باكستان تقاطع المحتوى الهندي في قنواتها

إسلام آباد – أصدرت المحكمة الدستورية الباكستانية، قرارا يقضي بوقف بث محتوى هندي إلى أجل غير مسمى في القنوات التلفزيونية بباكستان.
ونظرت المحكمة الدستورية، في جلستها الثلاثاء، في طعن تقدمت به هيئة تنظيم وسائل الإعلام الإلكترونية الباكستانية، ضد قرار المحكمة العليا في لاهور عام 2006، والتي سمحت بنشر 10 بالمئة من محتوى تلفزيوني هندي المنشأ.
وخلال الجلسة ذكّر ممثلو الهيئة بفرض حظر على كل محتوى باكستاني للنشر في القنوات التلفزيونية الهندية.
وعقب المداولات قررت المحكمة الدستورية الباكستانية وقف نشر محتويات ذات منشأ هندي في قنوات البلاد، وبعدم مناقشة المواضيع المتعلقة بهيئة تنظيم وسائل الإعلام الإلكترونية الباكستانية في محكمة لاهور العليا.
وقررت المحكمة حظر نشر المسلسلات التلفزيونية، والأفلام والبرامج الترفيهية من إنتاج هندي في قنوات البلاد، في حين لم يُفرض حظر على نشر محتوى الصحف المطبوعة في القنوات الباكستانية.
وفي المقابل قرع الإعلام الهندي طبول الحرب ضد باكستان، وعلقت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، بالقول إنّه إذا نجحت الهند وباكستان في حل نزاعهما، فلن يكون ذلك بفضل وسائل الإعلام الهندية.
وفي تقرير للمجلة الأميركية، السبت، بعنوان “الإعلام الهندي وجنون الحرب”، قالت إنّ الصحافة تتخذ مقعدها الخلفي للشوفينية “المغالاة في الوطنية”.
ومنذ الهجوم الانتحاري في بولواما بكشمير التابعة للهند، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 جنديا من القوات شبه العسكرية الهندية في 14 فبراير، كانت شبكات الأخبار التلفزيونية الهندية تمارس التحريض، ولم تختلف عن المواطنين العاديين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتصاعد التوتر الأسبوع الماضي بين البلدين المتجاورين الواقعين في جنوب آسيا، وقامت طائرات عسكرية لكل من البلدين بدخول المجال الجوي للبلد الآخر، ما أثار قلق الأسرة الدولية التي تخشى نزاعا مفتوحا.
وبعد الهجوم، صاح أرنا جوسوامي، وهو مذيع إخباري مشهور، قائلا “نريد الانتقام، وليس الإدانة.. لقد حان الوقت للدماء، دماء العدو”.
وأضافت المجلة “كانت تلك الردود جزءا من الشوفينية التي تسيطر بشكل روتيني على الخطاب العام في الهند، مما يعمل على تأجيج التوتر في الوقت الذي تُحجب فيه قضايا أكبر من الاستخبارات العسكرية والاستراتيجية والموارد.
وانساق المراسلون الإخباريون إلى موجة التحريض، حتى أنّ أحدهم كان يرتدي زيا عسكريا للجيش وحمل بندقية لعبة، ووصفوا الأصوات الأكثر اعتدالا بأنها “معادية للقومية”.
وتخلى صحافيون معروفون عن أي مظهر للموضوعية، حيث قاموا بنشر تغريدات تدعوا إلى الهجوم الانتقامي للهند، وقال غوراف ساوانت، أحد مذيعي الأخبار التلفزيونية، إنه يتوجب على الهند القصف مرارا وتكرارا.
وأضافت المجلة الأميركية أنّ الاستناد إلى العاطفة أمر خطير، ومما يبعث على القلق بشكل خاص الطريقة التي ساهمت بها وسائل الإعلام الهندية، وخاصة التلفزيون، في هذا التحريض، حيث لم تكن على قدر المسؤولية الصحافية، ورددت بشكل هستيري لغة الحرب.
والمفارقة أن الطيار الهندي الذي كان معتقلا في باكستان انتقد إعلام بلاده، بعد أن عاد إلى بلاده الجمعة وظهر في شريط مصور للحديث عن تجربته منذ لحظة إسقاط طائرته.
وقال الطيار، الذي عرّف عن نفسه بقائد الجناح أبهيناندان، “أنا طيار في سلاح الجو الهندي. كنت أحاول العثور على هدف. لقد أسقطني سلاح الجو الباكستاني”.
وأضاف، وفق ما نقل موقع يورو نيوز، “أنا مندهش جدا، لأن الإعلام الهندي يبالغ كثيرا. إنه يضيف النار والتوابل للتفاصيل الصغيرة، ويضلل الناس بها”.