الرياضة أسلوب حياة يواكب التطور التكنولوجي
برلين - يتعين على الموظف، الذي يقضي ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر، ممارسة الرياضة والنشاط لمعادلة فترات السكون الطويلة، ولكن عادة ما يتم التساؤل عما إذا كان يجب ممارسة الرياضة في الصباح أم في المساء أم بعد الانتهاء من العمل؟
وللإجابة عن ذلك أوضح البروفيسور إنجو فروبوزه، من الجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولن، قائلا “إذا كان الهدف من ممارسة الرياضية تجديد النشاط والاسترخاء، فمن الأفضل ممارستها بعد العمل”، لأنها تعمل في هذه الحالة تلقائيا على تعديل الأعباء اليومية بصورة جيدة.
وعلى الجانب الآخر يمكن للتمارين الرياضية في الصباح أن تساعد المرء على زيادة النشاط والحيوية بعد النوم الطويل، ولكن البروفيسور الألماني حذر من المبالغة الشديدة في أداء التمارين في الصباح.
أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يسعون لرفع الكفاءة والأداء من خلال الرياضة فيمكنهم أداء التمارين الرياضية في الصباح والمساء حسب نوع الرياضة، ونصح البروفيسور الألماني بممارسة رياضات قوة التحمل في الصباح، بينما من الأفضل أداء تمارين تقوية العضلات بعد الظهيرة أو في أول المساء.
ويجب أن تكون هناك فترة ساعتين على الأقل بين التدريب المكثف والنوم ليلا، حتى تهدأ الدورة الدموية مرة أخرى، وحتى لا يجد المرء صعوبة في الاستيقاظ صباح اليوم التالي.
ويجد المقبل على ممارسة الرياضة الكثير من الحركات التي عليه أن يجرّبها، من بينها أساليب التدريب القائمة على المزج بين تمارين تحمل الأوزان ورياضة رفع الأثقال مع عدد من الحركات المصممة باستخدام معدات بسيطة.
لكن هذه الأساليب أصبحت تقليدية في زمن التطور التقني، الذي يوفر بدائل جديدة في مجال اللياقة البدنية؛ فالابتكار هو أساس عالم التكنولوجيا، والتطبيقات الصحية هي طريق المستقبل في عالم اللياقة البدنية.
هذا العام، سنشهد إطلاق مجموعة واسعة من تطبيقات اللياقة البدنية. سيكون الكثير منها مخصصا لقيادتك نحو أهداف معينة، بدلا من مجرد تتبع أدائك.
ستركز هذه التطبيقات أيضا على الأجزاء الأساسية التي يتجاهلها جل المتمرنين في روتين التدريب، مثل استرداد الطاقة بعد القيام بمجهودات، وهو مهم لأنه يسمح للجسم بالتكيف مع ضغوط التمارين، كما يسمح للعضلات بإعادة شحن نفسها وتقوية قدراتها.
تتيح منتجات اللياقة البدنية القابلة للارتداء تبادل البيانات بين الشبكة والجهاز فيمكنك مشاركة إحصائيات تتعلق بالسعرات الحرارية المحروقة وعدد الخطوات المقطوعة
لا تتوقع أن هذه التطبيقات هي مجرد عنصر وقتي. وفقا لعدد من الدراسات في هذا المجال، يرتبط استخدام تطبيقات التمارين بزيادة مستويات النشاط البدني وتحسين النتائج الصحية.
وبالإضافة إلى ذلك، من المفيد أن تكون جزءا من مجتمع يركز على اللياقة البدنية. يمكن أن يشعرك هذا الانتماء بالالتزام تجاه أهدافك التدريبية، ويدفعك إلى أن تكون أكثر حماسا أيضا. يعد الدعم الاجتماعي والتوجيه والتشجيع عناصر أساسيا لعيش حياة صحية.
في وقتنا الحاضر أصبح تتبع إنجازات مجتمع اللياقة البدنية أسهل بكثير، ويمكننا أن نشكر الأجهزة القابلة للارتداء على هذه الميزة.
تتيح منتجات اللياقة البدنية القابلة للارتداء إمكانية تبادل البيانات بين الشبكة والجهاز. لذلك، يمكنك مشاركة إحصائيات تتعلق بالسعرات الحرارية المحروقة وعدد الخطوات المقطوعة والكيلومترات التي ركضتها. إلى جانب ذلك، تمثل قدرتك على مشاركة تقدمك وسيلة رائعة للبقاء ملتزما.
وسيستمر دمج تمارين اللياقة البدنية في المستقبل، مع سعي المدربين وأصحاب نوادي اللياقة البدنية إلى تحفيز الناس على تتبع سلسلة رياضية معينة وشاملة.
سوف تشمل تمارين اللياقة الشائعة تدريبات تمس جل العضلات وأطراف الجسم، حيث تعطي أنواع التدريبات المختلفة نتائج متنوعة.
ونجد أربعة أنواع رئيسية يمكنك اعتمادها لزيادة لياقتك البدنية، ومنها:
التمارين الرياضية المحفزة للتنفس: مثل الجري أو السباحة أو الرقص، وتستهدف هذه الأنشطة أنظمة القلب والأوعية الدموية.
تمارين القوة: مثل رفع الأثقال وتمارين الضغط، ويحرك هذا النوع من
التدريب عضلاتك ويقويها ويزيد من درجة تحملها.
تمارين تحفيز التوازن: مثل اليوغا والتاي تشي والبيلاتس. تعتبر هذه التمارين مهمة خاصة لكبار السن، ويمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابات. إذا كنت تعاني من إصابة في عضلة ما، مثل التواء في الكاحل، فستحتاج إلى إعادة توزيع توازنك لتجنب الإصابة مرة أخرى.
تمرين المرونة: هناك نوعان؛ التمدد الثابت والتمدد الديناميكي. يحسن كل منهما نطاق حركة مفاصلك، وبالتالي يقيان من الإصابات.
وينصح الخبراء بمحاولة تخصيص وقت في جدول الأعمال اليومي للشخص لإدخال تمارين اللياقة البدنية إلى حياته، مؤكدين على أن الاستمتاع أساس الالتزام، لذلك يجب أن يكون التدريب ممتعا.
