انحدار الليرة بعد تشكيك أردوغان في نتائج الانتخابات

إسطنبول - عادت العملة التركية أمس إلى الانحدار السريع وفقدت نحو 2 بالمئة من قيمتها، بعد تصعيد ضغوط الرئيس رجب طيب أردوغان وتشكيكه بنتائج الانتخابات ومطالبته بإعادتها.
ووصل سعر الليرة في نهاية التعاملات الأوروبية إلى 7.216 ليرة للدولار، مقارنة بنحو 5.6220 ليرة في نهاية تعاملات الجمعة الماضي.
وتتعرض العملة لضغوط بفعل النتائج الأولية للانتخابات البلدية والتي أظهرت فقدان حزب العدالة والتنمية للسيطرة على كل من أنقرة وإسطنبول لصالح حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري.
ويريد حزب أردوغان إعادة فرز الأصوات في إسطنبول، العاصمة الاقتصادية لتركيا، حيث يصر الرئيس التركي على أن الفارق بين أكبر مرشحين ضئيل للغاية بما لا يتيح للمعارضة أن تدعي أنها فازت. ويزعم بوجود “جرائم منظمة” في التصويت.
كما تضررت أيضا من تراجع ثقة الأسواق بالاقتصاد التركي في ظل تصعيد متزايد في الخلافات مع الإدارة الأميركية ومخاوف من زيادة تدخل أردوغان في السياسات المالية والاقتصادية.
وكانت الليرة التركية قد فقدت نحو 30 بالمئة من قيمتها أمام الدولار في العام الماضي بفعل المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي وتدهور العلاقات مع واشنطن. وقد ارتفعت خسائرها منذ بداية العام الحالي إلى 10 بالمئة.
وعزا بيوتر ماتيس خبير عملات الأسواق الناشئة لدى رابوبنك انخفاض الليرة إلى احتمال إعادة التصويت في إسطنبول، والخلاف الدبلوماسي مع واشنطن.
ورجح أن “يمتد هبوط العملة من تركيا إلى اقتصادات ناشئة أخرى، إذا تزايدت موجة البيع في الليرة بشكل ملحوظ في الأسابيع القادمة”، مضيفا أن الخطة الاقتصادية الجديدة التي سيعلنها وزير المالية براءت البيرق ربما تساهم في استرداد الثقة في العملة.
ومن المتوقع أن يعلن البيرق حزمة إصلاحات غدا الأربعاء، حسبما ذكرته وكالة أنباء الأناضول الرسمية، لكن المحللين يقولون إن هامش المناورة الذي تملكه أنقرة ضئيل جدا في ظل ركود الاقتصاد وغليان التضخم.