إجلاء المدنيين يمهد لحسم المعركة ضد الجهاديين شرق سوريا

قوات سوريا الديموقراطية تواصل استكمال إجلاء الدفعة الثانية من محاصري الباغوز وتنتظر إجلاء آخر المدنيين لاتخاذ قرار الاقتحام.
الجمعة 2019/02/22
عمليات الإجلاء متواصلة

حقل العمر النفطي (سوريا) - استأنفت قوات سوريا الديموقراطية الجمعة عملية إجلاء المحاصرين داخل الجيب الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، في خطوة من شأن استكمالها أن تحدد ساعة الصفر لحسم المعركة سواء عبر استسلام الجهاديين أو إطلاق الهجوم الأخير ضدهم.

وهي الدفعة الثانية التي يتم إجلاؤها من الباغوز، بعد خروج ثلاثة آلاف شخص الأربعاء، وفق ما أحصت قوات سوريا الديموقراطية، مشيرة إلى أن الخارجين من جنسيات مختلفة وبينهم عراقيون ومن دول الاتحاد السوفياتي السابق وأوروبيون.

وقرب بلدة الباغوز حيث بات التنظيم محاصراً في مساحة تقدر بنصف كيلومتر مربع، أفادت مصادر صحفية بخروج نحو ثلاثين شاحنة الجمعة تقلّ خصوصا نساء منقبات بالأسود وأطفالا من مختلف الأعمار، بالإضافة إلى عدد أقل من الرجال غطوا وجوههم بكوفيات.

وقال مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي الجمعة "سنحاول اليوم بشكل أو بآخر إجلاء من تبقى من المدنيين، نتوقع خروج أعداد كبيرة (..)، ونأمل غالباً أن ننتهي من هذه العملية اليوم أو غداً" السبت.

وأضاف "ننتظر إجلاء آخر المدنيين لاتخاذ قرار الاقتحام".

ولا تتوفّر لدى هذه القوات راهناً أي تقديرات لعدد المدنيين أو المقاتلين الذين يتحصن عدد كبير منهم في أنفاق وأقبية تحت الأرض.

وأفاد المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية في دير الزور عدنان عفرين الجمعة أنه بعد "خروج المدنيين، يتبيّن لنا عدد عناصر داعش المتبقين في الداخل وماذا يريدون أن يفعلوا".

وتابع "لا نعرف موقفهم حتى الآن، ولكن إذا لم يستسلموا فنهايتهم بالطبع الحرب"، مضيفاً "بمجرد أن تنتهي عملية خروج المدنيين، سيكون أمامهم: الحرب أو الاستسلام".

بانتظار ساعة الصفر
بانتظار ساعة الصفر

وأوقفت قوات سوريا الديموقراطية منذ أسبوع هجومها ضد الجهاديين بعد تضييق الخناق حولهم، لإفساح المجال أمام المدنيين بالخروج، بعدما فاق عددهم توقعاتها.

وقال بالي إن عملية إحصاء الذين خرجوا الأربعاء مستمرة، وإن "العدد يقارب ثلاثة آلاف وغالبيتهم أجانب من جنسيات مختلفة"، لافتاً إلى أن "الغالبية من الجنسية العراقية وجنسيات دول الاتحاد السوفياتي السابق بالإضافة الى أوروبيين"، من دون تحديد عددهم وعدد المشتبه بانتمائهم للتنظيم الذين تمّ توقيفهم.

ولم يُسمح للصحافيين في اليومين الماضيين بالاقتراب من المدنيين أو التحدث اليهم في منطقة الفرز التي نقلوا اليها قرب الباغوز.

وقال ديفيد يوبنك، مؤسس مجموعة "فري بورما راينجرز" التي تضم متطوعين غالبيتهم أميركيون يقدمون المساعدات الطبية، إن هناك "العديد من الفرنسيات" بالإضافة إلى نساء من ألمانيا والنمسا وروسيا وسيدة من بريطانيا كنّ في عداد من خرجوا الأربعاء.

وأوضح أن النساء والأطفال وصلوا وهم يعانون من "جوع شديد".

ويعيش المحاصرون في جيب التنظيم الأخير في ظروف بائسة في ظل نقص الطعام والمياه والأدوية. ويصلون إلى مواقع قوات سوريا الديموقراطية في حالة يرثى لها.

وطالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في بيان الجمعة بأن تكون "حماية المدنيين أولوية رئيسية لدى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وقوات سوريا الديموقراطية".

وقال مدير برنامج مكافحة الإرهاب في المنظمة نديم حوري إن "مغادرة المدنيين الباغوز تبعث على الارتياح لكن لا ينبغي أن يحجب ذلك حقيقة أن هذه المعركة قد تم شنّها دون اعتبار كاف لسلامتهم".

وأضاف أن "مجرد كونهم عائلات أعضاء داعش أو متعاطفين معهم لا يعني حرمانهم من الحماية التي يستحقونها".

ويتم نقل المدنيين إلى مخيمات شمالاً بعد التدقيق في هوياتهم وجمع معلومات أولية عنهم في منطقة فرز قرب الباغوز، فيما يجري توقيف المشتبه بانتمائهم للتنظيم.