اليمين الشعبوي يكتسح الانتخابات المحلية في هولندا

مراقبون يرجحون أن تحقق الأحزاب الشعبوية مكاسب كبيرة على في الانتخابات الأوروبية المقبلة.
الجمعة 2019/03/22
الانعطاف يمينا يتواصل رغم التحذير

حقق اليمين الشعبوي في هولندا فوزا كبيرا في الانتخابات المحلية ليصل بذلك حلقة الانتصارات التي تحققها الأحزاب اليمينية المتطرفة في عدد من الدول الأوروبية وذلك قبل زهاء شهرين من انتخابات أوروبية قال عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنها ستكون حاسمة، معربا في ذات الوقت عن تخوفه من اكتساح المدّ المتطرف للمؤسسات الأوروبية التي جعل من شعار تقويضها برنامجا انتخابيا.

أمستردام - وجّه الشعبويون المناهضون للاتحاد الأوروبي ضربة كبيرة لرئيس الوزراء الهولندي مارك روته بعد أن أصبحوا أكبر حزب في مجلس الشيوخ بتحقيقهم نتيجة مساوية له الخميس، إثر انتخابات جرت غداة الهجوم الدموي على ترامواي في أوتريخت.

وحل حزب “منتدى الديمقراطية” الشعبوي بقيادة تييري بوديه المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي ثانيا في انتخابات مجلس الشيوخ التي تجري على مستوى المقاطعات بعد حزب روته بعد فرز 93 بالمئة من الأصوات، بحسب التلفزيون الوطني.

ويعتبر الاقتراع مؤشرا على انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري في مايو والتي يتوقع أن تحقق فيها الأحزاب الشعبوية مكاسب كبيرة على مستوى التكتل.

واتهم بوديه البالغ من العمر 36 عاماً، روته بـ”التعالي والغباء” وبتجاهل الناخبين. ويعتبر بوديه نفسه مفكرا ولديه تاريخ من التصريحات المثيرة للجدل بحق النساء والمهاجرين كما يؤيد تعزيز العلاقات مع روسيا.

وقال أمام حشد جاء للاحتفال بالفوز الانتخابي “نقف هنا فوق ركام ما كان يوما ما أجمل حضارة في العالم”.

تييري بوديه: الحكومات شرّعت حدودنا وأدخلت الآلاف ممن يحملون ثقافات مختلفة عنا
تييري بوديه: الحكومات شرّعت حدودنا وأدخلت الآلاف ممن يحملون ثقافات مختلفة عنا

وتعقيباً على المفاجأة الانتخابية، كتبت صحيفة الغيمين داغبلاد “بوديه يحقق نصرا مهولا” فيما كتبت التلغراف “انهيار” متحدثة عن هزيمة روته. وقالت وكالة الأنباء الهولندية إن الحزب الذي تأسس قبل عامين فقط، سيكون الآن الأكبر في الغرفة العليا من البرلمان إلى جانب حزب روته مع 12 مقعداً لكل منهما.

ويتولى روته السلطة منذ ثماني سنوات، ولعب دوراً رئيسيا في مفاوضات بريكست، وسيتعين عليه الآن أن يعتمد على أحزاب أخرى لتمرير مشاريع القوانين بعد هذه الانتكاسة.

وأشار بوديه إلى إطلاق النار في ترامواي في أوتريخت، في اعتداء أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وسبعة جرحى، جروح ثلاثة منهم خطرة

وواجه بوديه انتقادات بعد امتناعه عن وقف حملته الانتخابية بعد الاعتداء، لكنه اتهم حكومة روته بتبني سياسات هجرة “ساذجة”.

وتابع أن “حكومات روته المتعاقبة شرّعت حدودنا وأدخلت مئات الآلاف ممن يحملون ثقافات مختلفة تماما عن ثقافتنا”.

ودعا في السابق إلى خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، لكن عاد عن الفكرة وسط تصاعد الفوضى المحيطة ببريكست. والأكاديمي السابق صاحب الوجه التلفزيوني معروف بتصريحاته المثيرة للجدل مثل قوله إن “النساء بشكل عام لا يبرعن في الوظائف مثل الرجال وليس لديهن الطموح نفسه”.

ودعا إلى إصلاح العلاقات مع روسيا والتي تدهورت إثر إسقاط طائرة متجهة من أمستردام إلى ماليزيا فوق أوكرانيا في العام 2014، وكذلك فضيحة تجسس روسي على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي.

ويرجح أن يتراجع عدد مقاعد ائتلاف روته الذي يقوده حزبه اليميني الوسطي “حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية”، من 38 إلى 31 مقعدا في مجلس الشيوخ المكون من 75 مقعدا والذي يصادق على التشريعات التي يوافق عليها مجلس البرلمان.

وقال روته لأنصاره “سيكون علينا مواصلة العمل. علينا أن نتحدث مع أحزاب أخرى ليكون بوسعنا قيادة هذا البلد على نحو جيد”.

وسيضطر الائتلاف في هذه الحالة للاعتماد على أحزاب أخرى تساعده في تمرير القوانين ومن بينها حزب “غرين لينكس” اليساري المدافع عن البيئة بزعامة جيسي كلافر الذي ضاعف مقاعده من أربعة إلى ثمانية.

وسيتحدد الشكل النهائي لمجلس الشيوخ في مايو، بعد أن ينتخب المقترعون نحو 570 نائبا في مقاطعات البلاد الـ12، وهم من سيقررون في 27 مايو من سيتم تعيينهم في مجلس الشيوخ المؤلف من 75 عضوا.

ويبدو أنّ حزب بوديه حصل على أصوات من حزب الحرية المعادي للإسلام الذي يقوده غيرت وايلدرز والذي تقلصت مقاعده من تسعة إلى خمسة وسط إشارات إلى أن خطابه الشرس أبعد الناخبين عنه.

ولهولندا تاريخ حافل مع القادة الشعبويين يرجع إلى بيم فورتيون السياسي المثلي المعادي للمهاجرين الذي اغتيل في العام 2002 على يد ناشط يدعو للرأفة بالحيوان.

5