التكنولوجيا في خدمة القتل.. موظفون في مايكروسوفت يرفضون

واشنطن - طالب عدد من موظفي مايكروسوفت بأن تلغي الشركة تعاقدا بقيمة 480 مليون دولار لتوريد أجهزة إلى الجيش الأميركي، وذلك في التماس وقعه 94 من العاملين الذين طالبوا الشركة بالكف عن تطوير “تقنيات الأسلحة”.
وفازت مايكروسوفت بعقد في نوفمبر لإمداد الجيش بما لا يقل عن 2500 نموذج أولي لنظارات الواقع المعزز التي تعرض رقميا معلومات مرتبطة بالسياق أمام أعين مستخدميها.
وتتيح النظارات الذكية هولولنس، التي ظهرت لأول مرة في مارس 2016، رؤية الصور الرقمية الافتراضية التي يتم دمجها مع العالم الحقيقي. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا، عن النسخة الجديدة من النظارات هولولنس 2 في مؤتمر بمدينة برشلونة الإسبانية، قبيل افتتاح المعرض التجاري العالمي للهاتف الجوال.
وقالت الحكومة إنها ستستخدم تلك الأجهزة في المعارك وفي التدريب لتحسين قدرات “الفتك والتحرك والوعي بالمواقف” لدى الجنود.
وفي التماس إلى المدراء التنفيذيين في مايكروسوفت نُشر على تويتر الجمعة، قال العاملون “لم ننضم إلى الشركة من أجل تطوير الأسلحة ونطالب بأن تكون لنا كلمة في ما يتعلق بكيفية استخدام عملنا”. ودعا العاملون الشركة إلى تطوير “سياسة استخدام تكون متاحة للعامة” في ما يتعلق بالتكنولوجيا وإلى تشكيل مجلس مراجعة خارجي لتنفيذها.
وتطالب الرسالة مايكروسوفت بإلغاء عقد تطوير نظام التعزيز البصري المتكامل (IVAS)، والتوقف عن تطوير “أي وجميع″ تقنيات الأسلحة، وصياغة سياسة عامة حول هذه المسألة. كما تدعو إلى إنشاء “هيئة خارجية مستقلة لمراجعة الأخلاقيات” تشرف على الامتثال لتلك السياسة.
وقالت مايكروسوفت إنها ترحب دائما بآراء موظفيها لكنها أشارت إلى تدوينة في أكتوبر الماضي قال فيها رئيس الشركة براد سميث إنها ستظل ملتزمة بمساعدة الجيش وستؤيد أي قوانين تضمن الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة.
وأمام موقف الموظفين الأخير، لن يكون بمقدور مايكروسوفت الدفاع عن موقفها من العقد مع الجيش الأميركي بسهولة، فالهدف منه هو “زيادة القدرة على الفتك من خلال تعزيز القدرة على اكتشاف وتحديد العدو أولا ثم القضاء عليه”.
ومن المعروف أن شؤكة مايكروسوفت تفوقت على جميع مطوري الواقع المعزز المتنافسين.
وقال رئيس مايكروسوفت وكبير المحامين براد سميث، إن الموظفين الرافضين لطبيعة العمل العسكري للشركة سيسمح لهم بالعمل في إدارات أخرى.
ورد الموظفون في رسالتهم، بأن هذا الاقتراح “غير مقبول”. وتابعوا “مايكروسوفت تخفي على مهندسيها أهداف البرنامج الذي يعملون على إنجازه”.
ولم يعلق الجيش الأميركي حتى الآن.
وبعد ساعات من تقديم هذا الالتماس تراجعت أسهم مايكروسوفت سبعة سنتات لتصل إلى 110.90 دولار.
وكان تحرك مماثل للعاملين في شركة ألفابت العام الماضي أدى إلى إعلان الشركة عدم تجديد عقد مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة في تحليل الصور التي تلتقطها الطائرات المسيرة.