أمم أفريقيا تحدّ مصري لاستعادة بريقها

أخذ الاستعداد المصري لتنظيم بطولة الأمم الأفريقية في يونيو المقبل، أبعادا أمنية وسياسية فضلا عن الأبعاد الرياضية، لأن القاهرة أخذت على عاتقها التقدم بطلب تنظيم البطولة قبل أقل من عام على موعدها بعد سحب تنظيمها من الكاميرون، ما يشير إلى أن هناك تحديا لإنجاح البطولة وتجاوز الكثير من الصعوبات.
القاهرة – أكد حازم إمام، عضو اتحاد كرة القدم المصري، في حواره مع “العرب” أن كأس الأمم القادمة مهمة للغاية، بسبب استضافة 24 منتخبا بدلا من 16 لأول مرة في تاريخ البطولة، وتقام في فصل الصيف، وليس في شهر يناير كما جرت العادة في النسخ السابقة، ومن الضروري أن تسعى مصر إلى تنظيم البطولة بشكلها الجديد، لاستعادة الزخم الجماهيري لآخر بطولة نظمتها القاهرة في عام 2006.
وأوضح أن هناك رسائل عدة وراء التنظيم الذي أخذ طابع التحدي لإنجاحه وإخراجه في أفضل صورة ممكنة، لأنه يبرهن على استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، وهو ما يظهر في الدعم القوي للحكومة التي سخرت إمكانياتها لنجاح الملف وتوفير احتياجات اتحاد الكرة في ما يتعلق بتطوير الملاعب واستضافة الوفود وتسهيل مهام تحركاتهم وغيرها من الإجراءات.
وأشار إمام إلى أن قرار تنظيم كأس الأمم لم يكن مرتبطا باتحاد الكرة بقدر كونه يتعلق بإرادة الدولة المصرية بوجه عام، والتي حصلنا من خلالها على الضوء الأخضر لاستضافة البطولة، وحصلنا على وعد بدعم من جميع المؤسسات لنجاح الحدث، في ظل وجود البعض من المشكلات التي تواجه الرياضة المصرية.
اهتمام رسمي
عقد مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، اجتماعا مع اللجنة المعنية بالإشراف على تنظيم بطولة أمم أفريقيا، وانتهي باتخاذ جملة من الإجراءات، أهمها تولي مدبولي بنفسه مهمة الإشراف والتنسيق بين الجهات والوزارات المختلفة، من خلال تشكيل لجنة عليا تتابع عمل اللجنة المنظمة للبطولة، ويرأسها هاني أبوريدة رئيس اتحاد كرة القدم.
واتخذت الحكومة قرارات تنظيمية أخرى، منها إعداد برامج سياحية للجماهير والوفود المختلفة، لزيارة المعالم السياحية، وتغطية جميع الملاعب التي تقام عليها مباريات البطولة والمناطق المحيطة بها بشبكة إنترنت فائقة السرعة، وتكثيف الإجراءات الأمنية واتباع استراتيجيات متطورة لتأمين الملاعب لتسهيل دخول الجماهير وخروجها، وإنشاء حزمة خدمات صوتية للوفود والجماهير للمنتخبات المختلفة.
وأوضح حازم إمام لـ”العرب” أن مصر لديها إمكانيات تساعدها على تنظيم البطولة بشكل مميز، وتساهم الإجراءات المتعلقة بتوفير شبكة المواصلات والاتصالات وجودة البنية التحتية في حل الكثير من المشكلات، كما أن الملاعب التي تقام عليها المباريات والتدريبات تحظى بتطوير متقدم على مستوى أرضيتها والخدمات الموجودة فيها، وسيتم غلقها بدءا من أبريل المقبل استعدادا للبطولة.
الوسط الرياضي يعول على شخصيات مثل حازم إمام لإنهاء الفتنة الحالية، لأنه يعد من اللاعبين القلائل الذين يحظون باحترام وثقة جماهير الأهلي، مع أنه من أهم رموز الزمالك
لكن الملقب بـ”أمير الموهوبين”، من قبل الملايين من جماهير كرة القدم في مصر، يرى أن الحضور الجماهيري الكبير والظهور بشكل منظم من أصعب التحديات أمام اللجنة المنظمة. وشدد على أن اتحاد الكرة تحرك مسبقا للتعامل مع الأمر عبر إفساح المجال أمام حضور خمسة آلاف مشجع في مباريات الدوري، وزيادة أعداد الجماهير في لقاءات الأهلي والزمالك والإسماعيلي في البطولات الأفريقية، وتقليص المباريات المقامة دون جمهور.
وتغطي الأجواء الرياضية في مصر غيوم من التعصب، وتهدد إقامة البطولة دون مشكلات أمنية، في ظل حالة الشحن والشحن المضاد التي تعيشها جماهير قطبي الكرة المصرية (الأهلي والزمالك)، وامتدت المسألة إلى رؤساء الناديين، حيث تبادلا البلاغات القضائية، ما دفع جهات رسمية إلى التدخل ومحاولة إنهاء الأزمة بما لا يؤثر على تنظيم البطولة.
ويعول الوسط الرياضي على شخصيات مثل حازم إمام لإنهاء الفتنة الحالية، لأنه يعد من اللاعبين القلائل الذين يحظون باحترام وثقة جماهير الأهلي، مع أنه من أهم رموز الزمالك، وينتمي إلى عائلة ساهمت في تاريخ الفريق الكروي من خلال والده حمادة إمام وجده يحيى إمام.
كانت الروح الرياضية التي يتمتع بها إمام من عوامل نجاحه في انتخابات اتحاد الكرة السابقة، والتي تستمر دورتها حتى عام 2020، وهو أمر يسعى إلى توظيفه إعلاميا وإداريا للحد من الفتنة بين الجانبين، وهو دائم التأكيد على أنه يتمنى أن يستمتع مشجعو كرة القدم بها، ويختفي التعصب من قاموس الإدارات والجماهير واللاعبين.
مصير الدوري
يرفض إمام أن يكون الحل في مواجهة حالة الانفلات الحالية عبر بوابة إلغاء الدوري المصري هذا الموسم، لافتا في حواره مع “العرب” إلى أن القرار يعود بالسلب على الرياضة المصرية وعلى الأندية بوجه خاص، بعد أن دعمت صفوفها بصفقات بلغت قيمتها ملايين الدولارات، كما أن رعاة هذه الأندية سوف يفقدون الثقة بالدوري المصري.
ونفى عضو اتحاد الكرة وجود نية -سواء من قبل الأندية والاتحاد المحلي أو من وزارة الشباب والرياضة- لإلغاء الدوري هذا العام، في ظل المنافسة القوية بين جميع الأندية، مؤكدا “فريق الزمالك لم يحسم البطولة بعد وصفقات الأهلي المتميزة وحالة التنافس التي خلقها فريق بيراميدز تجعلان المنافسة قوية حتى الأسابيع الأخيرة”.
وقال إن قوة الموسم الكروي الحالي تنعكس إيجابا على نتائج المنتخب في بطولة الأمم الأفريقية، لكنه لا يغفل وجود منتخبات قوية في القارة حاليا، قد تمثل تهديدا قويا للمنتخب المصري، والذي تطور كثيرا بعد تولي المكسيكي خافيير أجيري قيادته، عقب تجديد قوام الفريق وإحداث توازن كان مفتقدا بين المحترفين والمحليين.
وأضحى إمام الملقب أيضا بـ”الثعلب الصغير”، ارتباطا بوالده الملقب بالثعلب في سبعينات القرن الماضي، أحد أهم المؤثرين في قرارات اتحاد الكرة خلال السنوات الماضية، على رأس هذه القرارات اختيار المكسيكي خافيير أجيري لتدريب منتخب مصر، ويشكل نموذجا للرياضي الناجح على المستوى الإداري والإعلامي.
ويؤكد اللاعب الذي حقق 12 لقبا محليا وقاريا وخاض تجربة احترافية في أودينيزي الإيطالي، أن هدفه المقبل “تكرار نموذج محمد صلاح لاعب ليفربول في المستقبل، من خلال تطوير دوري الأكاديميات على أسس صحيحة من مختلف الجوانب، حيث سيكون هناك تعاون بينها وبين الاتحاد المصري، وكي تكون لدى مصر قاعدة كبيرة من المواهب”.