نيشان يقدم الإثارة في قالب قضية اجتماعية ليكسب سباق الريتينغ

تعرض الإعلامي اللبناني نيشان إلى حملة هجوم واسعة بسبب برنامجه “أنا هيك” الذي يعرض حالات اجتماعية مخالفة للسائد في المجتمع بطريقة استعراضية ومستفزة للبعض، لكنها حققت غاية البرنامج بإثارة الاهتمام وتحقيق نسب مشاهدة.
بيروت – هل هي حمى الريتينغ التي دفعت مقدم البرامج اللبناني نيشان ديرهاروتيونيان للخروج ببرنامج شكّل صدمة للمشاهد العربي منذ بداية حلقاته واستمر على وتيرة متفاوتة طيلة خمسة أشهر، وشبّهه البعض بنسخة تلفزيونية عن مجلة “بلاي بوي”، أم هو مجرد تسليط ضوء على قضايا تحتاج الحديث عنها في مجتمع يرفض الاعتراف بها.
يستضيف نيشان خلال حلقات برنامج “أنا هيك” على قناة “الجديد” اللبنانية، أشخاصا مختلفين عن محيطهم وغالبا مرفوضين، بسبب معتقداتهم أو ميولهم الجنسية أو خياراتهم، يتحدثون عن نظرتهم لأنفسهم، ونظرة المجتمع لهم، وبدأ البرنامج باستضافة راقص تعري، قدم عرضا في الأستوديو لاقى استهجانا كبيرا.
الغاية الأولى للبرنامج بجذب الاهتمام وإثارة الجدل مهما يكن، حققت هدفها ونال البرنامج شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما كانت غالبية ردود فعل المشاهدين على البرنامج سلبية إلا أن الأسباب تفاوتت، فالبعض رفض الفكرة جملة وتفصيلا، وآخرون انتقدوا طريقة تناول الموضوع ومعالجة نيشان للقضايا وتعمّده استفزاز المشاهد للحصول على أكبر نسبة متابعة، ونسبة قليلة من المتابعين اعتبروه يندرج ضمن حرية التعبير.
القضاء اللبناني رفض الاستجابة لعريضة محامين قالوا إن البرنامج يقدم الحالات الاجتماعية الشاذة بطريقة ترويجية
وارتفعت الضجة حول البرنامج مع تقدم مجموعة من المحامين بعريضة أمام قاضية الأمور المستعجلة في بيروت ماري كريستين عيد ضد الإعلامي نيشان ديرهاروتونيان وفريق عمل برنامج “أنا هيك” وقناة “الجديد” ممثلة برئيس مجلس إدارتها ومديرها العام، وذلك لمنع بث حلقة الأربعاء، ومنع الإعلانات الترويجية لها على القناة وفي مختلف الوسائل ذات الصلة، علما وأن الحلقة ووفق الإعلان الترويجي لها تتناول المثليات جنسيا.
واعتبر المحامون في طلبهم “أن البرنامج ككل، إنما يقدم الحالات الاجتماعية الشاذة بطريقة ترويجية ويصوّرها كمثال يقتدى خصوصا للجيل الناشئ، منتهكا القوانين لاسيما قانون العقوبات، وضاربا عرض الحائط بكل المفاهيم والقيم الاجتماعية، والتي تشكل شبكة أمان اجتماعية للوطن والمجتمع”.
ومن جهته ذكر نيشان في المقاطع الترويجية لحلقة الأربعاء “لكل من يتّهمني بالفسق: انظروا حولكم كل من أستضيفهم في البرنامج موجودين”.
ورد لاحقا على العريضة المطالبة بمنع الحلقة عبر صفحته في موقع تويتر “إلى المحامين وقضاة العجلة، ما تستعجلوا وتأمروا بالإلغاء والنفي والقمع وعدم عرض الحلقات. أنتم تغتالون برنامج هيك. أنتم لستم أداة رفع الأذى، أنتم أداة نصب”.
وأضاف “برنامجنا حريص على الأخلاق العامة ويتحمل مسؤولياته لكن أنتم هيك تتحولون لبوليس وشرطة آداب. أنتم للحقيقة هيك”.
ولم يستجب القضاء لطلب منع الحلقة، فقد أصدرت قاضية الأمور المستعجلة في بيروت ماري كريستين عيد، ظهر الأربعاء، قرارا قضائيا بردّ طلب خمسة محامين طالبوا بوقف بث الحلقة، وبرّرت القاضية الحكم بـ“انتفاء الصفة”. ونشر نيشان القرار في صفحته على تويتر.
وسبق أن تعرض نيشان لحملة هجوم واسعة مؤخرا، بعد الحلقة التي استضاف فيها مجموعة من الشباب، يعيشون في ثوب الإناث ولا يرتدون سوى ملابس نسائية، وقدموا فقرات استعراضية وتحدثوا عن الصعوبات التي يواجهونها مع عائلاتهم للاعتراف بميولهم الغريبة.
وعلّق نيشان على حالة ضيوفه قائلا “الأوّل: يعشقُ نَفْسَهُ في زيّ امرأة ويصر أن تخاطبه بِـ“أنت”. والثاني: “يرى نفسه أُنثى سجينة داخل جسد ذكر، ولا يَكْتَرِثُ للمجتمع وأحكامِه، أما الثالث عَنَّفَهُ أَبُوه وعمّه وَصَعَقَاهُ بالكهرُباء كي لا يتشبّه بالنّساء.. فهرب”. إلا أن غالبية التعليقات جاءت ضد البرنامج.
وعلقت المطربة السورية أصالة على موجة الغضب ضد نيشان، قائلة “أنا هيك برنامج جريء زيادة ويحتاج لثقافة زيادة، ويحتاج لاستفزاز زيادة”. وأضافت، نيشان بما يقدمه من خلال برنامجه، جريء، مستفز، مثقف، مؤكدة أن برنامج “أنا هيك” “يلخبط كافة المشاعر الإنسانية وأنه من البرامج المذهلة التي مهما استفزت المشاهد المتابع لها لن يمتلك القدرة على الابتعاد عنها وعدم متابعتها”، وتابعت “أحسنت نيشان”.
وعلق متابعون على الموضوع بالقول، إن القنوات التلفزيونية اللبنانية تعاني أزمة مالية منذ سنوات، لذلك تبحث عن طرق لاستقطاب الجمهور والمعلنين حتى لو كانت صادمة، وبرنامج “أنا هيك” ليس الأول من نوعه فقد سبقته برامج أخرى أثارت نقاشات واسعة حول حرية التعبير، ولو أن المحتوى غير متشابه مثل برنامج “نقشت” على قناة “أل بي سي” المنافسة للجديد.
وأضافوا أن هذه البرامج تحقق نسبة مشاهدة عالية بفضل الجدل الذي تثيره، وهو الهدف الرئيسي لها مهما تم تغليفه بأهمية القضايا التي يتناولها.