هل ينقذ اليمين المتطرف نتنياهو في معركته الانتخابية مع الجنرالات

نتنياهو اضطر إلى الدخول في تحالف مع القوة اليهودية في محاولة واضحة لخلق قوة مضادة لتحالف الجنرالات.
الثلاثاء 2019/02/26
التحالف مع كاخ يستفز إيباك

القدس - أثارت خطوة رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو بالدخول مع حركة “القوة اليهودية” المتطرفة والمعادية للعرب، في تحالف انتخابي يضم أيضا “الاتحاد القومي” و“البيت اليهودي” تحت اسم “اتحاد أحزاب اليمين”، ضجة واسعة على الصعيدين الداخلي والخارجي.

ويقول محللون إن نتنياهو لم تكن لديه خيارات كثيرة خاصة بعد الإعلان عن تحالف “كاحول لفان” (أزرق أبيض، نسبة إلى لوني العلم الإسرائيلي)، والذي بات يشكل تهديدا حقيقيا لنتنياهو واليمين، ونشأ مؤخرا عن اتحاد حزب رئيس الأركان السابق، بيني غانتس، “حصانة إسرائيل” (وسط)، وحزب “هناك مستقبل” (ليبرالي) بزعامة يائير لبيد.

والخميس الماضي، أعلن غانتس ولبيد تشكيل قائمة موحّدة تضم أيضا رئيسي الأركان السابقين، موشيه يعالون، زعيم حزب “تيلم” (الحركة من أجل دولة إسرائيل)، وغابي أشكنازي، الذي كان عراب التحالف بين غانتس ولبيد.

ويرى مراقبون أن نتنياهو اضطر إلى الدخول في تحالف مع القوة اليهودية التي تستلهم أفكارها المتطرفة من الحاخام الأميركي الراحل مائير كاهانا مؤسس حزب كاخ المحظور، في محاولة واضحة لخلق قوة مضادة لتحالف الجنرالات، الذي كشفت استطلاعات للرأي عن إمكانية إحداثه المفاجأة في الانتخابات الإسرائيلية التي لم يعد تفصل عن إجرائها سوى أسابيع قليلة.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها صحيفة “هآرتس”، فإن نتنياهو وعد التحالف اليميني المشكل بحقيبتي التعليم والإسكان في حكومته القادمة وبمقعدين في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت).

وتنذر تلك التحالفات بموسم انتخابي ساخن قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية في التاسع من أبريل المقبل، وهو ما عبر عنه نتنياهو بقوله “اليمين في إسرائيل يواجه معركة انتخابية صعبة”.

أفيتال ليبوفيتش: نحن عادة لا نتدخل، ولكن في هذه الحالة نحتاج إلى أن يكون صوتنا مسموعا
أفيتال ليبوفيتش: نحن عادة لا نتدخل، ولكن في هذه الحالة نحتاج إلى أن يكون صوتنا مسموعا

وتشير استطلاعات الرأي التي نشرت الخميس والجمعة الماضيين إلى أن أحزاب اليمين الثلاثة التي نجح نتنياهو في التحالف معها، ستحصل على ما بين 5 و6 مقاعد في الكنيست المكون من 120 مقعدا.

وإذا ما أخذ بعين الاعتبار عدم قدرة “الليكود” اليميني أو تحالف “أزرق أبيض” الوسطي على تشكيل حكومة دون الحصول على ثقة 61 عضوا في الكنيست، فحتى هذا العدد القليل من المقاعد سيكون له أثر واضح في تحديد هوية رئيس الوزراء المقبل.

والجدير بالذكر أن انتقادات واسعة خاصة من جماعات الضغط الأميركية وجهت إلى نتنياهو لتحالفه مع حزب “القوة اليهودية” الذي يقوده نشطاء سابقون في حركة “كاخ” العنصرية المحظورة في إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا.

وتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجوم نادر من لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (إيباك)، وهو أكبر جماعة ضغط أميركية مؤيدة لإسرائيل، بسبب التحالف المثير مع أنصار «كاخ».

وقالت إيباك “نتبع سياسة قائمة منذ فترة طويلة تتمثل في عدم الاجتماع مع أعضاء من هذا الحزب العنصري والبغيض” في ترديد لتغريدة على تويتر للجنة الأميركية اليهودية.

وأيدت إيباك بوجه عام سياسات نتنياهو خلال 13 عاما له في السلطة على الرغم من أن بعض المنظمات الأميركية اليهودية عبرت عن تحفظات إزاء تحرك إسرائيل باتجاه اليمين.

وأوضحت أفيتال ليبوفيتش مديرة مكتب اللجنة الأميركية اليهودية في القدس الأحد، “نحن عادة لا نتدخل في الانتخابات، ولكن في هذه الحالة نحتاج أن يكون صوتنا مسموعا”.

واستنادا إلى استطلاعات الرأي العام في إسرائيل نشرت الخميس والجمعة، إذا ما أجريت الانتخابات الآن سيحصل تحالف “أزرق أبيض” برئاسة غانتس على 36 مقعدا في حين يحصل حزب” الليكود” برئاسة نتنياهو على 30 مقعدا، وهذه هي المرة الأولى منذ عقد من الزمن يتفوق فيها حزب إسرائيلي في الاستطلاعات على الليكود. وفي حال انتهت الانتخابات في التاسع من أبريل إلى هذه النتيجة فإن الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين سيكلف غانتس بتشكيل الحكومة القادمة، طبقا للقانون. إلا أن هذا لن يضمن لغانتس مقعد رئاسة الحكومة إذ سيتعين عليه أولا الحصول على ثقة 61 عضوا في الكنيست، وهي مهمة ليست بالسهلة على الإطلاق وفقا للمعادلة القائمة.

فالاستطلاع الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الجمعة، أشار إلى حصول حزب “العمل” (وسط اليسار) بزعامة آفي غباي على 8 مقاعد وحزب “ميرتس” اليساري على 4 مقاعد.

ويعتبر هذان الحزبان شريكين متوقعين لتحالف “أزرق أبيض” في أيّ حكومة قادمة. إلا أن عدد المقاعد التي ستحصل عليها أحزاب اليمين، بحسب استطلاعات الرأي غالبا ما ستصب في صالح نتنياهو.

ويرجح محللون إسرائيليون أن تنجح الأحزاب اليمينية الإسرائيلية الصغيرة في إنقاذ نتنياهو وإيصاله إلى مقعد رئاسة الحكومة مجددا حتى وإن تفوق عليه “أزرق أبيض” فعليا في الانتخابات.

2