قوات سوريا الديمقراطية تخترق آخر دفاعات داعش شرق سوريا

القوات العراقية أغلقت حدود بلادها بسبب الاشتباكات العنيفة التي تدور بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش الذي بات وجوده يقتصر على جيوب صحراوية بين البلدين.
الاثنين 2019/02/11
المعركة الحاسمة

دمشق- تخوض قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة منذ يومين اشتباكات ضارية في شرق سوريا في إطار “المعركة الحاسمة” التي تشنها ضد تنظيم داعش في آخر الجيوب التي يسيطر عليها، وسط أنباء عن تقدم مهم أحرزته تلك القوات.

ومني التنظيم الذي أعلن في العام 2014 “الخلافة” على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين. وبات وجوده يقتصر على جيوب صحراوية بين البلدين.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردي أعلنت السبت بدء “المعركة الحاسمة” لإنهاء وجود جهاديي التنظيم الذين باتوا يتحصنون في آخر معاقلهم في شرق البلاد، بعد توقف دام أكثر من أسبوع للسماح للمدنيين بالفرار.

وذكر الناطق العسكري باسم حملة دير الزور أن القتال مستمر. وقال “توجد اشتباكات عنيفة في هذه اللحظة. قمنا بالاقتحام”، مشيرا إلى أن “المقاتلين يتقدمون”. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق بحدوث اشتباكات عنيفة بين الطرفين الأحد فيما كان التحالف الدولي يشن قصفا جويا ومدفعيا على مواقع الجهاديين.

تنظيم داعش بات محاصرا ضمن أربعة كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية
تنظيم داعش بات محاصرا ضمن أربعة كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن “إن المعركة مستمرة”، مشيرا إلى “اشتباكات عنيفة صباح (الأحد) وانفجار ألغام”. وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية إثر هجوم بدأته في سبتمبر، من التقدم داخل الجيب الأخير للتنظيم وباتت تحاصره ضمن أربعة كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية.

ولا يزال هناك نحو 600 جهادي، غالبيتهم من الأجانب، محاصرين فيها، بحسب مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية. وأضاف أنه لا يعتقد أن زعيم التنظيم المتطرف أبا بكر البغدادي موجود في الجيب المحاصر.

وقال بالي “لا نعتقد أنه موجود في سوريا”، دون أن يضيف تفاصيل بشأن مكان الرجل الذي أعلن “الخلافة” في عام 2014.وعلى الطرف الآخر من الحدود، أي العراق، أعلن فرنسيون في التحالف، السبت، أنهم متربصون بغية النيل من أي محاولة للجهاديين للفرار.

وتصطف العشرات من القذائف من عيار 155 ملم الجاهزة لتلقين ثلاثة مدافع خضراء وسوداء من طراز هاوتزر مداها 40 كيلومترا. وقال نائب قائد التحالف كريستوفر كيكا، الجمعة، إن القوات العراقية أغلقت حدود بلادها.

وتوقع بالي، السبت، أن معركة طرد الجهاديين من آخر معاقلهم ستحسم خلال الأيام المقبلة. وطالما لجأ التنظيم، الذي تبنى عدة هجمات دامية بواسطة خلايا نائمة من المناطق التي خرج منها، إلى زرع الألغام والمفخخات خلفه لمنع المدنيين من الخروج ولإيقاع خسائر في صفوف خصومه.

ودفعت العمليات العسكرية، وفق المرصد، أكثر من 37 ألف شخص إلى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الجهاديين، وبينهم نحو 3400 عنصر من التنظيم.

وتحتجز الإدارة الكردية المئات من المواطنين الأجانب وعائلاتهم الذين تتهمهم بالانتماء إلى التنظيم المتطرف. وتعرب عائلات الجهاديين الأجانب ومدافعون عن حقوق الإنسان عن قلق كبير إزاء إمكانية أن تجري محاكمة هؤلاء في العراق. ويحاول حلفاء الولايات المتحدة منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق بشأن مصير المقاتلين الأجانب المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية التي حذّرت من أنها لن تتمكن من حراسة الأسرى عند رحيل القوات الأميركية من سوريا.

2