فيديو البغدادي.. رسائل تحدّ لأعدائه خارج داعش وداخله

ظهور زعيم تنظيم داعش يكذب تقارير أميركية وروسية بشأن مقتله.
الأربعاء 2019/05/01
دعم أنصاره فقط

لندن - ظهر أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، في شريط فيديو جديد، في وقت كان فيه العالم يميل إلى الاعتقاد بأن الرجل المصنّف كإرهابي رقم واحد قد قتل في غارة أميركية أو في عمليات الفصائل الكردية المدعومة أميركيّا، خاصة في المعركة الحاسمة بالباغوز بريف دير الزور.

وحمل توقيت تنزيل الشريط رسالتين أساسيتين، أولهما تأكيد أنه لم يقتل، وأنه يتابع ما يجري من عمليات ينفذها متشددون في أماكن مختلفة من العالم دون أن يتفاخر بأنه أعطى أوامر بتنفيذها.

وكانت موسكو رجّحت منذ نحو سنتين مقتل البغدادي في غارة جوية نفذتها على مدينة الرقة السورية التي كانت واقعة تحت سيطرة التنظيم. وتلا تلك التوقعات تقارير صحافية أميركية أكدت مقتل زعيم داعش.

وبدا البغدادي مجرد مقاتل معزول يتابع الأخبار ويتمنى “هزيمة الصليبيين” دون أي تأثير، وهو ما يكشف أن التنظيم المتشدد تلقى هزيمة فعلية على الأرض، وأن أكثر ما يقدر عليه الآن هو تنفيذ عمليات محدودة ويائسة، خاصة بعد أن أقرّ بأن معركة الباغوز قد انتهت.

وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الثلاثاء، إن ظهور البغدادي في فيديو هو محاولة منه لدعم أنصاره.

وأوضح أن مكان وجود البغدادي في مقطع الفيديو، كان في منطقة نائية ومعزولة. ولم يحدد عبدالمهدي في أي بلد تقع تلك المنطقة.

وأضاف أن “قدرات داعش تضاءلت لكنها لا تزال تشكّل خطرا، وسيحاول شنّ المزيد من الهجمات”.

لكن خبراء في التنظيمات المتشددة، يشيرون إلى أن إقرار الهزيمة في الحرب لم يجعل البغدادي يسلّم بها في العلاقة بخصومه داخل التنظيم الإرهابي، الذين يحمّلونه مسؤولية سقوط “الخلافة” بسرعة قياسية، لافتين إلى أنه بدا حريصا على إظهار أن حركة التمرد لم تمنع سيطرته على عدد كبير من أتباعه.

ويتزعم حركة التمرّد القيادي في التنظيم أبومحمد الهاشمي، ألذي ألّف كتابا بعنوان “كفوا الأيادي عن بيعة البغدادي”، متهما إياه بالمغالاة والقسوة، وتصفية قياديين مؤثرين في داعش لفسح المجال أمام تفرده بالقيادة.

وظهر البغدادي في فيديو جديد تداولته وسائل إعلام، مساء الاثنين، في أول ظهور له منذ العام 2014.

ونشرت مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته نحو 18 دقيقة، مؤسسة الفرقان التابعة للتنظيم، وهو أول مقطع مصور له منذ آخر ظهور له وهو يلقي خطبة في الجامع الكبير بالموصل شمالي العراق عام 2014. وظهر البغدادي في الفيديو جالسا على الأرض إلى جانب ثلاثة آخرين، وجوههم مغطاة، وهو يتحدث عن المعارك التي خاضها أتباعه في سوريا والعراق.

وفيما لم يتضح بعد زمن تصوير الفيديو، إلا أنه على ما يبدو تم تصويره حديثا، حيث أشار إلى المعارك التي جرت في الباغوز مؤخرا، آخر معقل للتنظيم شرقي سوريا. وقال إن “معارك الباغوز قد انتهت”.

وأشاد بالعمليات التي نفذها أتباع التنظيم في “8 دول” وبلغ عددها 92 عملية، ووصفها بأنها جاءت “ثأرا لإخوانهم في الشام”.

واعتبر أن المعركة التي يشنّها التنظيم “اليوم” هي معركة “استنزاف ومطاولة للعدو”. كما تحدث عن “بيعة” مقاتلين في “بوركينا فاسو ومالي وخراسان” للتنظيم، معلنا مباركته لـ“التحاقهم” بركبه.

ودعا المقاتلين في مالي وبوركينا فاسو إلى “تكثيف ضرباتهم ضد فرنسا وحلفائها”.

وفي تسجيل صوتي لاحق بالفيديو، أشاد البغدادي أيضا بالهجمات التي استهدفت كنائس وفنادق في سريلانكا الأسبوع الماضي، بالتزامن مع عيد الفصح، وراح ضحيتها ما يزيد عن 250 قتيلًا ونحو 500 جريح، لافتا أن من ضمنهم أميركيون وأوروبيون.

واشنطن ما زالت تعتقد بقدرة المتعاطفين مع داعش على تنفيذ هجمات ضد مواقع مدنية لإظهار أن التنظيم لم يهزم

ووصف تلك الهجمات بأنها جاءت “ثأرا” لضحايا منطقة الباغوز بريف دير الزور. وتوعد من وصفهم بـ“الصليبيين” بمزيد من الثأر.

ورحّب أيضا بما اعتبرها “بيعة الموحدين في سريلانكا” للتنظيم. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 23 مارس تحرير كافة الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا.

ويعتقد ترامب أن تنظيم “داعش” فقد كامل هيبته وقوته، إلا أنه لا يستبعد ظهور التنظيم من حين إلى آخر.

وتعهدت الولايات المتحدة الاثنين، بتعقّب قادة التنظيم الطلقاء وإنزال الهزيمة بهم، وذلك بعد ظهور البغدادي في شريط الفيديو.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف سيقاتل في كل أنحاء العالم لـ”ضمان هزيمة دائمة لهؤلاء الإرهابيين وإحضار قادتهم الذين لا يزالون طلقاء أمام العدالة لينالوا العقاب الذي يستحقونه”.

وأضاف المتحدث أن محللي الحكومة الأميركية “سيراجعون هذا التسجيل ويحيلونه إلى وكالات الاستخبارات لتأكيد صحته”.

وأشار إلى أن “هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا كانت ضربة نفسية واستراتيجية قاضية لهذا التنظيم الذي شهد تهاوي ما يسمى بالخلافة ومقتل قادته أو هربهم من المعركة، إضافة إلى كشف وحشيته”.

ورغم أن التنظيم المتشدد قد خسر معركته الأم في العراق وسوريا، لكن إدارة ترامب مازالت تعتقد بقدرة المتعاطفين معه، وخاصة الخلايا التي تتشكل عن بعد ودون أي تنسيق أو ترتيب في ما بينها، على تنفيذ هجمات ضد مواقع مدنية أو دور للعبادات لإظهار أن التنظيم لم يُهزم.

وحذّرت واشنطن، الثلاثاء، من إمكانية وجود مخططات لتنفيذ هجمات في سريلانكا، على غرار الهجوم الأخير الذي استهدف كنائس وفنادق قبل أيام مخلفًا المئات من القتلى والجرحى.

جاء ذلك في تصريح صحافي للسفيرة الأميركية لدى كولومبو، ألاينا تبليتز، الثلاثاء، ونقلته قناة “الحرة” الأميركية.

وقالت تبليتز “نعتقد أن التهديد الإرهابي ما زال قائما، وربما كان هناك مخططون يعملون. ربما لا يزال أعضاء نشطون في المجموعة التي نفّذت الهجمات الإرهابية في أحد عيد الفصح طلقاء”.

3