تمارين الترامبولين تدرب كل عضلات الجسم

رياضة تقوي العمود الفقري وتساعد على التخلص من دهون الجسم وتساهم في الشعور بالاسترخاء والراحة النفسية والسعادة.
الأحد 2019/02/17
الترامبولين مناسبة لكل الأعمار

لا تقتصر تمارين الترامبولين على الأطفال أو المراهقين، فهي تبدو وكأنها أحد الأنشطة التي تركز على اللهو والقفز ولا تتطلب جهدا أو برنامجا منظما لشكل الحركات ومدتها، لكنّ مدربي اللياقة يؤكدون أنها تمزج بين الكثير من التمارين التي تدرب كل عضلات الجسم وأنها رياضة مناسبة لكل الأعمار، شرط إتباع إجراءات السلامة.

برلين - كشف باحثون في مجال الطب الرياضي أن القفز على الترامبولين ينمي مستوى اللياقة والقوة العضلية ويعزز الشعور بالاسترخاء والسعادة بمجرد الانتهاء من التمرين. وهو ما تدعمه مدربة اللياقة البدنية الألمانية زيلكه فولينفيبر بقولها إن القفز على الترامبولين يعد بمثابة الطريق للصحة والسعادة؛ حيث أنه يتمتع بفوائد جمّة للجسد والنفس على حد السواء.

وأوضحت فولينفيبر أن القفز على الترامبولين يعد تدريبا شاملا للجسم، حيث أنه يساعد على تدريب نحو 400 عضلة، خاصة عضلات الجذع، فضلا عن أهميته الكبيرة لصحة القلب والأوعية الدموية.

كما تساعد تدريبات الترامبولين على التخلص من دهون الجسم، فتبعا لمستوى اللياقة البدنية ودرجة شدة التمرين يمكن حرق ما يتراوح بين 800 و1000 سعرة حرارية.

وبالإضافة إلى ذلك، يساعد القفز على الترامبولين على إفراز الأدرينالين، ما يسهم في التخلص من التوتر النفسي والشعور بالاسترخاء والراحة النفسية والسعادة.

وأكدت فولينفيبر أن هذه الرياضة تعد مناسبة للجميع باستثناء بعض الحالات، مثل مرضى السلس البولي والمرضى الذين يستخدمون منظم ضربات القلب. وينطبق ذلك أيضا على الحوامل بسبب التحميل العالي على قاع الحوض.

القفز على الترامبولين يعد تدريبا شاملا للجسم؛ حيث أنه يساعد على تدريب نحو 400 عضلة، خاصة عضلات الجذع

وبشكل عام تنصح المدربة الألمانية بممارسة القفز على الترامبولين باعتدال في البداية ثم رفع درجة الشدة تدريجيا.

وأفاد تقرير نشر في موقع دويتشه فيله الألماني أنه بالرغم من كون هذه الرياضة تندرج ضمن قائمة ألعاب الأطفال، إلا أن دراسة علمية سابقة أثبتت تأثيرها الإيجابي على صحة البالغين أيضا. ففي دراسة أجرتها وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، ثبت أن تمارين القفز على المنطة (ترامبولين) تفيد الجسم أكثر من ممارسة الركض بنسبة 68 بالمئة.

وتشير الدراسة، التي نشرت في مجلة ناسا لعلم وظائف الأعضاء التطبيقي، إلى أن قضاء المرء ساعة من القفز على الترامبولين كفيل بحرق عدد من السعرات الحرارية أكبر بكثير من تلك التي يمكن حرقها عند الركض لنفس الفترة الزمنية. وبالمقارنة مع مختلف أنواع الرياضات، وجد الباحثون أن ممارسة تمارين تحفيز ضربات القلب والدورة الدموية لمدة ساعة ربما تقلل من فرص نجاح محاولات إنقاص الوزن، نتيجة لزيادة معدل ضربات القلب والتنفس السريع.

 كما تساعد تدريبات الترامبولين أيضا على التمثيل الغذائي، وهو كلمة السر في نجاح محاولات إنقاص الوزن. ويفسر الخبراء ذلك بأنه إذا قام الشخص بالقفز بوتيرة معتدلة، فلا يزال بإمكانه التنفس بشكل مريح وهادئ. كما أنه لا يحرك الجسم بتوتر أو تعب، بل يشعر بالحرية ولا تحركه سوى الجاذبية الأرضية. ولمن يحاولون إنقاص وزنهم، نصح الخبراء بممارسة هذا النوع من تمارين القفز لفترة تتراوح ما بين 15 إلى 20 دقيقة 3 مرات في الأسبوع، طبقا لما ورد في الدراسة.

ورصدت الدراسة مجموعة من الحقائق المثيرة عن فوائد الترامبولين، من أهمها زيادة دورة الأكسجين ما يؤدي إلى زيادة طاقة الخلايا في الجسم. فقد قارن الباحثون بين معدل نبضات القلب واستهلاك الأكسجين أثناء القفز وخلال تمارين الركض أو ركوب الدراجات.

مفتاح اللياقة والرشاقة
رياضة تمنح شعورا بالمرح والبهجة

ووجدوا أن هناك ارتفاعا كبيرا في “المحفزات الميكانيكية الحيوية” في الجسم أثناء القفز على الترامبولين. وأوضح العلماء أنه يتم الآن تطبيق تلك التمارين على رواد الفضاء في وكالة “ناسا”، خاصة بعد قيامهم برحلة إلى الفضاء، الأمر الذي يساعد على تجديد الطاقة وتحسين حركة الجسم والوقاية من أي إصابات في العضلات أو العظام.

 وبالإضافة إلى كونها لعبة مسلية وممتعة، فالقفز على الترامبولين يعمل أيضا على زيادة اللياقة البدنية وتنشيط خلايا الجسم وتحسين أداء العضلات، فضلا عن تحسين حالة العمود الفقري وتخفيف آلام الظهر. كما أنه يساعد أيضا في تخلص الجسم من السموم وتنشيط الدورة الدموية والقلب، ما ينعكس على الحالة العامة للإنسان.

وقالت عالمة الرياضة جنيفر نوتينغ إن القفز على جهاز الترامبولين يعد مفتاح اللياقة والرشاقة، حيث أنه يساعد في حرق الكثير من السعرات الحرارية ويعمل على تقوية العضلات.

وأوضحت نوتينغ أن القفز يتطلب استعمال نحو 400 عضلة، مشيرة إلى أن القفز على الترامبولين لمدة 10 دقائق يضاهي ممارسة رياضة الركض لمدة 30 دقيقة، مما يعمل على تنشيط القلب والأوعية الدموية.

ويسهم القفز على الترامبولين في تقوية العضلات ومن بينها جميع عضلات الساق والأذرع، كما أنه يصون المفاصل ويعمل على تدريب حاسة التوازن.

وبالإضافة إلى ذلك، يعد القفز على الترامبولين سلاحا فتاكا لمحاربة التوتر النفسي، حيث أنه يمنح المتدرب شعورا بالمرح والبهجة.

مفتاح اللياقة والرشاقة
مفتاح اللياقة والرشاقة

ومن ناحية أخرى، تنصح نوتينغ بممارسة القفز على الترامبولين بشكل معتدل في البداية، مشيرة إلى أنه لا يناسب الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الظهر أو الذين يعانون من إصابات في أربطة الركبة أو القدم.

وكانت دراسة طبية صدرت مؤخرا قد حذرت من خطر المنصة البهلوانية أو ما يعرف بـ”ترامبولين،” على الأطفال، إذ تعتبر من أحد أكثر الألعاب التي تسبب لهم الإصابات.

وجاء في الدراسة التي نشرت على مجلة تايم الأميركية، أن الأرقام الرسمية للإصابات التي سببتها لعبة ترامبولين انخفضت نسبيا خلال الأعوام الماضية بعدما وصلت إلى 98 ألف إصابة خلال العام 2009 استدعت 3100 إصابة منها النقل إلى المستشفيات.

وحذرت الدراسة من أن 75 بالمئة من الإصابات الناجمة عن ممارسة هذه اللعبة تنتج خلال قفز مجموعة من الأشخاص على الغطاء المطاطي للعبة، حيث ترتفع نسبة خطورة الإصابة عكسيا مع عمر الشخص؛ فكلما كان الشخص أصغر سنا كلما ارتفعت نسبة خطورة الإصابة بالاستناد إلى قوة الجسم وقدرته على تحمل الصدمات.

وبينت الدراسة أن الإصابات في غالب الحالات تتركز في مناطق الرأس والعمود الفقري وتتنوع من الكسور والالتواءات والرضوض، وتختلف خطورتها باختلاف مناطق الإصابة.

وتناولت الدراسة موضوع خطورة اللعبة من الناحية الفيزيائية حيث أن وجود شخص بالغ مع مجموعة من الأطفال فوق المنصة البهلوانية يؤدي الى زيادة الثقل المفروض على الغطاء المطاطي وبالتالي رفع قوة ردة الفعل.

وقوة ردة الفعل تلك قد تطلق الطفل الأقل وزنا إلى ارتفاع بين خمسة إلى عشرة أقدام (نحو 1.5 إلى 3.00 أمتار) والسقوط بقوة على الأرضية المطاطية التي ستتحول إلى صلبة عند الأخذ بعين الاعتبار سرعة سقوط الجسم.

18