السعودية تبدد حملة إعلامية جديدة تستهدف ولي العهد

الرياض - ردت السعودية بسرعة، ولكن بشكل غير مباشر، على حملة إعلامية جديدة تستهدف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتروج إلى تقليص صلاحياته.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمر بإطلاق اسم الأمير محمد بن سلمان على واحد من أهم الطرقات في العاصمة السعودية يربط بين مطار الملك خالد والجنادرية.
ونقلت الوكالة تفاصيل إطلاق مشاريع ترفيهية بقيمة 23 مليار دولار، تعكس الرؤية الخاصة بولي العهد السعودي الشاب في تطوير المجتمع وتحديث إمكانياته الاقتصادية والبشرية.
وذكرت الوكالة أن المشروعات تشمل “مشروع حديقة الملك سلمان، ومشروع الرياض الخضراء، ومشروع المسار الرياضي، ومشروع الرياض آرت”.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد كتبت عن تقليص مفترض لصلاحيات الأمير محمد بن سلمان وأن “مصادرها” أشارت إلى جفوة بين العاهل السعودي وابنه.
وقال مراقب عربي في لندن “إنها نفس الأسماء الصحافية التي تكتب عن الموضوع أكثر من مرة للإيحاء بوجود مثل هذه الجفوة. يكاد التقرير الذي نشر بالأمس يكرر كلاما قاله نفس الصحافيين في موضوع سبق نشره قبل أسبوعين”.
وأضاف المراقب مفضلا عدم ذكر اسمه “لابد من طرح التساؤلات عن المستفيد من هذه الإشاعات ولأي هدف”.
وأمر الملك سلمان بإطلاق اسم ولي العهد على أحد الطرق الرئيسية في العاصمة، وهو الطريق الرابط بين طريق الملك خالد والجنادرية.
وبحسب “واس” يعد طريق الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أحد أهم طرق مدينة الرياض الحيوية، ويمتد بطول 30 كيلومترا، ويقام على امتداده مشروع “المسار الرياضي” الذي يضم مسارات للمشاة والدراجات الهوائية وركوب الخيل، ومجموعة متنوعة من المنشآت الرياضية والفنية والثقافية والترفيهية والبيئية والمواقع الاستثمارية.
واستمع الملك سلمان في مجلس الوزراء إلى شرح مفصل من الأمير محمد بن سلمان حول المشاريع الأربعة التي تقوم عليها “لجنة المشاريع الكبرى” برئاسته.
ونجحت السعودية الجديدة في تحول معطى أمنها القومي عنصرا رئيسيا في علاقاتها الخارجية، ونجحت في فرض تبدل بالمواقف الدولية بشأن مشاركتها في التحالف العربي الداعم لعودة الشرعية في اليمن، كخيار ضروري لحماية أمنها ومنع إيران من تهديد أمن الخليج انطلاقا من اليمن.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها إشاعات وتأويلات في وسائل إعلام غربية بشأن “اختفاء” الأمير محمد بن سلمان، ما يكشف عن أهمية الأمير الشاب المؤهل لاستلام القيادة في أكبر دولة شرق أوسطية.
وتكشف الحملة التي لا تتوقف على الرجل، والتي تظهر تحت عناوين مختلفة، عن عدم توصل دوائر النفوذ الغربية إلى استيعاب أسلوبه ورؤيته للمستقبل، خاصة أنه يحمل مشروعا إصلاحيا استراتيجيا لا يكتفي بإصلاحات محدودة في مجال الاستثمار كما تريد الشركات الغربية.
ويستهدف المشروع الذي يقوده الأمير محمد بن سلمان إصلاحات كبرى تنهض بالسعودية من جميع النواحي بما في ذلك المجالات الدينية والثقافية والحقوقية التي مثلت مجالا للابتزاز وتشويه صورة المملكة من دوائر نفوذ غربية باتت معلومة وقوى إقليمية ساءها التحول في مسار المملكة.
وتلتقي الحملة التي تخوضها بعض الدوائر الغربية مع التيارات الإسلامية المتشددة، التي تزعجها رغبة الأمير محمد بن سلمان في استعادة الوجه المعتدل الذي كانت عليه السعودية قبل 1979، أي قبل هجوم المتشددين على الحرم المكي والذي تزامن مع صعود ثورة الخميني في إيران ما كرس هيمنة التيارات المتشددة على المنطقة.
ويسحب تخلص المملكة من الصورة القديمة، التي ارتبطت بنفوذ المتشددين على مختلف المنابر الدينية والإعلامية والتعليمية وسيطرتهم على الحياة العامة، من اللوبي المعادي للسعودية في الغرب مبررات استهدافها وابتزازها، وتحويلها إلى مادة دائمة في تقارير المنظمات الحقوقية التي تخصصت في استهداف المملكة.
وأثارت السياسة الجدية التي تعتمدها السعودية بخصوص تنويع الشركاء، بما في ذلك الاتجاه شرقا نحو الصين والهند وروسيا، احتراز شركات غربية دأبت على الاستئثار بالاستثمارات الكبرى مع السعودية.
ويأتي هذا التوجه ليس فقط لتأكيد استقلال القرار السعودي، ولكن أيضا لإظهار الصورة الجديدة التي يتبناها الأمير الشاب لمستقبل بلاده، وهو مستقبل يقوم على بناء علاقات متكافئة مع الآخر سواء أكان هذا الآخر حليفا تقليديا أم جديدا.