أبوظبي والنمسا في تحالف استراتيجي لصناعة البتروكيماويات

فيينا – أكد مسؤولون وخبراء أن الاتفاقيات التي وقعتها شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) مع شركتي أو.أم.في وبورياليس ستفتح آفاقا كبيرة في صناعة البتروكيماويات والاستفادة من خبرة الشركتين النمساويتين في إعادة التدوير.

وأكد حضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ورئيس الحكومة النمساوية سباستيان كورتز لمراسم التوقيع، أهمية الاتفاقيات التي تتضمن إنتاج وقود الطائرات والبتروكيماويات في ظل تزايد الطلب على النقل الجوي والمنتجات البلاستيكية.

ووقع الاتفاقيات وزير الدولة الإماراتي والرئيس التنفيذي لمجموعة شركات أدنوك سلطان بن أحمد الجابر والرئيس التنفيذي لشركة أو.أم.في راينير سيلي والرئيس التنفيذي لشركة بورياليس ألفريد ستيرن.

وأكد الشيخ محمد بن زايد حرص الإمارات على تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع البلدان الصديقة لزيادة تبادل المعرفة والخبرات والتكنولوجيا المتطورة وتوثيق التعاون والاستثمارات المشتركة لضمان النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام.

وكانت أو.أم.في قد وقعت في يناير اتفاقا لاستثمار 2.5 مليار دولار في شراء 15 بالمئة من أنشطة أدنوك في قطاع التكرير، إلى جانب مشروع جديد مشترك للتجارة مع أدنوك وإيني الإيطالية.

وتهدف الاتفاقية الأولى إلى تعاون أو.أم.في وأدنوك في تقييم فرص توسعة شراكاتهما الحالية وتبادل المعرفة والخبرات في مجال تطوير وتحقيق التكامل في مجال التكرير والبتروكيماويات ودعم تسويق إنتاجهما.

وتنص الثانية على تعاون الشركتين في استكشاف فرص استخدام تقنية “ريأويل” لإعادة تدوير البلاستيك في مجمع الرويس للتكرير والبتروكيماويات التابع لأدنوك في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي. وتستخدم أو.أم.في تلك التقنية في إنتاج وقود نفطي صناعي من إعادة تدوير البلاستيك المستخدم.

وتتعاون أدنوك وبورياليس بموجب الاتفاقية الثالثة في استكشاف فرص صناعة البولي أوليفينات في الأسواق الرئيسية، ومن خلال البناء على مشروع شركة بروج المشترك بين الشركتين خلال الأعوام العشرين الماضية وتبني حلول مبتكرة لتعزيز القيمة المضافة.

ويرى محللون أن أبوظبي تقود تحولا استثماريا غير مسبوق بعد أن نجحت في جذب استثمارات عالمية إلى البنية التحتية لقطاع الطاقة في أول تحول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت شركتا الاستثمار الأميركيتان كي.كي.آر وبلاك روك قد استثمرتا في الشهر الماضي 4 مليارات دولار لتطوير البنية التحتية لأنابيب نقل وتوزيع النفط في أبوظبي، وهو ما اعتبره المحللون نقلة نوعية تفتح أبوابا واسعة لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

وجاء الاتفاق بعد أول تعامل لشركة أدنوك المملوكة لحكومة أبوظبي، مع أسواق المال وإصدار سندات شركة خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام (أدكوب) وبعد الطرح العام الأولي لأسهم أدنوك للتوزيع.

وأكد الجابر أن الاتفاقيات تعزز شراكتنا الاستراتيجية مع شركة أو.أم.في وتسهم في تمكين أدنوك من تحقيق قيمة إضافية من إنتاج أبوظبي من النفط الخام وزيادة الربحية والعائد الاقتصادي وتسريع وتيرة تنفيذ استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي.

وأضاف أن شراكتنا الاستراتيجية مع بورياليس ستسهم في خلق المزيد من فرص النمو بما يعود بالنفع على الطرفين، وبما يضمن ترسيخ مكانة أدنوك وتعزيز قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على مجموعة متنوعة من المنتجات المكررة والبتروكيماوية ذات القيمة العالية.

وقال سيلي الرئيس التنفيذي لشركة أو.أم.في إن الاتفاقيات تؤكد وتدعم التزامنا بالشراكة الاستراتيجية مع أدنوك واستعدادنا لتقديم الخبرة بما يسهم في تحقيق قيمة إضافية والمساهمة في خفض الانبعاثات من خلال تطبيق تقنية “ريأويل”.

وأكد ستيرن الرئيس التنفيذي لشركة بورياليس أن الاتفاقية التي جرى توقيعها مع أدنوك تهدف لتعزيز جهود خلق القيمة في وقت يشهد الطلب على الحلول المبتكرة من منتجات البولي أوليفينات عالية القيمة ارتفاعا مستمرا نتيجة للنمو المستدام في منطقة آسيا والشرق الأوسط.

وأشار إلى شراكة بورياليس الطويلة الأجل مع أدنوك في مشروع بروج منذ عام 1998، شجعت الشركة على استكشاف المزيد من الفرص في مجال صناعة البولي أوليفينات لخدمة عملائنا في جميع أنحاء العالم.

ويرى محللون أن توسع أدنوك وتنفيذها لاستثمارات جديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات سيعززان وتيرة تنفيذ استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي وسيعززان مرونة وتنوع أعمالها لتحقيق أقصى قيمة وعائد اقتصادي من كل برميل نفط يتم إنتاجه. كما تعزز تنويع وتعزيز النمو الاقتصادي في دولة الامارات واستقطاب الاستثمارات الخارجية وخلق المزيد من فرص العمل والتطور المهني ودعم مبادرة أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة.

وتسعى أدنوك في إطار استراتيجيتها المتكاملة للنمو الذكي إلى مضاعفة طاقة إنتاج البتروكيماويات 3 مرات بحلول عام 2025 لتصل إلى 14.4 مليون طن سنويا للمساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على المدى البعيد.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، حققت أدنوك إنجازاتٍ استثنائية كان أبرزها توحيد أعمالها وهويتها المؤسسية وإطلاق عملية تحول رقمي شاملة، واتخاذ خطوات للتوسع عالميا وفتح أسواق جديدة.