أهداف مزدوجة لزيارة وزير الدفاع الكويتي إلى باريس

باريس - تحمل زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح إلى باريس واللقاءات على أعلى مستوى التي حضرها بين لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر من مؤشر على أنها تتجاوز تقوية العلاقات العسكرية بين الكويت وفرنسا إلى بناء علاقات شخصية تسمح بتقديم صورة عن أفكار الشيخ ناصر ورؤيته للمسائل الثنائية والإقليمية والدولية، في وقت يمتلك فيه الرجل طموحات سياسية مستقبلية في الكويت.
والتقى الشيخ ناصر مع وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي وناقشا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ولن تقف لقاءات الشيخ عند المسائل العسكرية بين الكويت وفرنسا، ووفق التصريحات المختلفة فهي ستتناول قضايا مختلفة، وهو ما يعني أن الصلاحيات الموكولة خلال الزيارة لا تنحصر في مجال محدد، وأن فرنسا تنظر إليه على أنه مسؤول وازن يمكن مناقشة ملفات مختلفة معه.
وكانت الرئاسة الفرنسية قد قالت الأحد إن المباحثات مع الشيخ ناصر في القصر الرئاسي ستتيح التطرق “إلى فرص التعاون الاقتصادي” والبيئي والصحي، فضلا عن مجالات التعاون الإقليمي “وخصوصا البحث عن حلول سياسية دائمة في اليمن وسوريا”.
وقام الشيخ ناصر، وهو النجل الأكبر لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بزيارات إقليمية سواء في علاقة مباشرة بملف الدفاع، أو بملفات أخرى، في وقت يتم الحديث فيه عن أن الكويت تعمل على تجديد آليات عملها في الداخل والخارج بما يتماشى مع التطورات السياسية المستقبلية.
ومعروف أن لناصر صباح الأحمد طموحات سياسية كبيرة، وتتبدى خاصة من بوابة مشروع طريق الحرير (منطقة اقتصادية كبرى شمال الكويت) الذي ينتظر أن يكون بمثابة نقطة انطلاق لخط التجارة يصل الخليج بالصين والهند ويمرّ عبر إيران.
ودافع الشيخ ناصر عن مشروع منطقة الشمال الاقتصادية، قائلا إنّه لا يتعارض مع دستور البلاد ولا يتجاوزه، وذلك في ردّ ضمني على الانتقادات الحادّة التي واجهها المشروع الضخم من قبل نواب إسلاميين بالبرلمان، والتي تضمّنت إثارة محاذير قانونية وأخلاقية.
ووقعت الكويت مذكرتي تفاهم مع الحكومة الصينية بشأن مبادرة الحزام والطريق للتعاون الدولي في إطار تطبيق تصورها الاستراتيجي في جعلها ممرا استراتيجيا آمنا وملتقى تجاريا ضخما.
ويتبنى الشيخ ناصر الذي أنجز قفزة نوعية إلى واجهة الحياة السياسية منذ تعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع، المشروع الذي يتضمّن إقامة عدة مدن بالغة الحداثة والتطور شمالي الكويت بينها مدينة طبيّة.
