قواعد عسكرية روسية في الحدائق الخلفية لأوروبا والولايات المتحدة

موسكو- بعدما حقّقت روسيا عودة قويّة في منطقة الشرق الأوسط من بوابة الملف السوري عبر دعمها لنظام بشار الأسد، الذي حقّق مؤخرا نصف انتصار عسكري قد يدفع العواصم الغربية كما العربية إلى تعديل مواقفها السياسي من النظام السوري، نزلت موسكو بكامل ثقلها مؤخرا لمنافسة كالولايات المتحدة والدول الأوروبية أو قوى إقليمية في حدائقها الخلفية.
ويعتبر مراقبون أنّ ما تحدثت عنه بعض التحليلات أو التقارير الإعلامية، عقب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في أواخر شهر يناير لكل من الجزائر وتونس والمغرب، بأن روسيا تريد دعم نفوذها في أفريقيا عبر بوابة الأزمة الليبية أو قضايا السودان اللتين تمثّلان وجهتين إستراتيجيتين لتركيا، أكده اليوم تقرير روسي كشف أن 7 دول بينها 3 عربية، “أبدت استعدادها” لنشر قواعد عسكرية روسية على أراضيها، فيما نفت بعض تلك الدول ذلك، في أوقات سابقة.
وتحدث التقرير حسب تقرير، نشره موقع تسار غراد المحلي وترجمته إلى العربية وكالة سبوتنيك الروسية، عن أن بعض تلك الدول قبلت بأن تدعم بنيتها التحتية في مجال الطيران، لخدمة القوات الروسية لديها.
وذكر موقع تسار غراد، دون تحديد المصدر الذي استند إليه، أن ليبيا هي إحدى الدول التي “طلبت قواعد عسكرية روسية على أراضيها”. وأفاد أن المشير خليفة حفتر، قائد القوات الليبية المدعومة من مجلس نواب طبرق (شرق)، “اقترح إقامة قاعدة روسية في بنغازي” ثاني أكبر مدينة بعد طرابلس، وهي تضم ميناء ضخما.
7 دول بينها 3 عربية، أبدت استعدادها لنشر قواعد عسكرية روسية على أراضيها، فيما نفت بعض تلك الدول ذلك، في أوقات سابقة
وتابع أن حفتر يتفاوض، مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مشيرا أن “القاعدة ستسمح بالتحكم في الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي، كما ستتمركز في البلاد التي تملك أكبر احتياطي للنفط والغاز في شمال أفريقيا”، حسب الموقع الروسي.
كما أكد التقرير الروسي أن السودان “يمكن أن يصبح دولة أفريقية ثانية فيها قواعد عسكرية روسية؛ حيث يدور الحديث عن ميناء بحري” لاستضافة القاعدة. وقال “ستسمح القاعدة بالتحكم في طرق التجارة إلى أوروبا عبر البحر”.
وسبق أن صرّح رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان السوداني، اللواء الهادي آدم، في مقابلة مع “سبوتنيك”، في 12 يناير الماضي، أن “موافقة روسيا على اتفاقية لتسهيل إجراءات دخول السفن الحربية الروسية والسودانية إلى موانئ البلدين يمكن تطويرها مستقبلا لبناء قاعدة روسية في المياه الإقليمية للسودان على البحر الأحمر”.
ومصر بدورها مستعدة للتعاون مع موسكو؛ وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعد بأن جميع البنى التحتية في البلاد يمكن استخدامها من قبل أي طائرة عسكرية روسية”، حسب الموقع.
وذكر تقرير تسار غراد، أن ثمة 4 دول أخرى وافقت على استضافة قواعد روسية على أراضيها، وهي فنزويلا ونيكاراغوا وميانمار وجزر سيشل.
ويعتبر العديد من المتابعين لقضايا دول شمال أفريقيا أنه إذا ثبتت حقيقة هذه الخطوة، فإن روسيا ستكون في المستقبل لاعبا حاسما ينافس أدوار واشنطن في هذه المنطقة، وخاصة نفوذ تركيا في بعض البلدان مثل ليبيا والسودان، خاصة أن أنقرة تمكّنت في السنوات الأخيرة من وضع قدم في هذه الدول عبر دعمها للإسلاميين أو الجماعات المسلحة، وفق ما تُتهم به من قيادات سياسية في ليبيا أو في تونس ومصر.
وطبقا لهذه المتغيّرات الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإن موسكو تحظى اليوم أيضا بفرص واعدة لتعميق دورها كمنافس اقتصادي في شمال أفريقيا، فضلا عن دور سياسي وعسكري في حلّ أزمات المنطقة مستفيدة من تراجع الثقة في واشنطن، خاصة بسبب عدم مواصلة دعمها للانتقال الديمقراطي في تونس، أو كنتاج لمواقفها المتناقضة لها بشأن مسألة الصحراء المغربية، وخاصة لعدم حماسها لإنهاء الصراع في ليبيا.