لندن تمنح الحماية الدبلوماسية لبريطانية إيرانية معتقلة في إيران

وزير الخارجية البريطاني يؤكد أن قرار منح الحماية الدبلوماسية لنازانين زاغاري-راتكليف لم يحدث لشخص منذ أكثر من مئة عام.
السبت 2019/03/09
قرار نادر لم يتمتع به أي بريطاني منذ مئة عام

لندن - وجهت الحكومة البريطانيّة الجمعة “رسالة قوية للغاية” إلى إيران بمنحها الحماية الدبلوماسية للإيرانية البريطانية نازانين زاغاري-راتكليف المحتجزة في إيران منذ أبريل عام 2016 في خطوة اعتبرتها طهران “مخالفة للقانون الدولي”.

ويشكل مصير زاغاري-راتكليف سببا للتوتر بين لندن وطهران منذ توقيفها في إيران في 2016.

وتم اعتقالها في مطار طهران في الثالث من أبريل عام 2016 بعد زيارة عائلتها في إيران برفقة ابنتها غابرييلا المولودة في بريطانيا.

وأوضحت وزارة الخارجية البريطانية أنّ الحماية الدبلوماسية هي آلية “تُستخدم نادراً” وتستطيع دولة بموجبها أن تطلب حماية رعاياها “إذا ما اعتبرت أنّ أفعال دولة أخرى سبّبت لهم ضرراً”.

ورحّب زوجها ريتشارد راتكليف بالإجراء البريطاني، قائلا “اعتقد أنها خطوة مهمة للغاية. إنها إشارة قوية وواضحة أنّ نازانين مدعومة من الحكومة البريطانية وبريئة”.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” إنّ قرار منح الحماية الدبلوماسية لزاغاري-راتكليف “لم يحدث لشخص منذ أكثر من مئة عام”، وتابع أنّه “يبعث رسالة قوية للغاية لإيران”.

وأضاف هانت “في صلب ذلك امرأة بريئة وضعيفة ومريضة وخائفة ولديها طفلة عمرها أربع سنوات”، موضحا “لا ينبغي أن تدفع ثمن خلافكم مع المملكة المتحدة”.

وترفض إيران الاعتراف بجنسية زاغاري-راتكليف البريطانية وتتعامل مع قضية احتجازها على أنها مسألة داخلية.

وكتب سفير إيران في المملكة المتحدة حميد بعيدي نجاد في تغريدة على تويتر أنّ “منح الحماية الدبلوماسية للسيدة زاغاري من قبل الحكومة البريطانية مخالف للقانون الدولي”.

وأضاف أن “الحكومات لا يمكنها ممارسة هذه الحماية إلا على مواطنيها. وكما تعرف الحكومة البريطانية بشكل واضح، إيران لا تعترف بازدواج الجنسية”، لكن وزير الخارجية البريطاني قال إنّ لندن أرادت أن تدرك طهران أنها لا تنوي أن تبقى زاغاري-راتكليف طويلا في السجن.

وأكّد “نأمل في أن يتفاعل الإيرانيون بشكل بناء مع هذا وأن يدركوا أننا لن نسقط القضية. إننا نتعامل مع ذلك بشكل جدي جدا جدا”.

وتعمل زاغاري-راتكليف في مؤسسة تومسون رويترز الخيرية المتفرعة عن وكالة الصحافة الكندية البريطانية التي تحمل الاسم نفسه.

وحكم عليها في سبتمبر من العام نفسه بالسجن 5 سنوات بسبب مشاركتها في التظاهرات المناهضة للحكومة التي جرت في إيران عام 2009 ضدّ السلطات، الأمر الذي تنفيه زاغاري-راتكليف.

وفي أغسطس الفائت، تم إخلاء سبيلها لثلاثة أيام والتقت بعدد من أفراد أسرتها ومن بينهم ابنتها غابرييلا خارج العاصمة طهران.

وقالت النائبة عن لندن توليب صديق إنّ إيران “انتهكت معايير حقوق إنسان دولية كثيرة”، من بينها إنكار حق زاغاري-راتكليف في محاكمة عادلة وزيارات قنصلية واحتجازها في ظروف غير إنسانية دون حصولها على رعاية صحية بشكل مناسب.

5