سوريا الديمقراطية تواجه حرب عصابات

دمشق - أعلن مصدر أمني في شمال سوريا عن مقتل تسعة أشخاص الثلاثاء بينهم أربعة أفراد من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في انفجار قنبلة بمدينة الرقة.
وأضاف المصدر أن الانفجار تسبّب أيضا في مقتل خمسة مدنيين وإصابة ثلاثة من قوة الأمن الداخلي التي يقودها الأكراد والمعروفة باسم “الأسايش”.
وذكر شهود عيان أن أشخاصا بينهم أفراد من قوات سوريا الديمقراطية تجمعوا في الموقع بعد انفجار أول، أعقبه انفجار أشد تسبب في سقوط قتلى وجرحى.
وقال شاهد مصاب نقل إلى المستشفى في تصريح لوكالة رويترز “سمعت صوت انفجار قوي وأناسا يجرون ورأيت.. أشلاء بشرية”.
وشهدت المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وأغلبها إلى الشرق من نهر الفرات، زيادة مطردة في الهجمات في الأيام الأخيرة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد حررت الرقة في أكتوبر 2017، وذلك بعد معارك دامت عدة أشهر في المدينة، التي كان أعلنها التنظيم الجهادي في العام 2014 عاصمة لخلافته المزعومة.
وحذرت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، من أن تنظيم الدولة الإسلامية سيكثف أنشطته على غرار حرب العصابات بعد هزيمته في آخر جيب له (الباغوز) في شرق سوريا الشهر الماضي.
ويرى مراقبون أن هذه الهجمات تعكس حقيقة أن التنظيم لا يزال قادرا على القيام بعمليات في المناطق التي تم تحريرها من قبضته، وأن الرهان على نهاية خطره لا يزال بعيدا.
ويلفت المراقبون إلى أن اليوم هناك الآلاف من عناصر التنظيم في معتقلات قوات سوريا الديمقراطية في الرقة وغيرها من مناطق شمال شرقي سوريا، وعدم التوصل إلى تسوية دولية بخصوصهم يبقي خطر إمكانية انفلاتهم قائما وبقوة.
ويحذر كثيرون من أن هناك أطرافا أيضا مثل تركيا من صالحها استمرار حالة الفوضى في شمال سوريا، واستنزاف قوات سوريا الديمقراطية، وقد تدعم الخلايا المبعثرة لتنظيم داعش في المنطقة.
وكانت تركيا توعدت مرارا بشن عملية عسكرية واسعة في شرق الفرات لطرد وحدات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الاثنين بأن “الإرهاب بغض النظر عن توجهاته فهو إرهاب، ويجب تحرير المنطقة بشكل كامل منه” في إشارة إلى الوحدات الكردية.
ويعتبر أردوغان أن الوحدات امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا، ويرى أن سيطرتها على مناطق في الشمال السوري تشكل تهديدا مباشرا لأمن تركيا.