ذكرى الإمام الكاظم تملأ شوارع بغداد بالزوار

بغداد - اكتظت شوارع بغداد، الثلاثاء، رغم سوء الأحوال الجوية بمئات الآلاف من الشيعة الذين تدفقوا باتجاه حي الكاظمية الذي يضم مرقد الإمام موسى الكاظم أحد الأئمة الاثني عشر لدى الطائفة الشيعية، لإحياء ذكراه السنوية.
وفرضت القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة، وقطعت عددا من الطرق لتسهيل حركة الزوار، حيث عادة ما يتم إحياء المناسبة سيرا على الأقدام.
وشارك رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي مع عدد من مساعديه في جانب من فعاليات المناسبة من أجل الاطمئنان على سير الأوضاع الأمنية.
ودعا عبدالمهدي في بيان صحافي الزوار إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والخدمية والصحية من أجل تنفيذ خطتها والالتزام بإجراءات السلامة والأمان وتحقيق الانسيابية خارج وداخل المدينة وعلى الطرق والجسور المؤدية إليها.
وشارك أكثر من خمسة ملايين زائر شيعي من عراقيين وعرب وأجانب في إحياء ذكرى وفاة الإمام الكاظم، حيث تدفق الزوار من محافظات في جنوب البلاد سيرا على الأقدام عبر طرق رئيسية في منطقتي الرصافة والكرخ شرق وغرب بغداد. وأعلنت السلطات الثلاثاء عطلة رسمية في عموم العراق بهدف تسهيل تنقل الزوار.
وانتهت الزيارة عصر الثلاثاء من خلال شعيرة حمل النعش الرمزي للإمام الكاظم والطواف به داخل المرقد.
وأكّد نائب الأمين العام للروضة الكاظمية الشيخ عَدي الكاظمي لوكالة فرانس برس “نجاح الزيارة وعدم وقوع أي خرق أمني من خلال تنفيذ خطة أمنية شاركت فيها قوات من الجيش والشرطة”.
وبالنظر إلى الظروف الأمنية الهشّة في العراق رغم تحسّنها الملحوظ، واعتبارا لارتفاع، وتيرة التوتر الطائفي في البلد بفعل الظروف التي عاشها منذ غزوه واحتلاله من قبل الولايات المتّحدة قبل 16 سنة، فإنّ إحياء المناسبات الشيعية الكبرى في العراق لا يخلو من محاذير أمنية ما يستدعي اتخاذ إجراءات استثنائية مشدّدة.
ولا يقتصر حضور تلك المناسبات على الشيعة العراقيين بل يتوافد الملايين في كلّ مناسبة من خارج البلاد، وخصوصا من إيران المجاورة.
وأُبرم مؤخّرا اتفاق بين الحكومتين العراقية والإيرانية يقضي بإلغاء رسوم تأشيرات الدخول على مواطني البلدين، الأمر الذي يُتوقّع أن يزيد من أعداد الزوار الإيرانيين الشيعة للعراق في كلّ مناسبة ما سيُثقل بالنتيجة العبء الأمني على السلطات العراقية التي لم تفرغ بالكامل من مطاردة فلول تنظيم داعش وخلاياه النائمة.