عبء رعاية الآباء المسنين يثير خلافات عائلية

برلين – أكد خبراء ألمان أنه من الطبيعي أن تظهر على السطح الخلافات القديمة التي كانت شبه منسية ما بين الأشقاء عندما يبدأ الوالدان في التقدم في العمر، خصوصا الآباء.
وأحيانا يعود الأقارب إلى مشاعر السخط القديمة مثل من كان “المفضل” أو من كان يشعر أكثر أن الجميع كانوا يتجاهلونه. وأحيانا كثيرة تقع مسؤولية العناية بالأشقاء الأكبر سنا على أحد أفراد الأسرة الذي غالبا ما يكون يقطن بالقرب منهم.
ولتجنب المناوشات العاطفية أو التافهة، من الجيد إشراك الجميع قدر المستطاع من البداية، وهو ما يمكن فعله بتنظيم لقاءات أسرية لبحث المسألة.
وفي هذه اللقاءات، يمكن أن يحدد الأشقاء قواعد واضحة بشأن المهام المحددة لكل شخص، ومتى سيأتي الجميع في زيارة ومتى ستتم إراحة الشخص الواقع عليه العبء الأكبر.
وحتى أفراد الأسرة الذين يعيشون بعيدا يمكن أن يشاركوا، حيث يقدمون المساعدة بأي شيء يمكن ترتيبه عبر الهاتف أو كتابة على سبيل المثال.
وسوف تسير الأوضاع بشكل جيد إذا ما تعاون الجميع، طالما أن هذا ممكن. ومن المهم أيضا ألا يجعل الجميع بعضهم البعض يشعر بالذنب ويجب عليهم تقبل أن وضع الأقارب المتقدمين في العمر أمر صعب على كل الأشخاص المشاركين في الرعاية.
وتعتبر رعاية الشخص المسن من بين إحدى أهم مسؤوليات الأبناء، ولأنها تتطلب بذل الجهد والوقت فإنها قد تتحول إلى مصدر للخلافات والنقاشات الحادة بين الأشقاء خاصة في الحالات التي يحاول فيها بعضهم التهرب من مسؤولياته تجاه الأب أو الأم المسنة.
ويسمح الاتفاق المسبق بين الإخوة حول مسائل الرعاية والإقامة والزيارة وتوضيحها مسبقا ومن خلال اللقاءات العائلية التي تناقش في هدوء، بتجنب الخلافات بينهم وبعدم تحميل أحدهم المسؤولية لأحدهم مهما كان ترتيبه في العائلة.
كما أن هذه الطريقة لا تشعر المسن سواء كان الأم أو الأب بأنه صار عبئا ثقيلا على أولاده، وهو ما يمكن أن تنجر عنه العديد من المتاعب النفسية بسبب الشعور بالعجز والضعف أو الخوف من المستقبل ومن إهمال أبنائه له. ويجد اليوم العديد من الآباء والأمهات المسنين أنفسهم في منظمات ومؤسسات رعاية المسنين بسبب الخلافات بين الأشقاء حول تحمل مسؤولية رعايتهم.