حركة الشباب توسع نطاق تجنيد الكوادر في كينيا

الجماعة الإرهابية تستغل انتشار الفقر والبطالة لإغراء الشباب وتجنيدهم في صفوفها لتوسيع نشاط عملها خارج الصومال.
السبت 2019/05/18
صوب الحدود

إيسيولو (كينيا) - تستخدم حركة الشباب الصومالية المرتبطة بالقاعدة بعض الشركاء غير التقليديين في تكثيف هجماتها وراء حدود الصومال، حيث وسعت نطاق عملياتها وتجنيدها إلى خارج حدود نشاطها.

وكان أول هجوم وقع على مجمع مكاتب وفنادق في العاصمة الكينية نيروبي ويقوده شخص من أصول غير صومالية منذ بدأت حركة الشباب تنفيذ عمليات كبيرة عبر الحدود في 2010. وقتل في الهجوم 21 شخصا.

وقائد الهجوم هو علي سالم جيشونجي، ويعرف بالاسم المستعار فاروق، وهو مواطن كيني عمره 26 عاما ودرس في مدرسة كاثوليكية، وليس للجماعة العرقية ميرو التي ينتمي إليها والتي يغلب عليها المسيحيون أي صلة بالصومال.

وقال مسؤولون أمنيون كينيون إن جيشونجي قاد أربعة مهاجمين آخرين أحدهم على الأقل غير صومالي وهو الذي كلف بدور المهاجم الانتحاري. وقتل الخمسة في الهجوم.

ويقول أقارب ومسؤولون أمنيون ومحللون إن المهاجمين من بين عدد متزايد من الكينيين الذين لا صلة أسرية لهم بالصومال وبالجند المتشددين في السنوات القليلة الماضية.

وقال باحثون أجروا مقابلات مع منشقين إن انتشار الفقر والبطالة على نطاق واسع في البلاد يعني أنه بإمكان حركة الشباب إغراء من تجندهم بالمال والوعود بتوفير عمل. وقالت أسر “حتى الهدايا الصغيرة أغوت بعض الشبان”.

وساعد المجندون الجدد في زيادة قدرات المتشددين وتسببوا في تعقيد جهود قوات الأمن الكينية الرامية إلى القضاء عليهم.

وقال موريثي موتيجا وهو مدير مشروع بمجموعة الأزمات الدولية “في الماضي ركزت قوات الأمن جهودها على أجزاء من البلاد الأغلبية فيها مسلمة ويهيمن عليها المسلمون”.

وأضاف “الآن الأمر أصعب بكثير لأن حركة الشباب أظهرت قدرتها على التكيف من خلال تجنيد كوادر من خارج المناطق التقليدية”.

وفي نفس الوقت وسعت حركة الشباب عملياتها من الصومال إلى شرق أفريقيا حيث أظهرت القدرة على ضرب أهداف مهمة مثل مكاتب الشركات الغربية المتعددة الجنسيات.

وأحجم الكثير من سكان مقاطعة إيسيولو الكينية الحدودية عن الحديث عن التجنيد خشية لفت انتباه الشرطة إليهم، لكن البعض قالوا إن من يجندون عناصر لحساب حركة الشباب يستهدفون منذ سنوات الشبان العاطلين عن العمل من غير الصوماليين.

وقال عبدي بيدو (53 عاما) إن مسؤولين عن التجنيد صادقوا ابنه بورو قبل ثلاث سنوات وكان عمره 20 عاما خلال مشاهدته مباريات كرة القدم الأوروبية في مقاه تعرضها. وأضاف أنهم قدموا لابنه السجائر وجولات بالدراجات النارية ونبات القات المخدر.

وقال بيدو إن الشرطة ألقت القبض على بورو خلال محاولته الانضمام إلى حركة الشباب قرب حدود الصومال في 2017. وأحيل الشاب إلى المحاكمة لكن السلطات أسقطت التهم الموجهة إليه دون تفسير.

وقادت فيوليت كيمونتو، زوجة جيشونجي، أول هجوم تقوده امرأة في كينيا في سبتمبر 2016 عندما دخلت ثلاث نساء مركزا للشرطة في مدينة مومباسا وقمن بطعن ضابط وإلقاء قنبلة حارقة قبل أن تقضي عليهن قوات الأمن.

وهي مولودة لجماعة عرقية يغلب عليها المسيحيون في نبروبي وكانت قد وصفت نفسها على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها عروس الشباب. وتعتقد الشرطة أنها فرت إلى الصومال.

5