ليبيا نقطة سوداء في تبادل المعلومات

ليبيا تحتل المرتبة الـ162  في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2018.
الاثنين 2019/02/18
مهنة صعبة

طرابلس - تحوّل العمل الإعلامي في ليبيا إلى “مهمة شبه مستحيلة حيث بلغ العداء تجاه وسائل الإعلام والصحافيين حدا خطيرا”، وفق ما أكدت منظمة “مراسلون بلا حدود” في بيان مشترك مع المركز الليبي لحرية الصحافة.

وتحدّث البيان عن “الوضع المقلق لحرية الإعلام” في ليبيا، في الذكرى الثامنة لثورة 17 فبراير 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي. وقالت مراسلون بلا حدود إن “وضع حرية الإعلام أصبح مأسويا”.

وبحسب البيان، فقد قتل 19 صحافيا على الأقل منذ 2011، آخرهم “محمّد بن خليفة الذي يعمل مصوّرا صحافيا لوكالة أسوشيتد برس”، وقتل في 19 يناير 2019 “عندما كان يُغطّي مواجهات بين ميليشيات في طرابلس”.

وقالت مراسلون بلا حدود إنها سجّلت “هذا العام، العديد من حالات الاختفاء والاختطاف والتعذيب”، مستنكرة مرور “الجرائم ضدّ الفاعلين في مجال الإعلام في صمت” وإفلات المجرمين “الكامل من العقاب”. ويستفيد هؤلاء من الحالة السياسية والأمنية التي أغرقت البلاد في الفوضى منذ عام 2011.

وفي أغلب الحالات، فضل الضحايا أو عائلاتهم عدم الكشف عن أسمائهم. وذكرت المنظمة الدولية أنّ الصحافي إسماعيل علي بوزريبة لا يزال معتقلا شمال ليبيا منذ 20 ديسمبر 2018.

وتتنازع حكومتان السلطة في هذا البلد الغني بالنفط، الأولى هي حكومة الوفاق التي تشكلت أواخر عام 2015 باتفاق رعته الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، والثانية موازية في الشرق وتحظى بدعم “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر.

ويمزق البلاد أيضا صراع نفوذ بين مجموعات مسلحة وعشائر تريد السيطرة على الموارد. وقد جعل هذا الوضع من ليبيا نقطة سوداء للمعلومة.

وتبقى الانتهاكات ضدّ الصحافيين ووسائل الإعلام في ليبيا دون عقاب. وفي مايو 2018 أصدرت حكومة الوفاق الوطني، في طرابلس، قرار رقم 555 الذي أعطى صلاحيات واسعة في مجال المراقبة لأعضاء ميليشيات سابقين متهمين في اعتداءات عديدة لفظية وجسدية على الصحافيين.

ورغم أنّ النص مجمّد فإنه بقي مسلطا كسيف على رؤوس الفاعلين في مجال حرية الإعلام في ليبيا. ونشرت مراسلون بلا حدود والمركز الليبي لحرية الصحافة رسالة مفتوحة في أغسطس 2018 لرئيس حكومة طرابلس فائز السراج من أجل إلغاء سلسلة الإجراءات التي أعلنتها إدارة الإعلام الخارجي المرتبطة بوزارة الشؤون الخارجيّة. هذه الإجراءات على غرار الآجال اللامتناهية للحصول على فيزا أو فرض الحصول على الاعتمادات للتغطية الإعلامية، وهي عراقيل إدارية تعطل عمل الصحافيين الدوليين والمراسلين الليبيين لوسائل الإعلام الأجنبية.

وتحتل ليبيا المرتبة الـ162 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2018، والذي تصدره مراسلون بلا حدود.

18