اعتذار نيويورك تايمز غير كاف لترامب

ترامب يقول إن الصحيفة يجب أن تعتذر إليه على "كل الأخبار الكاذبة والفاسدة التي تنشرها كل يوم" وذلك في أول رد فعل على الاعتذار الذي نشرته نيويورك تايمز.
الأربعاء 2019/05/01
الأسف غير مقبول

واشنطن - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين إن صحيفة نيويورك تايمز كان يجب أن تقدم أكثر من الاعتذار عن الرسم الكاريكاتيري المعادي للسامية الذي نشرته الأسبوع الماضي.

وكتب ترامب على موقع تويتر، إن الصحيفة يجب أن تعتذر إليه على “كل الأخبار الكاذبة والفاسدة التي تنشرها كل يوم” وذلك في أول رد فعل على الاعتذار الذي نشرته الصحيفة الأحد.

وقالت الصحيفة “نأسف بشدة لنشر رسم كاريكاتيرى سياسي معادي للسامية الخميس الماضي في العدد المطبوع لصحيفة نيويورك تايمز الذي يباع خارج الولايات المتحدة، ونؤكد التزامنا بأن مثل هذا الأمر لن يحدث مجددا”.

وقد وصف الرسم الكاريكاتيري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ككلب يرتدي نجمة داوود على مقود يمسكه ترامب وهو يرتدي نظارة سوداء، كشخص أعمى. وقد قوبل الرسم بإدانة واسعة النطاق من كل أنحاء العالم بوصفه معاديا للسامية.

وكتب ترامب إن الصحيفة “وصلت إلى أدنى مستويات الصحافة، وأدنى نقطة في التاريخ”.

ونشرت نيويورك تايمز بيانا إضافيا الأحد أعربت فيه عن “الأسف العميق” وقالت “لقد حققنا في كيفية حدوث ذلك وعلمنا أنه بسبب عملية خاطئة قام محرر يعمل دون إشراف كاف بتحميل الرسم والموافقة على نشره واتخذ قرارا بوضعه في صفحة الرأي”. وأضافت أن الأمر يخضع لمراجعة داخلية وأنها تتوقع إحداث “تغييرات كبيرة”.

وفي الوقت الذي يتهم فيه ترامب وسائل الإعلام بنشر الأكاذيب والأخبار المضللة، أحصت صحيفة واشنطن بوست عشرة آلاف زعم خاطئ ومضلل للرئيس الأميركي خلال فترة حكمه التي تجاوزت العامين بقليل حتى الآن.

ورأت الصحيفة في تقرير لها الاثنين، أن الرئيس الجمهوري زاد من وتيرة ادعاءاته الكاذبة بشكل واضح.

وتتابع الصحيفة تصريحات الرئيس الأميركي منذ توليه منصبه وذلك من خلال رصد خاص لمدى حقيقة هذه التصريحات. وقالت إنه وبعد 601 يوم في المنصب، فإن ترامب وصل حاجز 5000 ادعاء خاطئ، أي بمعدل ثمانية ادعاءات كل يوم. وبعد 226 يوما من ذلك فقط، أي في 26 أبريل، ارتفع هذا العدد بالفعل إلى عشرة آلاف ادعاء، حيث صدرت عنه خلال هذه الأشهر السبعة 26 ادعاء كاذبا أو مضللا يوميا في المتوسط، سواء على شكل تصريح شفهي أو مكتوب.

ورجحت الصحيفة أن تراكم هذا العدد الكبير من الادعاءات الخاطئة للرئيس الأميركي ربما كان بسبب ظهوره المتكرر في فعاليات خلال المعركة الانتخابية السابقة لانتخابات البرلمان في نوفمبر الماضي، وهي الانتخابات التي وقعت في هذه الفترة.

ووصفت الصحيفة الأميركية هذا الكم من الادعاءات الخاطئة بـ“تسونامي اللاحقيقة”. وقالت إن 45 ادعاء خاطئا صدرت عن ترامب، فقط خلال “مقابلة” مع مذيع قناة فوكس نيوز الإخبارية، شون هانيتي، الأسبوع الماضي، وذلك من خلال برنامجه التلفزيوني الذي يطرح فيه هانيتي رؤوس موضوعات ويطلب من ترامب إبداء رأيه فيها، بل إن هذا العدد ارتفع إلى 61 ادعاء غير صحيح خلال كلمة لترامب ضمن المعركة الانتخابية في ولاية ويسكونسن، السبت الماضي.

ودأبت واشنطن بوست منذ سنوات على تفنيد الحقائق الموجودة في تصريحات عامة، وتوزيع شخصية بينوكيو الخيالية، التي اشتهرت في الكتب وأفلام الكرتون، والتي تطول أنفها عندما تكذب، على أصحاب هذه التصريحات.

وحددت الصحيفة تدرجا سلبيا لأصحاب الادعاءات الكاذبة، حيث تمنح أصحاب الادعاءات الخاطئة بشكل واضح ثلاثة أو أربعة نجوم بينوكيو السلبية. ولكن الصحيفة استحدثت تصنيفا جديدا بالنسبة لترامب، وهو “بينوكيو بلا قاع”، وهو التصنيف الذي يمنح للشخصية التي تكرر 20 مرة على الأقل زعما خاطئا حصل من قبل على ثلاثة إلى أربعة “نجوم سلبية”.

وحصل ترامب على “بينوكيو الذي بلا قاع” 21 مرة حتى الآن، “حيث يتعمد طرح معلومات خاطئة في النقاش الوطني” حسب الصحيفة.

18