إسرائيل تفرج عن سوريين أحدهما تاجر مخدرات "في بادرة حسن نية"

جدل داخل إسرائيل حول عملية الإفراج عن سجينين سوريين بعد قرار وقعه النائب العام الإسرائيلي دون موافقة مجلس الوزراء المصغر.
الاثنين 2019/04/29
إطلاق سراح السجنين جاء بعد وساطة روسية

دمشق- أفرجت إسرائيل الأحد عن سجينين سوريين في “بادرة حسن نية” بعد أن أعادت روسيا مطلع الشهر الجاري رفات جندي إسرائيلي فقد منذ عام 1982 في لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي إن السجينين سلما إلى منظمة الصليب الأحمر في سوريا عبر معبر القنيطرة الواقع في مرتفعات الجولان السوري المحتل من إسرائيل. وأوضحت مصلحة السجون الإسرائيلية في وقت سابق أنها أطلقت سراح السجينين زيدان طويل وخميس أحمد.

وبحسب مصلحة السجون، اعتقل طويل بتهمة تهريب المخدرات وكان من المقرر أن يفرج عنه في يوليو المقبل. بالمقابل كان من المقرر الإفراج عن خميس أحمد وهو ناشط في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، عام 2023، وقد اعتقل بعد محاولته الهجوم على قاعدة للجيش الإسرائيلي عام 2005.

وأكد محافظ القنيطرة السورية، همام دبيات، أن إطلاق سراح السجينين السوريين من سجون إسرائيل لم يتم عبر اتفاقية أو صفقة.

وذكر دبيات، في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية “سوريا لن تدخر أي جهد لإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، لكن إطلاق سراح الأسيرين زيدان الطويل وخميس الأحمد من سجون الاحتلال الإسرائيلي لم يتم عبر اتفاقية أو صفقة”. وأوضح محافظ القنيطرة “الأسيران المحرران بصحة جيدة”.

وكان مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن هويته قال إن الخطوة هي “بادرة حسن نوايا” بعد إعادة رفات العسكري زخاري باوميل في أوائل أبريل إلى إسرائيل. وأوضح أن هذا القرار لا يأتي في إطار اتفاق مسبق.

قال الجيش الإسرائيلي إن السجينين سلما إلى منظمة الصليب الأحمر في سوريا عبر معبر القنيطرة الواقع في مرتفعات الجولان السوري المحتل من إسرائيل

وأفادت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بوجود جدل داخل إسرائيل حول عملية الإفراج، إذ وقع النائب العام الإسرائيلي على قرار إطلاق سراح الأسيرين دون موافقة مجلس الوزراء المصغر. وأعلن الجيش الإسرائيلي في الثالث من أبريل استعادة رفات باومل الذي فقد خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

وصدر الإعلان قبل أقل من أسبوع على الانتخابات التشريعية التي فاز فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بولاية خامسة، وعد ذلك الإعلان “هدية” من روسيا لنتنياهو لدعمه في الاستحقاق الانتخابي الذي كان صعبا جدا في ظل منافسة قوية من رئيس الأركان السابق الجنرال بيني غانتس.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن خلال زيارة نتنياهو إلى موسكو أن الجيشين الروسي والسوري عثرا على رفات الجندي. وتتواجد قوات روسية منذ 2015 في سوريا لدعم النظام السوري في حربه ضد المعارضة والفصائل الجهادية.

في الرابع من أبريل، أكد وزير الإعلام السوري عماد سارة أن بلاده تجهل كل التفاصيل المتعلقة باكتشاف الرفات وخطط إعادتها. وفقد باومل في معركة بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية قرب قرية السلطان يعقوب اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا في يونيو 1982، بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان لوقف نشاط الفصائل الفلسطينية.

وكان الجيش السوري ينتشر آنذاك أيضا في أجزاء كبيرة من لبنان. ويبقى جنديان إسرائيليان هما يهودا كاتز وزفي فلدمان مفقودين منذ ذلك الوقت.

وقال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنجبي إن إطلاق سراح الأسيرين ليس تبادلا مع سوريا الدولة المعادية لإسرائيل، ولكنه أبدى أمله في أن يساعد على معرفة مصير الإسرائيليين الآخرين الذين فُقدوا لدى السوريين خلال حروب سابقة.

2