السياسة الأمنية ورقة مهمة لنتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة

استعدادات أمنية إسرائيلية تجاه غزة ستتعرض للاختبار مجددا أثناء مظاهرات حاشدة متوقعة السبت، بعد اتهامها بارتكاب جرائم حرب استخدمت فيها القوة المفرطة ضد محتجين.
الجمعة 2019/03/29
صورة ملوثة بالفساد

القدس- من نضال المغربي وران تساباري- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إن إسرائيل مستعدة لشن حملة عسكرية موسعة في قطاع غزة إذا لزم الأمر وذلك بعد اشتباكات عبر الحدود استمرت ليومين، مما سلط الضوء على سياساته الأمنية قبل أسبوعين على الانتخابات الإسرائيلية.

وفي غزة، أعلن منظمون خططا لمسيرة حاشدة السبت على طول الحدود لإحياء ذكرى الاحتجاجات الأسبوعية التي يقول مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إنها شهدت مقتل نحو 200 فلسطيني على أيدي القوات الإسرائيلية.

وشنت إسرائيل ضربات جوية ونقلت جنودا وتعزيزات مدرعة لحدود غزة هذا الأسبوع بعدما أسفر هجوم صاروخي فلسطيني من القطاع الذي يخضع لسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن إصابة سبعة إسرائيليين في قرية إلى الشمال من تل أبيب الاثنين.

وقال نتنياهو بعد زيارة الحدود مع قطاع غزة ولقاء قادة عسكريين إسرائيليين "ليعلم كل الإسرائيليين أنه إذا تطلب الأمر القيام بحملة شاملة فإننا سنقوم بها بقوة وأمان وبعد أن نستنفد كل الخيارات الأخرى".

ورغم الهدوء الذي ساد المنطقة، فإن الاستعدادات الأمنية الإسرائيلية تجاه غزة ستتعرض للاختبار مجددا أثناء مظاهرات حاشدة متوقعة السبت.

وقال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن قوات الأمن الإسرائيلية ربما ارتكبت جرائم حرب باستخدام القوة المفرطة في الاحتجاجات.

وتقول إسرائيل إن الاحتجاجات تستخدم كغطاء من قبل نشطاء لمهاجمة الحدود وإن هناك حاجة لاستخدام القوة المميتة لحماية البلدات الحدودية من التسلل.

وقال أرييه درعي الوزير بمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لراديو الجيش "الجيش سيلجأ إلى اليد الباطشة ضد أي شخص يحاول مواجهة قواتنا... لا أحد يلوم إسرائيل بعد ذلك".

نتنياهو يستخدم أوباما في إعلاناته الانتخابية

لقاء فاتر مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما
لقاء فاتر مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما

ويستعين نتنياهو برئيس أميركي ثان في إعلانات حملة إعادة انتخابه لكن هذه المرة يستخدم لقاءه الفاتر الشهير مع الرئيس السابق باراك أوباما.

وقبل عدة أسابيع ظهرت في الشوارع صور رئيس الوزراء اليميني وهو يصافح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تعلو الابتسامة وجهه مما يسلط الضوء على العلاقات الدافئة التي ميزتها تحولات في السياسة الأميركية رحب بها نتنياهو بكل سرور.

والخميس نشر نتنياهو تسجيل فيديو على فيسبوك وتويتر وإنستجرام يجسد علاقته الفاترة بسلف ترامب وذلك سعيا لجذب الأصوات.

ويظهر الفيديو اجتماعا في المكتب البيضاوي عام 2011 يلقي فيه نتنياهو محاضرة على مسامع أوباما المتجهم عن كيف كانت رؤية الديمقراطيين لسبل تحقيق السلام في الشرق الأوسط غير واقعية.

وكتب نتنياهو باللغة العبرية في تعليق فوق الرابط الخاص بمقطع الفيديو، المأخوذ من فيلم وثائقي أميركي عام 2016، على صفحته على فيسبوك "في مواجهة كل الضغوط.. سأحمي بلادنا دائما".

وخلال الاجتماع أكد نتنياهو أن إسرائيل لن تنسحب أبدا إلى حدود ما قبل عام 1967 والذي يعني انسحابها من مساحات كبيرة من الأراضي المحتلة وهو ما اعتبره أوباما أساسا للمفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية.

وقال نتنياهو في مقطع الفيديو "لن يحدث ذلك. يعلم الجميع أنه لن يحدث" في حين كان أوباما يضع يده على ذقنه ويحدق في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنظرة جامدة.

وكشف اللقاء الذي جرى في البيت الأبيض عن خلاف عميق بين نتنياهو وأوباما الذي انهارت مساعيه لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في 2014.

وتظهر استطلاعات الرأي أن نتنياهو، وهو الآن في فترة ولايته الرابعة ويواجه مزاعم فساد ينفيها تماما، يخوض سباقا حاميا مع منافسه بيني جانتس الذي ينتمي لتيار الوسط وهو قائد سابق للجيش. وستجري الانتخابات بعد أقل من أسبوعين.

جيل بلا أمل

تلميع للصورة
تلميع للصورة

وأشار تقرير للأمم المتحدة في ديسمبر عن الوضع الإنساني إلى أن 53 في المئة من سكان غزة يعيشون في براثن الفقر وإن 54 في المئة بلا عمل. وقال سامح السكني وهو محتج عمره 26 عاما إن هناك جيلا نشأ بلا أمل.

والأمن قضية أساسية لنتنياهو في انتخابات التاسع من أبريل. ويواجه رئيس الوزراء المحاصر بمزاعم فساد تحديا انتخابيا قويا من ائتلاف ينتمي للوسط بزعامة جنرال سابق.

واختصر نتنياهو زيارته إلى الولايات المتحدة بعد إصابة سبعة إسرائيليين في هجوم صاروخي الاثنين على قرية مشميريت التي تبعد 120 كيلومترا (75 ميلا) إلى الشمال من غزة. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 12 فلسطينيا أصيبوا في هجمات إسرائيلية لاحقة.

وتمثل المشاهد التلفزيونية لجيش متقدم يواجه حشود الشباب وأغلبهم مسلحون بالحجارة وقنابل حارقة بدائية الصنع محمولة على طائرات ورقية أو بالونات معضلة لحكومة نتنياهو.

وتشعر الحكومة بالقلق من الانزلاق إلى حرب جديدة في غزة. لكنها لا تستطيع أيضا أن تتجاهل توتر الإسرائيليين قرب الحدود، والذين يقولون إنهم يعيشون تحت تهديد مستمر من الصواريخ والطائرات الورقية الحارقة التي تنطلق عبر الحدود.

وقالت يفعات بن شوشان وهي أم إسرائيلية لطفلين من نتيف هاسارا على بعد مئات الأمتار من الحدود "ما حدث هنا خلال الاثني عشر شهرا الماضية كان جحيما".