السعودية تعمل لتجهيز محطة كبرى للتجارة مع العراق

الرياض تطور منفذ "جديدة عرعر" وفق مواصفات عالمية، واستعدادات لتسريع وتيرة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
السبت 2019/03/02
تطوير المعبر بمواصفات عالمية

كشف مسؤولون سعوديون وعراقيون أن البلدين يستعدان لبدء تنفيذ اتفاقات تعاون واسعة في المجالات الاقتصادية في الأشهر المقبلة، في وقت تنهمك فيه الرياض بتطوير منفذ حدودي بين البلدين، وفق أحدث المواصفات العالمية لفتح آفاق التعاون بين البلدين.

بغداد – تسارعت أعمال تجهيز معبر جديدة عرعر البري بين العراق والسعودية الذي تقوم الرياض بتطويره، وفق أحدث المواصفات العالمية، في ظل توقّعات بتوسيع التبادل التجاري بين البلدين.

وتشير التقارير إلى وجود أكثر من ألف من العمال والمهندسين والفنيين على مدار الساعة، منهمكين في بناء ساحات البضائع والمستودعات والشوارع والمكاتب على جانبي الحدود، بعد أن تكفلت الرياض بتطويره في الجانب العراقي أيضا.

وقال السفير السعودي في العراق عبدالعزيز الشمري إن المنفذ سيتم افتتاحه رسميا في 18 يونيو المقبل.

وأكد أن المنفذ والطريق الرابط بين البلدين يجري تجهيزهما وفق أحدث المواصفات لاستقبال الحركة التجارية والاقتصادية بين البلدين، وكذلك حركة الحجاج والمعتمرين من العراق والدول المجاورة له.

وأشار إلى أن المجلس التنسيقي السعودي العراقي سيعقد اجتماعا مطلع أبريل المقبل في العاصمة العراقية بغداد، وسيكون انطلاقه حقيقية للمجلس، الذي سيتم من خلاله إطلاق المشاريع والدعم اللامحدود من السعودية للعراق.

عبدالعزيز الشمري: المجلس التنسيقي السعودي العراقي سيطلق قريبا آفاق التعاون وتنفيذ المشاريع
عبدالعزيز الشمري: المجلس التنسيقي السعودي العراقي سيطلق قريبا آفاق التعاون وتنفيذ المشاريع

وقال إن الفترة الماضية كانت للتحضير وتوقيع مذكرات تفاهم بين البلدين، وإن المجلس التنسيقي سينطلق في تعزيز فرص التبادل التجاري والتعاون المشترك للارتقاء بالعلاقات إلى أعلى المستويات.

وذكر السفير أنّ ساحة التبادل التجاري قرب منفذ جديدة عرعر ستكون من أكبر الساحات التجارية، وتضم مستودعات كبيرة ومرافق خدمية وأنّ دورها لن يقتصر على تبادل السلع بين البلدين بل يمتد إلى جميع الدول المجاورة.

ومن المتوقّع أن يؤدي افتتاح المنفذ والتسهيلات الواسعة التي يضمها إلى توسيع حركة الصادرات وخفض أسعر السلع، بسبب انخفاض تكاليف النقل مقارنة بالطرق الحالية، التي تمر معظمها عبر دول مجاورة.

ويتوقّع محللون أن تلقى السلع السعودية رواجا كبيرا في السوق العراقية بسبب الجودة والمواصفات العالية والأسعار المناسبة، خاصة في ظل شكوى العراقيين من هيمنة السلع الإيرانية الرديئة.

وكشف الشمري عن إمكانية استخدام رجال الأعمال والتجار العراقيين لموانئ السعودية على البحر الأحمر في عمليات التصدير والاستيراد من دول أوروبا وأفريقيا.

وقال إن افتتاح المنفذ الذي يطلق السعوديون اسم “جديدة” ويطلق عليه العراقيون منفذ عرعر، بالمواصفات المتطورة الجديدة سيؤدي إلى المنطقة الشمالية السعودية، وتحوّلها إلى مركز رئيسي لإقامة المستودعات والمصانع.

وكانت العلاقات العراقية السعودية قد دخلت مرحلة جديدة خلال تولّي حيدر العبادي رئاسة الحكومة العراقية، وأبرم البلدان الكثير من الاتفاقيات لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

لكنها دخلت مرحلة من الهدوء في العام الماضي بسبب عدم اتضاح بوصلة الحكومة العراقية بعد الانتخابات، وحالة الشد والجذب بين الأطراف السياسية المنقسمة بين جهة قريبة من إيران وجهة تسعى إلى تقليل نفوذها والانفتاح على الدول العربية وخاصة دول الخليج.

ويقول مراقبون إن وتيرة التحركات الاقتصادية بدأت تتسارع في الأسابيع الأخيرة مع تزايد استقرار الحكومة العراقية، رغم عدم اكتمالها واستمرار الخلافات بشأن اختيار وزيريْ الداخلية والدفاع.

11