيل أحدث مظهر للإرهاب في العراق

الموصل (العراق) – أظهرت سلسلة حرائق طالت مساحات زراعية شاسعة في العراق، مجدّدا، مدى صعوبة إعادة الاستقرار الكامل إلى البلد، ومحاصرة الظاهرة الإرهابية والقضاء عليها في ظلّ اتّساع مجال الخيارات أمام القائمين عليها ورعاتها لإلحاق الأذى بالبلد ومواطنيه.
وتوجّهت أصابع الاتهام بإشعال تلك الحرائق إلى تنظيم داعش، الذي كان من المتوقّع أن يغيّر أسلوب حربه في العراق ويتحوّل إلى حرب العصابات بعد هزيمته في حرب الجبهات.
ورأت دوائر عراقية أنّ هدف التنظيم من إحراق المحاصيل الزراعية على مقربة من موسم حصادها، هو إحداث أكثر ما يمكن من الأضرار والخسائر الاقتصادية وخلق أزمة اجتماعية في المناطق التي تعتمد على الزراعة.
واندلع، الاثنين، حريق جديد أتى على العشرات من الهكتارات المزروعة بالحنطة في مخمور غرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بشمال العراق.
وشهدت الأيام الماضية نشوب عدّة حرائق في مساحات واسعة من مزارع الحنطة والشعير في محافظتي ديالى وصلاح الدين بشمال العراق، وأيضا في واسط والنجف والمثنى بجنوبه.
وبعد مضي قرابة السنة ونصف السنة على إعلان هزيمة تنظيم داعش عسكريا في العراق، لا تزال الأوضاع الأمنية هشة بالبلد، حيث لا يكاد ينقطع سقوط ضحايا جرّاء أعمال إرهابية.
وقُتل، الاثنين، 11 عراقيا بينهم امرأة، في حوادث متفرقة بشمال وغرب الموصل التي سبق لداعش أن اتخذها مركزا رئيسيا له خلال فترة
سيطرته على أجزاء واسعة من الأراضي العراقية.
وقال النقيب زكريا يحيى من شرطة المحافظة إنّ “أربعة فلاحين قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح إثر انفجار ثلاث عبوات ناسفة في قضاء تلعفر، وذلك أثناء قيامهم بأعمال الحصاد في أراضيهم الزراعية”.
وأضاف أنّ أربعة مدنيين قتلوا أيضا في مواجهات اندلعت مع عناصر داعش في قرية الحاصود التابعة لقضاء البعاج الواقعة على بعد 120 كلم شمال غرب الموصل.
وأدى انفجار عبوتين ناسفتين لدى مرور سيارة مدنية عند مدخل ناحية الرشيدية قرب المدينة، إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة، وإصابة اثنين آخرين كانا يستقلان السيارة.