"الإرباك الفني": فلسطينيون يتحدثون بلسان المستوطنين

شريط مصور لفنانين فلسطينيين نشر باللغة العبرية ويحتوي على اتهامات للحكومة الإسرائيلية بأنها لا تقوم بأي شيء بعد محاولات سكان غزة تشويش الحياة الروتينية في محيطة القطاع.
السبت 2019/04/27
رسالة بالعبرية

إرباك باك باك هو مقطع من أغنية فلسطينية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت اسم الإرباك الفني، وأثارت غضبا في الإعلام الإسرائيلي، والأغنية ساخرة باللغة العبرية ومترجمة إلى العربية.

القدس- انتشر شريط مصور لأغنية ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي في قطاع غزة، هذا الأسبوع، تحت اسم “الإرباك الفني”، والذي يعرض رسالة خيالية من سكان البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة إلى الحكومة الإسرائيلية.

والشريط المصور الذي شارك به فنانان فلسطينيان هما علي نسمان وعادل المشوخي من قطاع غزة، ونشر باللغة العبرية، يحتوي على اتهامات للحكومة الإسرائيلية بأنها لا تقوم بأي شيء بعد محاولات سكان قطاع غزة بتشويش الحياة الروتينية في البلدات المحيطة بغزة.

وتسخر الأغنية من حكومة بنيامين نتنياهو، بشأن أساليب تعاطيها مع القذائف والصواريخ التي تنطلق من قطاع غزة، وكذلك بالونات الهليلوم الحارقة، والطائرات الورقية المشتعلة.

وتحتوي الأغنية على رسالة مفادها أنه في البلدات الإسرائيلية بمحيط قطاع غزة هناك مخاوف من نشاطات الفلسطينيين ومن حدة الإرباك الليلي لهم، ومن تجدد إطلاق البالونات الحارقة، والتي تحمل عبوات ناسفة.

ووفقا للشريط المصور، فإن هذه النشاطات ستتجدد إن لم تف إسرائيل بالتعهدات التي التزمت بها عن طريق الوساطة المصرية. وجاء في الأغنية “لديكم حكومة سارقة وجبانة”.

أغنية إرباك

وتعقيبا على المقطع، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية “نشر علي نسمان وهو فنان كوميدي مقيم في غزة مقاطع فيديو تهكمية انتقادية، تحتوي على قصائد باللغة العبرية يشيد فيها بالنشاط العنيف لمسيرات العودة وتأثيرها على سكان غلاف غزة، لا تتفاجأوا بصيغة العبرية التي يسخر بها، فكراهيته المتوقدة للإسرائيليين تعبر حدود غزة، تماما مثل قصائده”.

وأضافت الصحيفة “يصور نسمان ورفيقاه سكان غلاف غزة وهم في حالة من الخوف والفزع”. وأوضحت القناة العبرية الـ12، الأربعاء، أن كثيرا ما نشرت شرائط فيديو من حركة “حماس” والفلسطينيين بوجه عام، باللغة العبرية، ولكن هذه المرة نشر شريط فيديو باللغة العبرية تحت اسم “مستوطني غلاف غزة”، وعرضت القناة العبرية فقرات مطولة من الأغنية الفلسطينية الساخرة.

وكتبت القناة العبرية تحت عنوان “حكومة جبناء… أعطوا لغزة حياة”، إن هذا الشريط الساخر للفلسطينيين يختلف كليا عما سبقه من أشرطة، لكونه يتحدث بلسان مستوطني غلاف غزة. وكتب الفنان صاحب الشريط على فيسبوك:

وقال إعلامي:

وقال معلق:

Majd ElNabeheen

ذبحنا مشاعرهم قلت لي؟ للعلم الإعلام ينشر هكذا أخبار لمجرد التباكي للعالم والظهور بمظهر الضحية وتسويق غزة بكل أطيافها بؤرة إرهاب تهدد حياة الإسرائيليين.
كلنا نعرف الحقيقة ومع احترامي لمجهودات الفنانين أقول “إنها ليست سوى فكاهة وكوميديا مش اكتر في الواقع لا تقدم شيئا ملموسا لقضيتنا”.

وترجم أحد المعلقين كلاما لصحافي إسرائيلي:

وقال معلقون آخرون إن الأغنية ترضية من الفنان لحركة حماس. وكانت أجهزة أمن حماس قد اعتقلت الفنان علي نسمان في يناير الماضي بعد أيام من إصداره أغنية ساخرة من المنحة القطرية لقطاع غزة، بعنوان “يا قطر”.

والأغنية على ألحان أغنية الأطفال القديمة (اغسل وشك يا قمر) تضمنت كلمات سخـرية وتهكم على الدور القطري في قطاع غزة. وجاءت كلمات الأغنية التي أداها نسمان مع مجموعة من الشباب “يلا بسرعة يا قطر، وين السولار والدولار، يلا يا قطر”، ليرد عليهم آخر يمثل قطر بالقول “نبغي هدوء” في إشارة للكلمة التي قالها السفير القطري محمد العمادي للقيادي في حماس خليل الحية أثناء مغادرته قطاع غزة سابقا.

وتعتبر عملية الجرف الصامد التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، في يوليو 2014، البداية الحقيقية لحرب الأغاني والكليبات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وتقليد الاحتجاج بالموسيقى يعود إلى الانتفاضة ضد البريطانيين في ثلاثينات القرن الماضي.

ويقول عدد من الخبراء الموسيقيين الفلسطينيين “إن حجم ونمط الموجة الجديدة غير معتاد”، وعزوا ذلك إلى المساحة التي تتيحها شبكات التواصل الاجتماعي لانتشارها. ونقلت الصحيفة عن خبير إسرائيلي قوله إن ما يشهدوه الآن “أخطبوط له أياد كثيرة لكن دون دماغ”.

19