الصومال يلتجأ إلى جيرانه لمواجهة حركة الشباب

مقديشو - بحث الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، الأربعاء، مع نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، سبل تحقيق آلية عسكرية جديدة عقب انسحاب القوات البوروندية من وسط بلاده، إلى جانب جهود القضاء على نفوذ حركة الشباب جنوبي الصومال.
وتطرق فرماجو، الذي وصل العاصمة الجيبوتية قادما من بوروندي، إلى المستجدات السياسية والأمنية في القرن الأفريقي، قبل أن يتوجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ويجري لقاء مع رئيس الوزراء أبي أحمد، لمناقشة القضايا الأمنية والسياسية في المنطقة.
ويرى مراقبون أن الزيارات المكوكية التي يجريها فرماجو في عواصم إقليمية، تهدف إلى حشد الدعم العسكري للحملة العسكرية المرتقبة ضد حركة الشباب.
وانضم الصومال الذي يعاني من انهيار أمني وحرب أهلية أودت بحياة الآلاف من الصوماليين إلى ركب الترتيبات الجديدة في القرن الأفريقي التي تبلورت معالمها على إثر إعلان مصالحة تاريخية بين إثيوبيا وإريتريا، ساهمت دولة الإمارات بمساعدة سعودية في إنجاحها، فيا يؤكد محللون أن مقديشو التقطت بشكل سريع دينامية المصالحة بين أديس أبابا وأسمرة وما حظيت به من دعم دولي واسع، للخروج من أزمتها والابتعاد عن سياسة الاصطفاف الإقليمية التي عزلتها عن محيطها. ودرّبت الإمارات المئات من الجنود الصوماليين منذ عام 2014 في إطار جهد تدعمه البعثة العسكرية للاتحاد الأفريقي لهزيمة إسلاميين متشددين، وتأمين البلاد من أجل الحكومة التي تحظى بدعم الأمم المتحدة ودول غربية.
واضطرت الإمارات إلى إيقاف برنامجها التدريبي في الصومال، ردا على مصادرة قوات الأمن الصومالية الملايين من الدولارات واحتجازها طائرة إماراتية لفترة وجيزة، في تصعيد أضرّ بالصومال ووضعه أمام فوهة بركان الإرهاب، في وقت تتصاعد فيه التقارير التي تتحدث عن أنّ الجماعات الإرهابية المهاجرة من الشرق الأوسط شدّت رحالها نحو المنطقة الأفريقية.
ويوضح خبراء صوماليون أن الرئيس فرماجو، استفاد من دعم الإمارات ودورها في ترسيخ الاستقرار في البلاد، خلال حملته الانتخابية التي قادته إلى الفوز في 2017.
وإلى جانب مهمة تدريب قوات الجيش الصومالي، تضطلع دولة الإمارات بمهمة مساعدة السلطات الصومالية في مكافحة ظاهرة القرصنة التي باتت كابوسا مزعجا للسلطات نفسها.
ويؤكد مراقبون أن من مصلحة الإمارات التواجد في منطقة القرن الأفريقي من أجل حماية تجارتها واستثماراتها في منطقة تفتقد إلى الاستقرار الأمني وذلك بالتعاون مع السلطات المحلية، بعد أن عانت هي الأخرى من عمليات القرصنة التي تستهدف السفن التجارية وناقلات النفط قبالة سواحل اليمن.
ورأى متخصصون في شؤون القرن الأفريقي أن الصومال يندفع نحو الخروج من خطأ الاصطفافات الإقليمية منذ إثارة مقديشو للخلاف مع الإمارات، وأن الرئيس الصومالي يسعى للخروج من حالة العزلة من أجل أن تكون بلاده جزءا من تحولات واعدة ترعاها السعودية والإمارات وسط ترحيب ودفع دوليين.