شهر الصيام لم يثن السودانيين عن مواصلة حراكهم

حرارة الطقس ومتاعب الصيام لم تمنع المتظاهرين من مواصلة اعتصامهم في الخرطوم.
الثلاثاء 2019/05/07
الشارع مصر على مطالبه

الخرطوم - رغم حرارة الطقس والصيام الذي يمتد على 14 ساعة في اليوم بشهر رمضان، لا يزال المتظاهرون في السودان مصممين على مواصلة اعتصامهم من أجل تسليم السلطة للمدنيين.

وبحلول موعد الإفطار كان الإنهاك قد حل بالمعتصمين المتواجدين منذ مطلع أبريل أمام مقرّ الجيش في وسط العاصمة الخرطوم.

وقبل نحو شهر، بدأ المتظاهرون اعتصامهم أمام مقر الجيش مطالبين الجيش بإقالة الرئيس، وهو ما حصل في 11 أبريل لكن مجلساً عسكرياً مؤلفاً من عشرة أعضاء حلّ محل النظام السابق، ما أثار غضب المتظاهرين الذي يطالبون منذ ذلك الحين بحكومة مدنية.

ويؤكد هؤلاء أن ليست لديهم نية إنهاء تجمّعهم رغم الصيام خلال شهر رمضان.

وقال حسن بشرى أحد المتظاهرين لوكالة الصحافة الفرنسية في نهاية يوم بلغت درجة الحرارة خلاله 45 درجة "نحن قادرون على تحمّل رمضان والحرارة". وتابع "تحمّلنا رصاص وقنابل (الرئيس المخلوع عمر) البشير وسنتحمّل الحرارة.. نحن سودانيون، نحن معتادون على ذلك".

يأتي ذلك فيما أكد المعتصمون أمام مقر قيادة الجيش مواصلة مظاهراتهم إلى حين تسليم السلطة للمدنيين، وقال أحد المعتصمين "نحن نناضل من أجل قضية، من أجل إدارة مدنية، من أجل اقتلاع النظام ورحيل المجلس العسكري".

وللمحافظة على زخم الاحتجاجات خلال شهر رمضان نظم تحالف الحرية والتغيير الذي يقود حركة الاحتجاج مائدة لإفطار الصائمين في مقر الاعتصام.

وكانت دعت قوى "إعلان الحرية والتغيير" التي تقود الحراك الشعبي بالبلاد إلى تعبئة جديدة للمحتجين من أجل إفشال المحاولات المتكررة لإزالة المتاريس التي اعتبرتها خطورة تمهيدية لفض الاعتصام أمام مقر الجيش في العاصمة الخرطوم. ويواصل المتظاهرون اعتصامهم منذ شهر غير مبالين بكل المعاناة التي يكابدونها متسلحين بالأمل والأحلام برؤية سودان جديد يقوم على الديمقراطية وتحسن الظروف المعيشية للمواطنين والتخلص من هيمنة الإسلاميين على السلطة.

ويتحدى الآلاف من السودانيين منذ شهر بالتمام القيظ والغبار ويعتصمون أمام مقر الجيش في الخرطوم للمطالبة ببلد جديد، متمسكين بأحلامهم سواء بالديمقراطية أو بالازدهار الاقتصادي.

وتبقى الآمال كثيرة، لكن البعض من المطالب تحظى أو تكاد تحظى بالإجماع في موقع الاعتصام. فالكل يطالب بتحسين ظروفهم المعيشية، لكن العديدين يرفعون مطالب أخرى أيضا، من بينها قيام سودان "خال من الإسلاميين"، وقال أحد المتظاهرين بهذا الصدد "لقد دمروا البلد حرفيا".