حمية البحر المتوسط تحسّن أداء الرياضيين

واشنطن - أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تناول حمية البحر المتوسط، يمكن أن يحسّن من أداء الرياضيين خلال إجراء التمارين في أربعة أيام فقط.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة سانت لويس الأميركية، ونشروا نتائجها في دورية “جورنال أوف ذي أميركان كوليدج أوف نوتريشن” العلمية.
ويتميز النظام الغذائي لشعوب أوروبا المطلة على البحر المتوسط، بالاعتماد على زيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون، بجانب الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات، وتناول الأسماك والدواجن على الأقل مرتين في الأسبوع، والحد من تناول اللحوم الحمراء، ويعرف هذا النظام الغذائي بـ”حمية البحر المتوسط”.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، تابع الفريق 7 نساء و4 رجال، وركض المشاركون 5 كيلومترات. وكرر المشاركون تلك التجربة مرتين، تناولوا في الأولى حمية البحر المتوسط، وفي المرة الثانية التي ركضوا فيها 5 كيلومترات أيضا، تناولوا الحمية الغربية، وكانت المدة التي فصلت بين التجربتين 16 يوما.
وتعتمد الحمية الغربية على تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والمشروبات الغازية والبطاطس المقلية والسكر والحلويات.
ووجد الباحثون أن المشاركين كانوا أسرع في الركض وأقل شعورا بالتعب، بعد 4 أيام فقط من تناول حمية البحر المتوسط، مقارنة بحالتهم بعد تناول الحمية الغربية.
وقال الدكتور إدوارد فايس، قائد فريق البحث إن “حمية البحر المتوسط لها تأثيرات علاجية مضادة للالتهابات والأكسدة، وغنية بالعناصر الغذائية التي يمكن أن تؤدي إلى تحسن الأداء خلال التمارين الرياضية”.
وأضاف أن “الدراسة تقدم دليلا على أن اتباع نظام غذائي مفيد للصحة، يفيد أيضا خلال أداء التمارين الرياضية، لذلك فإن لدى الأشخاص والرياضيين وغيرهم من المتحمسين لممارسة الرياضة الذين يميلون عادة لتناول الوجبات غير الصحية حافزا إضافيا لتناول الطعام الصحي”.
وكانت دراسات سابقة كشفت أن حمية البحر المتوسط يمكن أن تكون مفيدة في علاج السمنة والوقاية من مرض السكري، كما أنها تخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسرطان.
كما أظهرت دراسة أخرى أجريت في عام 2017 ودرست حالات ما يقرب من 6 آلاف شخص كيف أن اتباع حمية البحر المتوسط الغذائية قد أدت إلى تحسين وظيفة الدماغ لدى البالغين الأكبر سنا. وكلما اتبع كبار السن أنظمة غذائية مستوحاة من أنظمة الدول المطلة على البحر المتوسط، تراجع احتمال إصابتهم بالوهن مع الوقت.
النظام الغذائي المتوسطي يعتمد على زيت الزيتون، بجانب الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات
ونشرت صحيفة “يو.أس.نيوز تودي” الأميركية تقريرا أفاد بأن التصنيفات العالمية تدرج منطقة البحر المتوسط كأفضل منطقة للغذاء الصحي الشامل لعام 2019.
وأظهر باحثون من جامعة شرق أنجليا البريطانية، بالتعاون مع جامعة بولونيا الإيطالية، أن النظام الغذائي المعروف بـ”حمية البحر المتوسط” يمكن أن يقلّل من فقدان العظام لدى الأشخاص المصابين بهشاشة العظام.
وأشارت الدراسة التي نُشرت أيضا في دورية “جورنال أوف ذي أميركان كوليدج أوف نوتريشن” العلمية إلى أن الباحثين أخضعوا 1142 مشاركا يعانون من هشاشة العظام للمراقبة في 5 مراكز طبية، بإيطاليا وبريطانيا وهولندا وبولندا وفرنسا. وتتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاما، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، تناولت الأولى أطعمة “حمية البحر المتوسط”، في حين تناولت المجوعة الثانية طعامها المعتاد.
وكشفت النتائج أن المجموعة التي حرصت على تناول أغذية “حمية البحر المتوسط” انخفضت لديها فرص فقدان العظام، وخاصة عظام الورك، خلال 12 شهرا فقط من بدء النظام الغذائي. وقالت المشرفة على فريق البحث، الدكتورة سوزان فيرويذر-تايت، “هذه الدراسة تُعتبر أول تجربة إكلينيكية على المدى الطويل في أوروبا تبحث في تأثير حمية البحر المتوسط على صحة العظام لدى كبار السن”.
وأضافت أن “المرضى الذين يعانون من هشاشة العظام يفقدون العظام بمعدّل أسرع من غيرهم، لذلك أثبتت التجربة أن حمية البحر المتوسط يمكنها الحدّ من فقدان العظام بصورة طبيعية، بدلا من العلاجات الدوائية الحالية لترقّق العظام، والتي يمكن أن تكون لها آثار جانبية شديدة”.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من الأطباء البارزين قد كشفت أن نظاما غذائيا من منطقة البحر المتوسط قد يكون أفضل في علاج البدانة من أنظمة تقليل الوزن من خلال حساب السعرات الحرارية.
وفي “دورية الدراسات العليا الطبية” ونقلا عن هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي، أوضح الأطباء أن النظام الغذائي الخاص بمنطقة البحر المتوسط نجح في التقليل سريعا من احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
وأشاروا إلى أن هذا النظام قد يكون أفضل من الأنظمة الغذائية التي تعتمد على تناول أطعمة ذات كمية منخفضة من الدهون لتقليل الوزن بصورة مستدامة. وأوضحت المقالة الافتتاحية للدورية الطبية التي أعدها الأطباء البارزون أن التركيز على نوعية الطعام هو السبيل الأفضل في التعامل مع البدانة، لكنها حذرت من وجود أضرار للإنقاص السريع للوزن من خلال اتباع نظام مكثف في وقت قصير.
ودلل الأطباء على هذا ببحث يشير إلى أن هذا النظام يقلل سريعا من احتمال الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، وأنه قد يكون أفضل من الأنظمة الغذائية التي تقوم على تناول كميات قليلة من الدهون من أجل فقدان الوزن بصورة مستدامة.
وأوضح كبير المشرفين على الدراسة وطبيب القلب الدكتور عاصم مالهورتا أن الأدلة العلمية على مدى فاعلية هذا النظام قوية جدا. وقال إن “المسؤولية الأكبر هي أن نطلب من الناس التركيز على تناول أطعمة مليئة بالمواد المغذية”.
وأضاف “سيكون (لهذا النظام) تأثير على صحتهم سريعا جدا. نعلم أن النظام الغذائي التقليدي بمنطقة البحر المتوسط، والذي أثبتت تجارب على عينات عشوائية احتواءه على نسبة أعلى من الدهون، يقلل خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية حتى في غضون أشهر من اتباعه”.
وأوضح الأطباء في المقال أن تبني نظام غذائي للبحر المتوسط عقب التعرض لأزمة قلبية يكون فعالا في تقليل عدد الوفيات بما يعادل ثلاث مرات تقريبا تناول عقار ستاتين لخفض نسبة الكوليسترول.