قمة تونس تؤكد على مركزية فلسطين ورفض المساس بالجولان

تونس- انطلقت الأحد الجلسة الافتتاحية للدورة الثلاثين للقمة العربية الـ30 بتونس بحضور 13 زعيم دولة.
وباستثناء سوريا المجمد عضويتها، يغيب 8 زعماء عن القمة، أبرزهم الرئيسان السوداني عمر البشير، والجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والسلطان العماني قابوس بن سعيد، والعاهل المغربي الملك محمد السادس.
وفي افتتاح القمة، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على مركزية القضية الفلسطينية، وشدد على الحرص على دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة لإقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال في كلمته، في افتتاح القمة العربية المنعقدة في تونس، :"ستظل القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات المملكة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية" .
وجدد التأكيد على رفض المملكة "القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان"، وأكد على "أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يضمن أمن سورية ووحدتها وسيادتها، ومنع التدخل الأجنبي، وذلك وفقاً لإعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254 ".
وفي الشأن اليمني، أكد الملك دعم السعودية "لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث"، وطالب "المجتمع الدولي بإلزام المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بوقف ممارساتها العدوانية التي تسببت في معاناة الشعب اليمني وتهديد أمن واستقرار المنطقة". ولفت في الوقت نفسه إلى أن المملكة ستستمر في تنفيذ برامجها للمساعدات الإنسانية والتنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني.
وشدد على مواصلة المملكة "دعمها للجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف على كافة المستويات"، لافتا إلى أن "العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، يؤكد أن الإرهاب لا يرتبط بدين أو عرق أو وطن".
وأكد على أن "السياسات العدوانية للنظام الإيراني تشكل انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والمبادئ الدولية"، وحث "المجتمع الدولي على القيام بمسؤولياته تجاه مواجهة تلك السياسات ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم".
وبعد تسلمه لرئاسة القمة العربية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن القمة العربية التي بدأت أعمالها في عاصمة بلاده الأحد ينبغي أن تؤكد أهمية إقامة دولة فلسطينية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وقال في كلمته في افتتاح القمة إن المطلوب من القادة العرب "إبلاغ رسالة واضحة إلى كل أطراف المجتمع الدولي (تفيد) أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بل في العالم بأسره، يمر حتما عبر إيجاد تسوية عادلة وشاملة" للقضية الفلسطينية.
وأضاف أن التسوية يجب أن "تضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وتؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس".
واقترح الرئيس التونسي أن تدار القمة العربية تحت شعار "قمة العزم والتضامن".
وفي الشأن السوري أكد السبسي على أن التطورات الأخيرة تهدف إلى تثبيت احتلال الجولان السوري وفرض سيادة إسرائيل الكاملة عليه، داعيا إلى ضرورة تضافر الجهود لإنهاء الاحتلال، تحقيقًا للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وبخصوص تطورات الوضع في ليبيا البلد المجاور، أكد الرئيس التونسي على تجديد دعمه للمساعي الأممية ولكل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى المساعدة على إنهاء هذه الأزمة بعيدا عن صراع المصالح والتدخلات في الشؤون الداخلية لليبيا.
وقال: "إنّنا على ثقة في قدرة الأطراف الليبية على تجاوز الخلافات وتغليب المصلحة العليا لبلدهم في إطار من التوافق والحوار البنّاء".

وفي معرض كلمته أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن مواقف الإدارة الأميركية تشجع "الاحتلال" الإسرائيلي على العربدة والاجتراء فى المنطقة، مشددا على تمسك العرب بمطلب القضية الفلسطينية المتمثل في تكوين دولة مستقلة وعاصمتها القدس.
وقال أبو الغيط ، خلال جلسة افتتاح الدورة الثلاثين للقمة العربية بتونس، إن "الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى اغتنام المكاسب، سواء في سوريا أو فلسطين المحتلة، بتثبيت واقع الاحتلال وقضم الأراضي".
وأضاف "وللأسف فإن مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة تُشجع الاحتلال على المضي قدماً في نهج العربدة والاجتراء، وتبعث بالرسالة الخطأ للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية وكأنها تحملهم عبئا فوق عبء الاحتلال، ومعاناة فوق معاناة القمع والاستيطان ونهب عوائد الضرائب، بالتضييق المالي والسياسي على المؤسسات الفلسطينية -وهي عصب الدولة المستقبلية- وخنق وكالة الأونروا التي تُعالج مأساة اللاجئين".
وتابع "وهكذا يهدف الاحتلال وداعموه إلى تقليص المكتسبات الضئيلة التي حققها الفلسطينيون من خلال التفاوض، ويتلاشى أي أمل لدى الشعب الفلسطيني في أن يصير حل الدولتين ، وهو الحل الوحيد الممكن لهذا الصراع الطويل، أملاً بعيد المنال بكل ما ينطوي عليه ذلك من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها".
وأكد أبو الغيط أن "الجولان هو أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وإن الاحتلال جريمة وشرعنته خطيئة وتقنينه عصف بالقانون واستهزاء بمبادئ العدالة".
وقال إن "التدخلات، من جيراننا في الإقليم، وبالأخص إيران وتركيا، فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها، بل واستعصائها على الحل، ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية، لذلك فإننا نرفض كافة هذه التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات".
من جانبه أعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن أسفه لقرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، ووصفه بأنها "خروج عن المرجعيات الدولية".
وأكد في كلمته أمام القمة العربية، على أن القضية الفلسطينية ستظل هي قضية العرب الأولى، ولفت إلى أن "أي ترتيبات لعملية السلام في الشرق الأوسط لا تستند للمرجعيات الدولية ستكون بعيدة عن أرض الوقع".
ودعا إلى إفساح المجال أمام حل سياسي في سوريا، وشدد على أن "القتال لن يفضي لإنهاء الصراع"، إضافة إلى البحث عن حلول تعيد الاستقرار إلى المنطقة العربية، وقال "نمر بظروف حرجة وتحديات خطيرة وسنتصدى لهذه الظروف والتحديات بتوحيد مواقفنا وتجاوز الخلافات".
وفي مداخلته خلال القمة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن أي حل للصراع السوري يجب أن يضمن وحدة أراضي سوريا بما في ذلك هضبة الجولان المحتلة.
وأضاف إن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني أمر "ضروري". وقال "نشدد على ضرورة حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والقدس عاصمة لهما"، لافتا إلى أن "العنف المتواصل في غزة يذكرنا بهشاشة الوضع في المنطقة".
وشدد على دعم وحدة الأراضي السورية، بما فيها هضبة الجولان. واعتبر أن وحدة العالم العربي هي الضامن لاستقرار المنطقة ومنع التدخلات الخارجية. ووصف الدعوة لمؤتمر وطني في ليبيا بأنه "مؤشر إيجابي". كما رحب بالجهود الرامية لانتقال سلمي وديمقراطي في الجزائر "يهدئ مخاوف الشعب في التوقيت المناسب".
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد من خطوات أخطر من قبل الادارة الأميركية في أعقاب قرارات الرئيس دونالد ترامب بشأن القدس ومرتفعات الجولان.
وقال عباس ، خلال الدورة الثلاثين للقمة العربية بتونس ، :"الآتي أخطر وأعظم من الولايات المتحدة حيث ستقول لإسرائيل ضمي جزء من الأراضي الفلسطينية وأعطي ما تبقى حكما ذاتيا وأعطي قطاع غزة دولة شكلية تلعب بها حماس".
واتهم عباس الإدارة الأميركية بتحمل المسؤولية الأولى وراء دعم إسرائيل لانتهاك حقوق الفلسطينيين.
وقال عباس :"تصرف اسرائيل كدولة فوق القانون ما كان ليحصل لولا دعم الإدارة الاميركية وهي التي اعترفت بالقدس عاصمة لاسرائيل. هي السبب الأول والأخير".
كما اتهم عباس الإدارة الاميركية بإنهاء حل الدولتين وإسقاط صفة الاحتلال على الاراضي الفلسيطينة. وقال الرئيس الفلسيطني :"من وجهة نظر الولايات المتحدة فإن اسرائيل لم تحتل فلسطين وحرب 67 لم تحصل مطلقا".
وحذر عباس من استمرار اسرائيل في تدمير حل الدولتين وان هذا الأمر سيدفع الجانب الفلسطيني الى اتخاذ قرارات مصيرية.
وقال عباس، إنه "لم يعد باستطاعتنا تحمل الوضع القائم او التعايش معه حفاظا على مصالح وأحلام شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وسنضطر لاتخاذ خطوات وقرارات مصيرية".
وأضاف :"أننا مقبلون على أيام غاية في الصعوبة، بعد أن دمرت إسرائيل كل الاتفاقيات وتنصلت من جميع الالتزامات منذ اتفاق أوسلو إلى اليوم".