رفض أوروبا لطلب ترامب يزيد الغموض بشأن مصير الجهاديين الأجانب

وزير خارجية لوكسمبورغ ينتقد إثارة ترامب للقضية عبر موقع تويتر.
الثلاثاء 2019/02/19
البحث عن الحل الأقلّ خطرا

بروكسل - تحفظ عدد من وزراء خارجية الدول الأوروبية الاثنين في الرد على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إعادة المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين جرى اعتقالهم في سوريا، ولكنهم اعترفوا بأنه يجب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مناقشة هذه القضية الشائكة. ويزيد تردد القادة الأوروبيين بشأن استعادة مواطنيهم المسجونين في سوريا من الغموض المحيط بمصير الجهاديين الأجانب في صفوف داعش والذين تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية.

ودعا ترامب السبت أوروبا إلى “استعادة 800 من مقاتلي داعش الذين جرى اعتقالهم في سوريا ومحاكمتهم”.

وهدد ترامب، في تغريدة، بأن الولايات المتحدة، التي سوف تسحب قواتها من سوريا، سوف تضطر في حال عدم تنفيذ هذا المطلب للإفراج عن المقاتلين المتشددين. ويتمع الكثير من المقاتلين الأوروبيين بحق العودة.

وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن قبل إجراء المباحثات في بروكسل مع نظرائه الأوروبيين “هذه مشكلة.. نحن على دراية بذلك في أوروبا” منتقدا إثارة ترامب للقضية عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن طلب أميركا “صعب التحقيق” في الوقت الحالي، مؤكدا أنه سوف يكون قابلا للتنفيذ فقط إذا ما جرى نقل المقاتلين الأجانب على الفور إلى مراكز الاحتجاز بالتزامن مع بدء الإجراءات القانونية ضدهم. وأوضح “الوضع القانوني هو أن المواطنين الألمان لهم حق العودة إلى البلاد”. وأضاف أن ألمانيا سوف تناقش القضية مع أميركا بالإضافة إلى شركائها الأوروبيين، خاصة فرنسا وبريطانيا، موضحا “مع ذلك، من المؤكد أن الأمر ليس بالسهولة التي يتخيلونها في أميركا”.

أما بريطانيا فقد رفضت بدورها الاثنين دعوة ترامب، معتبرة أن المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة الإسلامية يجب أن يخضعوا للمحاكمة في المكان الذي ارتكبوا فيه جرائمهم.

وأعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي أنه “يجب تقديم المقاتلين الأجانب إلى العدالة وفقا للإجراء القانوني المناسب في النطاق القضائي الأكثر ملاءمة”. وتابع “حين يصبح ذلك ممكنا، يجب إتمام الأمر في المنطقة التي ارتكبت فيها الجرائم”.

من جانبها، تنظر باريس في إعادة مواطنيها الذين انضموا إلى داعش بعد تردد من قبل السلطات بخصوص هذا الملف. وتحدّث مصدر مقرب من الملف في فرنسا عن 150 جهاديا فرنسيا، 90 منهم دون سن الرشد. وفي بلجيكا، طالب وزير العدل كوين غرينز بـ”حل أوروبي”، داعيا إلى “التفكير بهدوء والبحث في الحل الأقلّ خطرا على الأمن”.

وقالت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل إنها لا تستطيع فهم طلب ترامب، مشيرة إلى أنه لن يكون “في مصلحة أحد” الإفراج عن المقاتلين الأجانب الذين قام التحالف الدولي والمقاتلون الأكراد باعتقالهم.

ومن ناحية أخرى، قال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو إن أحد “أكبر التحديات” التي تواجه أوروبا هي منع المقاتلين الأجانب من العودة إلى أوروبا. وأوضحت وزيرة الخارجية السويدية مارجو والستروم الاثنين إلى أنه “هناك فرق بين الذين كانوا يقاتلون وبين أطفالهم، وهذه مسألة نناقش كيفية التعامل معها”.

5