"سوريا الديمقراطية" تنتزع آخر جيب للدولة الإسلامية شرق سوريا

قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على آخر جيب للدولة الإسلامية شرق البلاد والمئات من الجهاديين يعلنون استسلامهم.
السبت 2019/02/16
حسم المعركة

بيروت - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة سيطروا على آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا السبت بعد استسلام المتشددين الذين كانوا في المنطقة.

وذكر المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا أن المئات من متشددي التنظيم كانوا في المنطقة واستسلموا لقوات سوريا الديمقراطية خلال اليومين الماضيين. وأضاف أن بعض المتشددين ربما ما زالوا مختبئين في أنفاق.

وحاربت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتدعمها ضربات جوية أميركية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في جيب الباغوز الذي يقع شرقي نهر الفرات قرب الحدود العراقية.

من جهتها أكدت قوات سوريا الديمقراطية أن "أعداداً كبيرة" من المدنيين لا تزال موجودة في البقعة الأخيرة الأخير تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا، غداة تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن اعلاناً هاماً بشأن "القضاء على الخلافة" سيصدر في غضون 24 ساعة.

وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية في دير الزور عدنان عفرين ليل الجمعة السبت "المدنيون ما زالوا موجودين في الداخل بأعداد كبيرة  من عائلات داعش في الأقبية تحت الأرض وفي الأنفاق وكانت هذه مفاجأة لنا".

المدنيون لا زالوا موجودين في الداخل بأعداد كبيرة من عائلات داعش في الأقبية تحت الأرض وفي الأنفاق

في سياق متصل رأى الكولونيل فرنسوا ريجي ليغرييه قائد قوة المدفعية الفرنسية في العراق التي تدعم القوات الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، أنه كان يمكن تحقيق النصر على الجهاديين بوقت أسرع وبدمار أقل لو أرسل الغربيون قوات على الأرض.

وعبر الكولونيل ليغرييه الذي يقود منذ أكتوبر قوة المدفعية الفرنسية (تاسك فورس واغرام) في العراق، عن هذا الرأي في مقال في نشرة "ريفو ديفانس ناسيونال" ويثير استياء في هيئة أركان الجيوش الفرنسية.

وأكد الضابط الفرنسي أنه "تم تحقيق النصر" في آخر معركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية جرت بين سبتمبر وديسمبر في جيب هجين بشرق سوريا، "لكن ببطىء شديد وبكلفة باهظة جدا وبدمار كبير".

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن إعلانا سيصدر "في الساعات ال24 المقبلة" حول انتهاء "الخلافة" التي أعلنها الجهاديون.

وكتب الكولونيل ليغرييه "بالتأكيد، تمكن الغربيون عبر رفضهم إرسال قوات على الأرض، من الحد من المخاطر وخصوصا اضطرارهم لتوضيح ذلك أمام الرأي العام".

وأضاف الضابط الذي تحدث بحرية غير معهودة لعسكري في ميدان عمليات "لكن هذا الرفض يثير تساؤلا: لماذا نملك جيشا إذا كنا لا نجرؤ على استخدامه؟".

فرنسوا ريجي ليغرييه: كان يمكن تحقيق النصر على الجهاديين بوقت أسرع وبدمار
فرنسوا ريجي ليغرييه: كان يمكن تحقيق النصر على الجهاديين بوقت أسرع وبدمار 

ورأى أن ألف مقاتل يملكون خبرة الحرب كانوا سيكفون "لتسوية مصير جيب هجين في أسابيع وتجنيب السكان أشهرا من الحرب".

وتابع أن الحملة "احتاجت لخمسة أشهر وتراكم في الدمار للقضاء على ألفي مقاتل لا يملكون دعما جويا ولا وسائل حرب الكترونية ولا قوات خاصة ولا أقمارا اصطناعية".

ولجأ التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة أميركية بشكل أساسي إلى عمليات جوية دعما لقوات سوريا الديموقراطية، باستثناء بعض القوات الخاصة على الأرض، وخصوصا أميركية وفرنسية.

وقال الكولونيل الفرنسي "خلال ستة أشهر، سقطت آلاف القنابل على بضع عشرات من الكيلومترات المربعة كانت نتيجتها الرئيسية تدمير بنى تحتية" من مستشفيات وطرق وجسور ومساكن.

وأضاف أن التحالف "تخلى عن حريته في الحركة وخسر السيطرة على وتيرة تحركاته الاستراتيجية" عبر "تفويض" قوات سوريا الديموقراطية القيام بالعمليات على الأرض.

وعبرت هيئة أركان الجيوش الفرنسية عن اعتراضها على ما كتبه الكولونيل الذي ينهي مهمته في العراق في نهاية شباط/فبراير "في الشكل والمضمون". وقالت "إنها ليست قضية حرية تعبير، بل مسألة واجب التحفظ والسرية المرتبط بالعمليات".

وكان الكولونيل ليغرييه استقبل خصوصا وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي في التاسع من شباط/فبراير بالقرب من الحدود مع سوريا.