فوضى دامية في فنزويلا بعد مقتل محتجين بالرصاص الحي

واشنطن - يعتزم مايك بنس نائب الرئيس الأميركي الاجتماع مع خوان غوايدو زعيم المعارضة الفنزويلية في العاصمة الكولومبية بوغوتا الاثنين على هامش اجتماع لزعماء مجموعة ليما الإقليمية وذلك حسبما قال مساعدون لبنس في إشارة إلى دعم زعيم المعارضة بعد أعمال العنف التي وقعت في مطلع الأسبوع.
ومنعت قوات الجيش الموالية للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو السبت قوافل المساعدات الإنسانية الأميركية من العبور من كولومبيا إلى فنزويلا مستخدمة الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية وقتلت اثنين من المحتجين.
وقد يدفع هذا العنف الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات جديدة الاثنين لحرمان حكومة مادورو من الحصول على عائدات.
ويتوجه بنس إلى بوغوتا للاجتماع مع زعماء مجموعة ليما الإقليمية الذين يعترفون بغوايدو رئيسا شرعيا لفنزويلا بعد أن أجرى مادورو انتخابات العام الماضي تم رفضها بوصفها مزورة.
وقال مسؤول أميركي كبير للصحفيين الجمعة إن بنس سيكون مستعدا لإعلان فرض عقوبات جديدة خلال الاجتماع إذا رفضت السلطات الفنزويلية دخول المساعدات لتزيد الضغوط الناجمة عن العقوبات على شركة النفط الحكومية بتروليوس دي فنزويلا.
وأضاف المسؤول شريطة عدم نشر اسمه "إذا وقع أي نوع من العنف أو أي نوع من رد الفعل السلبي من قيادة القوات المسلحة الفنزويلية فربما يعلن أيضا نائب الرئيس والدول الأخرى إجراءات فيما يتعلق بإغلاق الدائرة المالية الدولية بشكل أكبر".
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة وحلفاءها يبحثون سبل طرد أفراد أسر المسؤولين العسكريين الفنزويليين الين يعيشون خارج البلاد ومن بينهم بعض من يعيشون في جنوب فلوريدا.
ونفي مادورو وجود نقص في المواد الغذائية والأدوية في فنزويلا ويقول إن المساعدات تهدف إلى تقويض حكومته.
وتحدث بنس هاتفيا مع جوايدو في يناير قبل أن يعلن زعيم المعارضة نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.
وتحول إدخال مساعدات انسانية الى فنزويلا في اطار عملية محفوفة بالمخاطر للمعارضة الفنزويلية الى فوضى دامية السبت، بعد إطلاق قوات الرئيس نيكولاس مادروو النار على متظاهرين واضرام النار في شاحنات محمّلة بالمساعدات.
وقتل شخصان أحدهما فتى يبلغ من العمر 14 عاما عند الحدود بين فنزويلا والبرازيل، حيث يمنع الجيش الفنزويلي دخول قوافل المساعدات، وفق ما اعلنته منظمة مدافعة عن حقوق الانسان.
وجرح المئات عند المعابر الحدودية مع كولومبيا خلال محاولات لادخال مساعدات.
وكان زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو قد حدد السبت مهلة أخيرة لتسليم فنزويلا مساعدات من المواد الغذائية والأدوية مكدسة في كولومبيا والبرازيل. وهناك ايضا مساعدات عالقة في جزيرة كوراساو في البحر الكاريبي.
وتحولت هذه المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة بصورة رئيسية الى محور رئيسي في الصراع بين مادورو وغوايدو رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية البالغ 35 عاما والذي اعلن نفسه رئيسا انتقاليا قبل شهر بالتحديد.
وتعيش فنزويلا أزمة انسانية أدت الى ارتفاع معدلات الفقر بسبب الركود الاقتصادي والتضخم المفرط.
ومنذ الفجر منع الحرس الوطني الفنزويلي المحتجين في مدينتي أورينيا وسان أنطونيو من التحرك، مطلقا باتجاههم الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وكان بالامكان سماع اصوات اطلاق النار في شوارع أورينيا خلال أعمال شغب امتدت لساعات. وقال الدفاع المدني في كولومبيا أن ما لا يقل عن 285 شخصا اصيبوا بجروح في مواجهات عند المعابر الحدودية.
وأمرت كولومبيا لاحقا شاحنات المساعدات بالعودة من المناطق الحدودية بعد حصول أعمال العنف.
ومعظم الجرحى من الفنزويليين الذين كانوا يحاولون الدخول الى بلادهم حاملين صناديق المساعدات، قبل ان يصدهم الجنود الفنزويليون الذين يغلقون الحدود.
وقال غوايدو للصحافيين في كوكوتا حيث كان ينظم دخول المساعدات "انهم يقترفون مجازر بحق الفنزويليين في سانتا ايلينا دي أويرين وسان أنطونيو، حيث منعوا منذ السابعة صباحا الفنزويليين من التجمع لاستلام المساعدات وادخالها".
واضاف "منذ تلك اللحظة نشروا جنودا غير نظاميين في المناطق الفنزويلية وأطلقوا النار في محاولة لايقاف أمر محتم يستحيل ايقافه".
وأوقف مناصرو مادورو شاحنتين محملتين بالمساعدات بعد عبورهما للعوائق عند جسر حدودي واضرموا بهما النار، ليتصاعد الدخان الأسود فوق سماء معبر سانتاندير الذي يربط كوكوتا الكولومبية بأورينيا الفنزويلية.
وأرسلت البرازيل شاحنتين محملتين بالمساعدات لكنهما عادتا أدراجهما.
واستغل بعض جنود الحرس الوطني الفنزويلي حالة الارباك للتخلي عن مواقعهم والعبور إلى كولومبيا.
وقالت دائرة الهجرة في كولومبيا ان 60 عنصرا من القوات المسلحة الفنزويلية انشقوا عن "ديكتاتورية مادورو".
وأعلن غوايدو انه سيتم الترحيب بهم ولن يعاملوا كخونة.