ارتفاع صوت العراقيين على فيسبوك: الكارثة مستمرة مع استمرار الفساد

نعت مواقع التواصل الاجتماعي العراقية ضحايا العبّارة في مدينة الموصل، مع إصرارهم على محاسبة المسؤولين والسياسيين الذين أنهكوا البلاد بالفساد وتسببوا في هذه الكارثة مع سابقاتها، ويدفع العراقيون أرواحهم ثمنا لهذا الفساد.
الموصل (العراق) – عكست مواقع التواصل الاجتماعي العراقية حالة الحزن والأسى التي خيمت على مدينة الموصل بعد فقدانها مئة من أبنائها، رجالا ونساء وأطفالا، غرقوا في حادث العبّارة التي انقلبت في مدينة سياحية بنهر دجلة وهم في طريقهم للاحتفال بعيد النوروز وعيد الأم. فيما علت أصوات غاضبة تطالب بمحاسبة المسؤولين الذين لا يهتمون ولا يتابعون سلامة المنشآت.
ونعى أبناء العراق ضحايا الفاجعة الذين دفعوا أرواحهم ثمن استهتار المسؤولين وفساد السياسيين في المدينة التي تشهد نكبات متتالية، لا يبدو أن آخرها تنظيم “داعش” الذي أحالها إلى دمار، واعتبر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن المأساة ستستمر ما دامت الكلمة الأولى للفساد في البلاد. وكتب ناشط:
ahmadadnan94@
فساد واستهتار في أرواح البشر، خسرنا أكثر من 100 شخص لا حول لهم ولا قوة، كل ذنبهم أنهم عراقيون وعاشوا في زمان لا يوجد فيه رجال، إنما لصوص يتعايشون على دماء المواطنين.
وعلق مغرد:
alkhattabmm@
عدد شهداء #عبّارة_الموصل في تزايد حيث لا توجد أي إحصائية حقيقية للأعداد بسبب التخلف الّإداري والفساد وانعدام المسؤولية في #العراق! وحيث لا يتطلب من الراكب إبراز أي مستند لصعود العبّارة، فقط وصل جباية مبلغ!
وقال آخر:
rom754515066@
أطفال #الموصل كانوا يُقتلون بقصف من طائرات التحالف، وبمجازر الحشد الصفوي، والآن يقتلهم فساد حكومة ملالي بغداد.
وقالت مغردة:
FatenKhalil12@
“الجشع وصل مرحلة كبيرة بالعراق.. عبّارة تكفي ثلاثين شخصا مصعدين فيها 170 نفرا نصفهم غرقانين!!”.. إلى متى هذا الإهمال إلى متى؟ لا أحد يراقب جشع أولئك القتلة. #عبّارة_الموصل.
واعتبر آخر:
MohammedAAF@
بعيد النوروز وعيد الأم خرج أهالي الموصل يحتفلون بأمهاتهم.. والفاجعة كانت رجوع الأطفال من دون أمهات ورجوع الأمهات من دون أطفال!! إلى متى الإهمال؟ إلى متى الطمع بالمال!! إلى متى الاستهتار بأرواح العراقيين؟؟ كانت بطاقة الموت اليوم بـ1000 دينار فقط…
ونقلت جثث الغرقى الذين تم انتشالهم من مياه النهر إلى الطبابة العدلية (المشرحة) في وسط الموصل، وقد حاول المئات من ذوي القتلى والمفقودين اقتحام المبنى لمعرفة مصير ذويهم، غير أنّ قوات الأمن تصدّت لهم.
واستعاضت السلطات عن السماح لذوي المفقودين والقتلى بالدخول إلى المشرحة والتعرّف على أقاربهم بتعليق صور للضحايا على سور المبنى الضخم الذي ينتصب في وسط ثاني كبرى مدن العراق وتعلوه أسلاك شائكة.
وأكّد مصدر أمني في الموصل أن “العبّارة كانت تنقل حمولة أكثر من طاقتها”، إذ إن طاقتها تبلغ نحو مئة شخص فيما كانت تقلّ نحو 200.
وكما حدث أمام المشرحة وقع كذلك على ضفاف دجلة، ففي مكان الكارثة كان جمع من العراقيين ينتظرون بقلق لعلّ بعضهم يشفي غليله ببشرى سارة عن قريب كان على متن العبّارة ولم يعرف مصيره بعد.
وبينما كان هؤلاء ينتظرون كانت فرق الدفاع المدني والإسعاف والقوات الأمنية تمشّط مجرى النهر على امتداد كيلومترات عدّة في محاولة لإنقاذ ناجين قد يكون الحظ أسعفهم وتعلّقوا بخشبة خلاص أو انتشال جثث من قضى نحبه.
وقال أحد هؤلاء الناجين ويدعى نوّار إنّ العبّارة انقلبت “في وسط النهر” بسبب الحمولة الزائدة فقد “بدأت المياه تتسرّب إليها ثم ما لبثت أن صارت أثقل فأثقل ثم انقلبت”.
وأضاف وقد كانت ملابسه مبتلّة “لقد رأيت بأم العين جثث أطفال تطفو على سطح الماء”، مشيرا إلى أنّ من أنقذه هم “مالكو زوارق والشرطة البحرية والبعض من السكان الذين هرعوا لانتشال الناس من المياه”.
وعلى مقربة من نوّار وقف شاب غارقا في حزنه على شقيقته وابنها اللذين تأكّد من غرقهما في الحادث، فيما لا يزال ينتظر معرفة مصير والدته. وقال الشاب رافضا كشف اسمه “ما زلنا لم نتلق أيّ خبر عن أمي”.
من جهتها نشرت الشرطة صورا لناجين من الكارثة، ومن بين هؤلاء أربعة أطفال هم ثلاث فتيات وصبي تمت تغطيتهم ببطانية لم تحجب دموعهم ولا القلق الذي انتابهم على مصير أوليائهم الذين لم يعرف مصيرهم بعد. وقال ناجون إن العبّارة كانت مكتظة بالركاب. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومشاهد لكاميرات مراقبة المجمع السياحي بدت فيها العبّارة تتمايل قبل أن تنقلب. مرفقة بكلمات الأسى والألم والغضب على حال العراق. وكتب ناشط:
melais7@
#عبّارة_الموصل.. العراق يستحق الأفضل في نظامه السياسي والاقتصادي والتعليمي العراق بلاد الحضارة الإنسانية ولا بد أن يعي الغرب والشرق بأن إهمال العراق وجعله في منظومة متهالكة سياسيا واقتصاديا يعني تعطيل القلب النابض للشرق والغرب وإضعافا للأمن والسلم العالميين وتعطيلا للتنمية في المنطقة.
وعلق آخر:
mohamed305060@
الحرب نهشت منهم وأنقاضها دفنتهم ودجلة ابتلعتهم..
إلى متى نبقى نقدّم أطفال الموصل قرابين لآلهة الإرهاب والجشع والفساد؟!
وكتب ناشط على فيسبوك:
Manaf Ali Alkubaisy
طرق متهالكة وشبكات مجاري وكهرباء خربة، وأدوات ترفيه بلا مواصفات سلامة كانت تستخدمها دول الجوار قبل 100 عام.. كل هذا وأكثر يحصل في ذلك البلد المنهوب ذي الأربعة مليون برميل نفط يوميا. حيث لا قانون ولا نظام ولا أدنى احترام للبشر وفي النهاية آلاف الناس تُحصد أرواحهم في جرائم قتل تتحملها الجهات التي تسمي أنفسها دولة وليس القضاء والقدر!!!
وكشف مدون:
Mohammed Alobaede
قبل الحادث بيومين، تم تبليغ فتح بوابات سد الموصل وارتفاع منسوب المياه إلى 1000 متر مكعب بسرعة 1400 متر في الثانية. ولكن الفساد في محافظتي هذه نتائجه.
وقال آخر:
Khalidalqublan8
هذه ليست عبّارة أصلا تابعة للجهد الهندسي العسكري من أتى بها إلى الجزيرة السياحية؟ والمسؤولون في نينوى يعرفون مصدرها، يعني بالمختصر المفيد تجارة بأرواح الناس من قبل بعض المسؤولين من ضعفاء النفوس الموجودين في نينوى.
وتحمل حادثة الغرق، رغم أنها لا تقارن بأعمال العنف التي مزقت البلاد، طابعا مؤلما لمصادفتها مع الاحتفال بعيد النوروز الذي يمثل بداية فصل الربيع في العراق والمنطقة.
وعبرت الإعلامية سهير القيسي عن حزنها قائلة:
Souhair_Alqaisi@
دموعي لم تتوقف بعد هذا الفيديو، العبّارة كانت تحمل أطفالا ونساء يحتفلون بعيد الأم.. ربي رحمتك ولطفك ببلدي #الموصل #عبّارة_الموصل #عباّرة_دجلة #العراق.
وتشهد مدن العراق، تظاهرات متكررة للمطالبة بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد وتحسين السلامة، خاصة أهالي الموصل المكلومين جراء الدمار والتضحيات الكثيرة التي قدموها خلال المعارك مع داعش.