الأزمة السياسية في الصومال تقوي شوكة حركة الشباب

غياب رؤية سياسة أمنية وانشغال الحكومة بمواجهة الأحزاب المعارضة منح حركة الشباب الفرصة لنقل هجماتها من القرى والبلدات إلى العاصمة.
الاثنين 2019/04/08
أزمة تمويل تعصف بالجيش الهش

مقديشو  - حذّر محللون وخبراء عسكريون من أن أزمات سياسية وأخرى عسكرية يواجهها الصومال قد تعصف بالاستقرار النسبي القائم، ما يخلق فراغا أمنيّا سيمكّن مقاتلي حركة الشباب من استهداف مزيدا من المنشآت الحكومية الحساسة في العاصمة مقديشو.

ويأتي التحذير على خلفية الصراعات القائمة بين الحكومة المركزية وقادة الأقاليم، إلى جانب الأزمات المتفاقمة بين الحكومة والأحزاب، فضلا عن تغييرات بقيادة الجيش والشرطة.

ويقول حسن شيخ، الخبير في السياسات الأمنية إن غياب رؤية سياسة أمنية تعزز فرص تدهور الوضع الأمني في البلاد، ما يعطي لحركة الشباب فرصا لنقل هجماتها من القرى والبلدات إلى العاصمة.

ويضيف شيخ أن تزايد الهجمات في العاصمة يعكس مدى تراجع العمليات الأمنية الحكومية للضغط على حركة الشباب، مشيرا إلى أن الحركة المتشددة ظلت خلال السنوات الماضية في موقف الدفاع بينما انتقلت مؤخرا إلى الهجوم وتنفيذ هجمات نوعيــة بالعاصمة مقديشو.

وكثّفت حركة الشباب مؤخرا هجماتها على المقارّ والمنشآت الحكومية في مقديشو، حيث نفذت نحو 10 هجمات بعضها استهدف فنادق ومقارّ حكومية خلال أسبوعين.

وأثار ذلك تساؤلات جمّة حول تزامن تلك الهجمات والفراغ الأمني الذي تشهده العاصمة بسبب عدم سداد رواتب الجيش منذ أربعة أشهر.

ويقول عثمان إبراهيم، المحلل السياسي في مركز آفاق للإعلام، إن التهديدات الأمنية التي تزايدت وتيرتها تعكس مدى انشغال الحكومة بمواجهة الأحزاب المعارضة “وتعزيز سياسة تكميم أفواه منتقديها”.

ويرى أن التغييرات المستمرة في قيادات الجيش والشرطة أسهمت كذلك في تدهور أمن البلاد، بسبب عدم استقرار المؤسسة العسكرية.

ويقول الخبير العسكري شريف روبو إن تراجع العمليات البرية العسكرية في الأقاليم الجنوبية التي تنشط فيها حركة الشباب قد يعطي “ضوءا أخضر” لعناصر الحركة في استعادة قواها بمعظم الأقاليم.

ويرى أن الهجمات الأخيرة بمقديشو “تحمل رسالة مفادها أن حركة الشباب مازلت قوية وقادرة على الوصول إلى مناطق حساسة”، رغم تراجعها وما تعانيه من انشقاقات.

ويحذّر شريف من أن الانسحابات الميدانية التي تقوم بها القوات الحكومية في بعض الأقاليم قد تصب لصالح “الشباب” إذا تمكنّت الحركة من استعادة مصادر التمويل بجمعها بالقوة من السكان.

ويقول حسن شيخ، إن الاعتماد على الغارات الجوية وحدها لاستهداف معاقل الشباب لن يسهم في دحر نفوذ الحركة، ما لم تكن مدعومة بقوات برية.

ويوضح أن الحركة تنشط في قرى وبلدات جنوب ووسط الصومال، حيث لجأت إلى سياسة هجمات الكرّ والفرّ على المراكز العسكرية والمقارّ الحكومية.

وعبّر كبار المانحين الدوليين لمساعدة الصومال عن مخاوفهم بشأن قدرة الجيش على الصمود في وجه حركة الشباب، إثر رحيل قوات حفظ السلام عام 2020.

5