أنقرة تشاكس واشنطن بشأن نفط إيران

إسطنبول - تتجه الحكومة التركية إلى مواجهة جديدة مع الإدارة الأميركية بعد أن أعلن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن أنقرة لا يمكنها تنويع وارداتها النفطية بسرعة بعد إنهاء واشنطن لإعفاءات شراء النفط الإيراني.
وذكر أن النفط من بعض الدول الأخرى غير مناسب لمصافي التكرير التركية، رغم أن أنقرة خففت تدريجيا من اعتمادها الشديد على الخام الإيراني على مدار 12 شهرا الماضية.
وقال جاويش أغلو في مؤتمر صحافي “لا يبدو أن بإمكاننا تنويع مصادر النفط الذي نستورده خلال فترة زمنية قصيرة”. وأضاف أنه ينبغي لواشنطن أن تعيد النظر في قرارها.
وكانت الولايات المتحدة قد طالبت في 22 أبريل جميع الدول بالتوقف عن شراء النفط الإيراني اعتبارا من مطلع الشهر الجاري أو مواجهة عقوبات أميركية، منهية إعفاءات مدتها 6 أشهر سمحت لأكبر 8 مشترين بمواصلة استيراد كميات محدودة.
ويرى محللون أن أنقرة قد لا تتمكن من التمرد على واشنطن بعد أن أدركت الثمن الباهظ لخلافاتها مع الإدارة الأميركية، والتي عمّقت أزماتها الاقتصادية في السنوات الأخيرة.
واتضح ذلك في قول جاويش أوغلو “علينا أن نجدد التكنولوجيا لمصافينا النفطية عندما نشتري النفط من دول أخرى. ذلك سيعني أن تبقى مصافي التكرير مغلقة لبعض الوقت. هذا بالطبع له تكلفة”.
وهبطت الواردات التركية من إيران بشكل تدريجي منذ مايو 2018 حين انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي وأعلنت أنها ستفرض عقوبات غير مسبوقة على طهران لتغيير سلوكها المزعزع لاستقرار المنطقة.
وتعتمد تركيا بشكل شبه كامل على الواردات لتلبية حاجاتها من الطاقة. وكانت تشتري حتى مايو 2018 نحو 47 بالمئة من مجمل حاجاتها من الطاقة. لكن تلك النسبة تراجعت إلى 12 بالمئة منذ فرض العقوبات الأميركية في نوفمبر الماضي وفقا لحسابات لرويترز التي تستند إلى بيانات تنظيمية.
وقد لا تعني تصريحات جاويش أوغلو سوى مشاكسة دبلوماسية لتحقيق مكاسب أخرى في الملفات الكثيرة الساخنة بين أنقرة وواشنطن. وقالت تركيا الأسبوع الماضي إنها تعمل لإقناع واشنطن بالسماح لشركة توبراش التركية لتكرير النفط بمواصلة واردات الخام من إيران.
وتكرر مصافي توبراش نفطا ثقيلا عالي الكبريت. واستخدمت العام الماضي نفطا من 11 دولة غير إيران، بحسب بيانات على الموقع الإلكتروني للشركة. وجاءت 80 بالمئة من تلك الإمدادات من الشرق الأوسط بينما شكلت الواردات من روسيا وأذربيجان وكازاخستان 14 بالمئة.