"فضيحة" عنوان يستعيد سحره في تشكيل الرأي العام

مساحة واسعة من الحرية ومجال مفتوح من متابعة التفاصيل، هو ما أتاحته مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت مؤخرا من مكان لتناقل “الفضائح” المصورة، فهل لحظر نشر تفاصيل أخرى للفضائح في وسائل الإعلام قيمة في زمن الشبكات الاجتماعية؟
القاهرة - أثار أمر من النائب العام المصري، نبيل صادق، الأربعاء، بحظر النشر في التحقيقات بقضية الفيديوهات الجنسية المتهم بها عدد من المشاهير في مصر نقاشا واسعا عن قيمة حظر النشر في وسائل الإعلام بعد الفضيحة في الشبكات الاجتماعية.
وخاطب النائب العام، في بيان رسمي الأربعاء، رئيس “الهيئة الوطنية للإعلام” (حكومية)، حسين زين، لحظر النشر بهذه التحقيقات بالوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية، وكذلك جميع الصحف القومية والخاصة، فيما عدا البيانات التي يصدرها مكتب النائب العام بشأنها.
وبخلاف حظر النشر، كلَّف النائب العام المصري، الثلاثاء، وزارة الاتصالات باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات تقنية لحجب المواقع التي تبث أي صور أو مواد مسجلة أو مقاطع فيلمية منافية للآداب.
وقالت النيابة العامة، في بيان، إن “القرار يأتي بمناسبة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في قضيتين”، تحدثت وسائل إعلام محلية عن أنهما يشملان تحقيقات في ظهور مواد مخلّة تظهر فيها فنانتان وسيدة أعمال مع مخرج شهير.
وطلبت النيابة العامة من وزارة الاتصالات إخطارها بالمواقع التي تخالف القرار.
وعلى مدار الأيام الماضية، انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي ومواقع إباحية، مقاطع مصورة جنسية لهاتين القضيتين، وسط ضجة كبيرة لدى الرأي العام، وتصاعد الرفض لتداولها باعتبار أن في ذلك “انتهاكا للخصوصية”.
لكنّ آخرين يؤكدون أن المسألة الأساسية التي تطرح في هذا الشأن أن حظر النشر سيفتح المجال واسعا لانتشار الشائعات والأخبار غير الدقيقة أو المضللة، ويتفق الكثير من المحللين على أن عدم نشر نتائج التحقيقات يتسبب في بلبلة الرأي العام، بل ويثير الشكوك حول القضاء
ذاته.
وقال صحافي:
واعتبر مغرد:
Hany_kamell@
حظر النشر بعد كل هذه الفضائح والخوض في أعراض الناس لمدة أسبوعين.
وهاجم آخرون القرار فكتب مغرد:
ويتبنّى موقع يوتيوب مثلا قاعدة أساسية تضمنتها لائحة شروط استخدام الموقع الشهير مفادها “لا تنشر على موقع يوتيوب ما تخشى قوله للناس وجهًا لوجه”، ولكن يبدو أن الكثير من المستخدمين يضربون بها عرض الحائط.
وباتت كلمة “فضيحة” العبارة السحرية التي تجذب الملايين لمشاهدة مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حتى وإن لم تكن الحقيقة كذلك، حتى أصبحت حيلة يلجأ إليها المتعطشون لجلب الإعلانات، أو الانتقام من شخص ما وابتزازه أحيانًا، بل يتطور الأمر إلى استخدام الكلمة للترويج إلى مقاطع الفيديو الدعوية بهدف وعظ المستخدم رغما عن أنفه.
ولم يسلم أحد من نجوم الفن والسياسة والرياضة والإعلام من فيديوهات الفضائح الحقيقية أو المفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فلا يمكن أن تضع في مربع البحث كلمة فضيحة إلى جوار اسم أحد المشاهير حتى تظهر العشرات من
النتائج.
أما غالبية الفضائح المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي فهي إما مقاطع تم تصويرها بواسطة الضحية نفسها أو بعلمها وتمت سرقتها خلسة من هاتفها المحمول أو جهاز الكمبيوتر الخاص به، وإما أخرى تم تصويرها من دون علم الضحايا، وفى النهاية، تكون النتيجة “فضيحة” قد تتسبب في تدمير حياته ومستقبله، وقد تودي بحياته في أسوأ الحالات.
لكن في الوقت الذي دمرت فيه فيديوهات حياة البعض، كانت سببا في سطوع نجوم آخرين، ومثلما قادت فيديوهات الفضائح البعض إلى الإفلاس كانت منجم الذهب على غيرهم.
وكتب حساب على تويتر:
وقال متفاعل على فيسبوك:
أحمد فيصل@
يكفي العاقل مشاهدة انتشار أخبار الفضائح وفتح المنابر الإعلامية لها وتكثيف النشر، وتغذية الخبر ليظل على الترند ونشر النقاشات البيزنطية، وخلق حالة من الُسكر الجماعي، يكفي العاقل مشاهدة ذلك كله ليرى كيف يلهي النظام الناس!
وكانت ناشطة أكدت سابقا:
LASTWISDOM1@
هناك بعض”المصادفات” قد تشتت انتباهك عن التركيز في مستقبلك ومستقبل هذا الوطن من هذه المصادفات: 1- اشتعال معارك التشجيع الكروي بأحط الوسائل، 2- فضائح جنسية وفيديوهات مسربة، 3- حجاب فنانات من زمن “أمنمحات”، 4- إنجازات استخباراتية مجهولة المصدر وحتى لو ظهر التنين المجنح فوق الأهرامات لا تتشتت.