#السعودية.. هاشتاغ فارسي باللغة العربية

باحثون يكشفون أن حسابات مزيفة إيرانية تنتحل أسماء سعودية وعربية، تحاول أن تتظاهر بأنها من داخل السعودية أو دول الخليج العربي تهدف إلى الترويج لأخبار ومعلومات مغلوطة.
الخميس 2019/04/04
دعاية بدائية قد تتطور

أفادت دراسة معهد أكسفورد بأن إيران تشارك في تلاعب منسق، وتقدم وثائق مزيفة، وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”، الأربعاء، كتبت غالبية التغريدات باللغة العربية وركزت على نشر الرواية الحكومية المعادية للسعودية.

لندن- كشف معهد أكسفورد البريطاني للإنترنت عن إدارة إيران عشرات الآلاف من الحسابات المزيفة بعدة لغات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي تعادي السعودية وتبث أخبارا كاذبة، وتزوّر وثائق، وتنشر معلومات مغلوطة.

وبينما لا يمكن للباحثين تحديد الجهة التي تقف وراء هذه الحسابات بشكل قاطع، قالت منى السواح، الباحثة في جامعة أكسفورد التي عملت في الدراسة، “إن الترجيحات تتجه صوب الحكومة الإيرانية، لأن التغريدات تعزز الرواية الرسمية الإيرانية”، مضيفة أنها تعتقد أن البحث هو الأول من نوعه لإثبات وجود تدخل إيراني في العالم العربي يجري عبر تويتر.

أفادت دراسة معهد أكسفورد بأن غالبية التغريدات كتبت باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، ولم تتجاوز نسبة التغريدات باللغة الفارسية 8 بالمئة فقط، وركزت على نشر الرواية الحكومية المؤيدة لنظام بشار الأسد في سوريا ومهاجمة السعودية باللغة العربية تحديدا. وأفادت الدراسة بأنه من بين الحسابات المرتبطة بإيران كان لدى أكثرهم شعبية ما يقرب من 42000 متابع وادعوا أنهم مقيمون في المملكة العربية السعودية.

وكان هاشتاغ #السعودية الأكثر استخداما عبر هذه الحسابات، تلاه هاشتاغ  #اليمن إضافة إلى هاشتاغات تهاجم المملكة والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وتصفه بالفساد. وتقع إيران والتحالف الذي تقوده السعودية على جانبي الحرب في اليمن.

وقال الباحثون “إن الحسابات المزيفة الإيرانية تنتحل أسماء سعودية وعربية، وتحاول أن تتظاهر بأنها من داخل السعودية أو دول الخليج العربي”. وخلصت الدراسة إلى أن التغريدات التي تُدار من الإيرانيين، لا تهدف إلى التواصل مع مستخدمين عرب آخرين، بل تهدف إلى الترويج لأخبار ومعلومات مغلوطة.

ووفق ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست في شهر أكتوبر، فإن المحللين في مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي قد بحثوا في السابق كيف عملت بعض حسابات تويتر الصادرة من إيران على “نشر رسائل النظام عبر القنوات السرية”.

وأوقف موقع تويتر المئات من الحسابات المرتبطة بإيران في أغسطس الماضي بعد فترة وجيزة من إعلان شركة فيسبوك أنها كشفت عن حملة تضليل إيرانية على موقعها. وتوصلت دراسة أجراها المجلس الأطلسي العام الماضي إلى أن الروايات الإيرانية كانت “غير ملائمة للمنصات التي سعوا لاستخدامها”.

ومنذ الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، ظهر تدقيق مكثف حول حملات التضليل الروسية على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت السواح إنها وجدت أنه عند مقارنة التدخل الإيراني المحتمل بالتدخل الروسي، فإن الحسابات الروسية أكثر تطورا وأكثر إبداعا. وكشفت الباحثة أن الدعاية قد تتطور مستقبلا. وقام المستخدمون الروس بانتحال شخصية الأميركيين أو البريطانيين للمشاركة في محادثات غير رسمية.

وبدلا من محاولة الانخراط في محادثات شخصية، فإن العديد من الحسابات التي أنشأها الإيرانيون باللغة العربية المدرجة في دراسة معهد أوكسفورد “تستخدم طريقة رسمية جدا للتحدث”، على حد قول السواح. وعادة ما تكتب تغريداتهم باللغة العربية الفصحى. 

وخلصت الدراسة إلى أن “التغريدات العربية لم تكن تهدف إلى التواصل اجتماعيا مع مستخدمين عرب آخرين، بل تهدف إلى الترويج لمواقع إخبارية معينة”، مشيرة إلى أن غالبية الروابط أدت إلى مواقع باللغة العربية تروّج للروايات المؤيدة لإيران.

وتقول السواح “في نفس الوقت الذي يكافح فيه الأميركيون لتحديد الأخبار المزيفة، هناك قلق بشأن نقص محو الأمية الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.  وأضافت “الناس غير مهيئين لانتقاد الأخبار.. من الأسهل زرع هذه المعلومات على أساس الخوف”. وكانت شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك أعلنت في فبراير الماضي أنها وضعت حدا لحملة تلاعب واسعة مصدرها إيران ضد عدد كبير من الدول.

شبكة غوغل أغلقت “حسابات مرتبطة بهيئة الإذاعة والتلفزيون لجمهورية إيران الإسلامية (إيريب) كانت تخفي علاقتها” بمؤسسة فيسبوك

وقالت الشبكة الاجتماعية إنها ألغت 783 صفحة ومجموعة وحسابا تستنسخ موقف إيران الرسمي بشأن القضايا الحساسة مثل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين وسوريا واليمن في البلدان المستهدفة، تحت غطاء حسابات أو صفحات قدمت نفسها على أنها محلية. وكما في حملات التلاعب العديدة التي كشفها موقعا فيسبوك وتويتر، تهدف الرسائل الموضوعة على هذه الصفحات إلى تأجيج التوتر في المجتمع على ما يبدو.

وقال ناتانايل غليشر مسؤول الأمن المعلوماتي في شركة فيسبوك “لسنا قادرين على تأكيد من يقف وراء ذلك بشكل مباشر” إن كانت السلطات الإيرانية أو “جهات فاعلة أخرى”، مؤكدا أنه يفضل التزام “الحذر”.

كما حدث عند إغلاق حسابات وصفحات وصفت “بغير الأصلية” حسب مصطلحات فيسبوك، ذكر غليشر بأن إلغاء الصفحات والحسابات لم يتم بسبب مضمونها بل لأن الذين وضعوها استخدموا حسابات مزيفة وبشكل “منسق” بهدف تضليل المستخدمين.

وكان حوالي مليوني حساب يتابع واحدة على الأقل من الصفحات المعنية. وفي أغسطس الماضي أيضا، كانت شبكتا فيسبوك وتويتر أعلنتا إغلاق العديد من الحسابات بعد رصد حملات مصدرها إيران وروسيا. وأغلقت شبكة غوغل أيضا “حسابات مرتبطة بهيئة الإذاعة والتلفزيون لجمهورية إيران الإسلامية (إيريب) كانت تخفي علاقتها” بمؤسسة فيسبوك.

19