مصر تدعو إلى موقف دولي موحد تجاه التنظيمات الإرهابية

الأقصر(مصر)- أكدت مصر على الخطورة التي باتت تشكلها ظاهرة الإرهاب بشكل عام، والتحديات التي يمثلها المقاتلون الأجانب بشكل خاص.
جاء ذلك في إطار المؤتمر الإقليمي حول مكافحة الإرهاب، الذي تستضيفه مدينة الأقصر الثلاثاء ولمدة ثلاثة أيام بالتعاون بين مجلس النواب المصري والاتحاد البرلماني الدولي، والأمم المتحدة، ومشاركة 120 برلمانيا عربيا ودوليا.
ومن ضمن الحضور في المؤتمر مارتن تشونغونغ، أمين عام الاتحاد البرلماني الدولي وماورو ميديكو، المستشار الخاص لوكيل الأمين العام، ومكتب الأمم المتحدة المعنى بمكافحة الإرهاب، وعدد من البرلمانيين والخبراء من الامارات والأردن والكويت والبحرين والسعودية والعراق والمغرب والجزائر وقطر والسودان ولبنان وفلسطين وسورية واليمن وبنجلاديش وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي والبرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط.
وقال علي عبدالعالي رئيس البرلمان المصري، في افتتاح المؤتمر، إن هذا المؤتمر يكشف الأهمية التي تمثلها القضية التي يتصدى لها، والتي تفرض التعامل معها بخطى واستراتيجيات موحدة ومتسقة داخلياً وإقليمياً ودولياً والدور الذي يمكن أن تقوم به البرلمانات في هذا المجال.
وأضاف أن "القضاء على الإرهاب لن يتحقق إلا من خلال التصدي للجذور الأيديولوجية التكفيرية المسببة لتلك الظاهرة، باعتبارها جوهر القضية، وهو ما يقتضى عدم الفصل بين نشر الفكر المتطرف وبين ارتكاب أعمال إرهابية مادية، فالواقع يؤكد أن الأمرين مترابطان، ومن غير المنطقي تجريم الفعل الإرهابي وغض الطرف عن المحرض".
وأكد أن موقف الدولة المصرية واضح من التطرف، ودعا الجميع إلى الاستفادة من خلاصة التجربة المصرية، وقال إن التطرف يؤدي إلى الإرهاب ولا مجال للتمييز بين الجماعات المتطرفة في هذا الشأن، كلهم سينتهون إلى ذات النتيجة وهى ممارسة الإرهاب".
وشدد عبدالعال على أن دحر خطر الإرهاب يستلزم استراتيجية شاملة، لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية فحسب، وإنما تمتد لتشمل العمل على دحض الأسس الفكرية التي يقوم عليها، وتعزيز قيم الديمقراطية، بالإضافة إلى تصويب الخطاب الديني بما يعزز القيم السمحة للأديان ويرسخ قيم التعايش المشترك واحترام الآخر".
وأضاف عبدالعال، أنه "لا يمكن القضاء نهائياً على الإرهاب واستئصال جذوره، إلا باتخاذ موقف دولي موحد تجاه جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، وعدم اختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين، فجميعها ينبثق عن موقف أيديولوجي متطرف واحد".
ولفت الى أنه "بالرغم من اختلاف مسميات التنظيمات الإرهابية أو أهدافها الاستراتيجية في كل دولة، فجميعها يُشكل شبكة متكاملة من المصالح المتبادلة تدعم بعضها بعضاً، معنوياً ومادياً، سواء بالتمويل أو التنسيق العسكري أو المعلوماتي كما تجمعها مظلة فكرية واحدة وتنتمي جميعها لذات الأيديولوجية التكفيرية المتطرفة".