حكومة الرزاز تستثمر داخليا في ما يروّج عن ضغوط دولية

حكومة عمر الرزاز نجحت في اللعب على وتر الضغوط الخارجية بشكل واضح في إخماد أصوات الشباب الغاضب على الوضع الاجتماعي وتفشي البطالة في صفوفه.
الاثنين 2019/03/25
الأردن يتعرض لضغوط تتطلب من الجميع الوقوف صفا واحدا

عمان- تقول دوائر سياسية إن الحديث الذي راج في الفترة الأخيرة على نطاق واسع بشأن ضغوط دولية يتعرض لها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ساهم بشكل كبير في تهدئة الشارع واحتواء التحركات الاحتجاجية التي اتخذت في الأشهر الأخيرة أشكالا تعبيرية مختلفة.

وتضيف الدوائر أن ما يروج عن ضغوط لا يعرف بعد مأتاها أثارت حالة من القلق والهواجس في صفوف الأردنيين، وجعلت العديد من النشطاء مترددين حيال أي خطوة تصعيدية تجاه الحكومة خشية أن تفهم بشكل خاطئ.

ويواجه الأردن أزمة اقتصادية عميقة ساهمت الصراعات الإقليمية في تفاقمها، حيث اضطرت المملكة لتحمل عبء الآلاف من النازحين فضلا عن إغلاق الحدود مع الدولتين الجارتين سوريا والعراق لمدة طويلة والتي كلفت الميزان التجاري الكثير.

ويقول نشطاء إن الحكومات المتعاقبة لعبت دورا كبيرا في استفحال الأزمة من خلال السياسات الترقيعية التي اعتمدتها، وخياراتها المثيرة للجدل في إدارة الموارد البشرية، باحتكار فئة معينة للمناصب دون الأخذ بعين الاعتبار معيار الكفاءة.

رجائي المعشر: هناك مذكرة لطرح الثقة في بعض الوزراء، ونحن نطلب تأجيل النظر فيها
رجائي المعشر: هناك مذكرة لطرح الثقة في بعض الوزراء، ونحن نطلب تأجيل النظر فيها

وتشير الدوائر السياسية إلى أن حكومة عمر الرزاز نجحت في اللعب على وتر الضغوط الخارجية بشكل واضح في إخماد أصوات الشباب الغاضب على الوضع الاجتماعي وتفشي البطالة في صفوفه والتي بلغت أرقاما مخيفة، حيث تجاوزت 18 بالمئة في الربع الأخير من العام 2018.

وتلفت الدوائر إلى أن توظيف الحديث عن هذه الضغوط التي سبق ولمّح إليها الملك عبدالله الثاني نفسه قبل أيام خلال زيارة له إلى محافظة الزرقاء، تجاوز مسألة تهدئة الشارع إلى الضغط على مجلس النواب للتعامل بمرونة أكبر مع الحكومة وكف انتقاداته.

ودعا نائب رئيس الوزراء، القادم من الديوان الملكي رجائي المعشر، الأحد، مجلس النواب إلى تأجيل النظر في مذكرة طرح الثقة في بعض الوزراء. وقال المعشر في نهاية جلسة للنواب “نعلم أن هناك مذكرة لطرح الثقة في بعض وزراء الحكومة، على إثر مشادّة كلامية بين أحد الوزراء وأحد النواب، ونطلب تأجيل النظر بالمذكرة”. وشدد على التلاحم والوقوف صفا واحدا مع الملك عبدالله الثاني في هذا الظرف العصيب نتيجة الظروف الإقليمية.

وكان خلاف نشب بين النائبين محمود النعيمات ورائد الخزاعلة مع وزير الاتصالات مثنى غرايبة.

ويقول مراقبون إن الضغوط التي لم يكشف عن طبيعتها وظلت قيد تأويلات تشير إلى أن لها علاقة بخطة السلام الأميركية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، شكلت بالنسبة للحكومة الأردنية مخرجا لتخفيف حجم الضغوط الداخلية، وفرصة لإسكات المنتقدين داخل مجلس النواب، والذين تصاعدت نبرتهم في الآونة الأخيرة.

وأشار المعشر خلال كلمة له تحت قبة البرلمان إلى “أن الأردن يتعرض لضغوط تتطلب من الجميع الوقوف صفا واحدا خلف قيادته والعمل على مواجهة هذه الضغوط ودعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.

وانخرطت كتل نيابية في دعوات الحكومة ومنها كتلة الإصلاح التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، ويرى مراقبون أن موقف الأخيرة يندرج في سياق محاولاتها لترميم الثقة المهزوزة مع السلطة، جراء “سقطات” سابقة لعل أهمها تصدرها لموجة الحراك الشعبي في العام 2011، والتي كانت تأمل من خلاله تكريس موطئ قدم متقدم في السلطة، بيد أن رهانها انهار بفضل قدرة العاهل الأردني على احتواء الحراك آنذاك.

2