أرشيف شعري للإنسان العراقي المنسي

بغداد (العرب) - بالتزامن مع معرض بغداد الدولي للكتاب، صدرت للشاعر العراقي كاظم خنجر مجموعة شعرية جديدة بعنوان “نتقاتل للتسلية” عن سلسلة براءات، الصادرة عن منشورات المتوسط بميلانو والتي تنتصر فيها الدار للشعر والقصة.
قسّم خنجر كتابه الشعري الجديد إلى خمسة فصول، تنوّعت خلالها النصوص الشعرية راصدة مختلف جوانب الحياة العراقية اجتماعيّا وثقافيّا، مثل تطرّق الشاعر إلى قضيتيْ الطائفية والعنف اللتين يعاني منهما بلده.
كما لا يهمل الشاعر الحديث عن تجربته الذاتية في الحب والعبور في هذا العالم، مقدّما رؤاه إلى عالمه في صور متنوعة ومن جوانب عدة.
وجاء الفصل الأول من الكتاب بعنوان “معنى الحياة التي تبدأ بدم وتنتهي بندبة” أمّا الفصل الثاني، فخصّه الشاعر بكونه “موسم الملل” ملل الذات الشاعرة من مجريات حياة عراقية تعاني الفوضى، فوضى تؤثّر في الشاعر الذي لا يمكن لذاته الفكاك من واقع بيئته.
أما الفصل الثالث من الكتاب فقد جاء بعنوان “أرشيف للأصدقاء القتلى وعن بوستاراتهم التي في الشوارع”، هنا يعود الشاعر على غرار مجموعته الأولى “نزهة بحزام ناسف” ليقوم بنزهة في ذكرياته التي لا تخفت، نزهة في شوارع بغداد وبين مدن العراق يصحبه فيها ضحايا الحروب والعنف والإرهاب، ضحايا لا يتخلّى عنهم الشاعر الذي صار لسانهم وهم المهمّشون المنسيون والمغيّبون، وكأننا به يكتبهم مثل أرشيف حي لكي لا ينساهم العالم المصاب بالنسيان، يرسم لهم الشاعر “بوستارات” شعرية تبقيهم أثرا على معاناة الإنسان العراقي، أثر ضد قسوة الزمن والمكان.
وينتقل بنا خنجر من أرشيف القتلى إلى “يوميات طائفية” وهو عنوان رابع فصول الكتاب، حيث تتحوّل النصوص الشعرية إلى رصد لتفاصيل المرض الاجتماعي والسياسي الخطير الذي أصاب العراق، ألا وهو الطائفية، الطائفية التي أنهكت البشر والحجر، وسلّطت الموت على رقاب الجميع، لم يسلم منها المواطن البسيط أو المثقف، ولعل الجريمة الطائفية الأخيرة التي شهدتها بغداد باغتيال الروائي علاء مشذوب لانتقاده المؤسسة الدينية، تصب في نفس نبوءات الشاعر الذي بقي رافعا صوته، ولو بسخرية، ضد الطائفية داعيا في نصه إلى لُحمة المجتمع وقبول الاختلاف ونبذ العنف.
ويختتم كاظم خنجر كتابه الشعري بفصل خامس عنونه بـ”كنافذتين في شُبّاك.. لا نلتقي أبدا” وهنا يعود الشاعر إلى ذاته فاتحا عوالمها التي يشتبك فيها الخاص بالعام أمام قارئه.